طالب تشكيل الصحوات في محافظة ديالى العراقية "شمال" بضم 2000 عنصر في مناطق شمال ديالى "المتنازع عليها" لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، فيما اعتبر الأكراد تشكيل الصحوات في مناطقهم تجربة فاشلة أمنيا وتخضع لمعايير حزبية وانتخابية. وأشارت وكالة "الأناضول" الإخبارية إلى أن الصحوات هي عناصر مسلحة موالية للحكومة العراقية وتساعد قوات الأمن في عمليات الحماية، ومحاربة تنظيم القاعدة. وقال سامي الخزرجي مسئول الصحوات ديالى، لوكالة "الأناضول" الإخبارية: "إن خلو المناطق المتنازع عليها من تشكيل الصحوات خلق ثغرات أمنية استغلتها الجماعات المسلحة وأبرزها تنظيم داعش، في محاولة للسيطرة على قرى وقصبات في مناطق أطراف السعدية وناحية قره تبه وحمرين". وأرجع سبب خلو المناطق المتنازع عليها من الصحوات إلى "رفض الأكراد الانخراط ضمن تشكيل الصحوات منذ تأسيسه عام 2007". وانتقد تجاهل تسليح الصحوات بالأسلحة الحديثة والاليات العسكرية بما يوازي تسليح وقدرات الجماعات المسلحة على مدار الأعوام الماضية. أما سمير محمد رئيس مجلس خانقين المحلي "شمال شرقي ديالي"، وهو كردي، فقد رفض فكرة تطويع أو تشكيل صحوات في المناطق التي يقطنها خليط من العرب والكرد، معتبرا أن المشروع "تجربة أمنية فاشلة لم تحقق أهدافها في عموم المحافظات ذات الأغلبية السنية". وطالب محمد، في تصريحات ل"الأناضول"، بإشراك قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) في المهام والواجبات الأمنية ضمن الوحدات الإدارية المتنازع عليها شمال ديالى، معتبرا تشكيل الصحوات هدرا للمال العام يمكن استغلاله في أبواب تنموية وذات جدوى اقتصادية للمواطن. وأضاف أن "تجارب الأنبار والمحافظات الأخرى اثبتت فشل الصحوات وعدم قدرتها على مواجهة خطر المسلحين". ومضى قائلا أن "القوات الأمنية عاجزة عن مواجهة المسلحين في بعض المناطق رغم الإمكانات والتسليح المتكامل، كيف للصحوات مواجهة خطر داعش في ظل إمكاناتها الحالية المتواضعة". واتهم محمد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي باستغلال ملف الصحوات لأغراض حزبية وانتخابية بحتة بعيدة عن الأهداف والخطط الأمنية طيلة الأعوام السابقة. واعتبر أن تشكيل صحوات جديدة في المناطق المختلطة التي يقطنها العرب والأكراد هو تكرار لسيناريو جيش القدس وقوات النخوة التي شكلها النظام السابق "نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين" لحشد الولاءات. ومتفقا معه، أعرب أحمد الزركوشي مدير ناحية السعدية الساخنة "شمال" عن اعتقاده بعدم جدوى تشكيل صحوات في المناطق المتنازع عليها. واعتبر أن تشكيل الصحوات خطوة غير مجدية تفتح أبوابا للفساد الإداري، مطالبا بتعزيز القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها في المناطق والقصبات التابعة لناحية السعدية. ودعا الزركوشي، وهو كردي، في تصريح لوكالة "الأناضول" لتبني مشروع تطويع عناصر أمنية في السعدية من مختلف المكونات بشكل حيادي ومنع تدخل أي جهة سياسية تحاول تسييس الموضوع والمتاجرة به انتخابيا. وطالب بإشراف لجان مختصة من الإدارة المحلية والخبرات الأمنية في الناحية لتطويع عناصر أمنية قادرة على ملئ الثغرات الأمنية وعدم اقتصار الأمر على تشكيلات أمنية تخضع لحزب أو مكون سياسي واحد في إشارة منه إلى ائتلاف المالكي. من جهته، قلل عز الدين صالح رئيس مجلس جلولاء "شمال ديالي" من أهمية تشكيل الصحوات في ناحيته مؤكدا أن الناحية مستقرة أمنيا وتعزيزاتها الأمنية من الجيش والشرطة تسيطر على جميع المناطق والقصبات (النواحي) بشكل محكم. ورهن صالح في تصريح ل "الأناضول"، الحاجة إلى تشكيل صحوات في مناطق جلولاء بموافقة ورؤى العشائر بالمنطقة التي تملك تصورات دقيقة عن الأوضاع الأمنية في عموم مناطق جلولاء . ونفي صالح وجود أي قواعد أو معاقل دائمة للمسلحين في جلولاء، وقال إن "المسلحين يتسللون إلى الناحية من مناطق أخرى ضمن مخطط منظم لتنقل المسلحين بين مناطق ديالى والمحافظات الأخرى". والصحوات هي عناصر مسلحة موالية للحكومة العراقية وتساعد قوات الأمن في عمليات الحماية، ومحاربة تنظيم القاعدة. وتضم ديالى 6 وحدات إدارية "بلدات" يقطنها خليط سكاني من العرب والكرد والتركمان، متنازع عليها إداريا بين حكومة بغداد الاتحادية وحكومة إقليم شمال العراق في وقت يطالب الأكراد بحسم إدارة تلك الوحدات حسب المادة 140 من الدستور العراقي المصادق عليه عام 2005. وتنص المادة 140 من الدستور على تطبيع الأوضاع في محافظة كركوك (شمال) والمناطق المتنازع عليها في المحافظات الأخرى، مثل نينوى (شمال) وديالى (شمال)، وحددت مدة زمنية انتهت في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2007، لتنفيذ كل ما تتضمنه هذه المادة من إجراءات، فيما أعطت لأبناء تلك المناطق حرية تقرير مصيرها سواء ببقائها وحدة إدارية مستقلة أو إلحاقها بإقليم شمال العراق عبر تنظيم استفتاء. وظهرت قوات الصحوات للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول 2006 في محافظة الأنبار (غرب) حيث استطاعت خلال أشهر قليلة طرد تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة التي تدور في فلكه، الأمر الذي شجع الجيش الأمريكي على تعميم هذه التجربة على محافظات أخرى. وانتقلت مسؤوليات أكثر من 100 ألف مقاتل في مجالس الصحوة إلى الحكومة في خريف العام 2008. وتضم ديالى 8000 عنصر من الصحوات بينهم 50 قياديا موزعون في عموم الوحدات الإدارية والقصبات (النواحي) النائية، فيما تؤكد الصحوات مقتل وإصابة 1200 عنصر من منتسبيها خلال حربها مع المسلحين منذ عام 2007 وحتى الآن. وتساهم قوات الصحوة في مناطق العرب السنة غرب بغداد ووسط العراق وشماله في تراجع أعمال العنف بعد أن رفع عناصرها السلاح في وجه من قاتلوا في صفوفهم سابقا. وشنت تنظيمات داعش مؤخرا هجمات استهدفت مناطق شمالي ديالى خلال الفترات الماضية استهدفت السعدية وقره تبه ضمن مساعي داعش لنقل معركة الأنبار إلى ديالى وعدد من المحافظات المتنوعة مذهبيا.