دراسة: 95% من القتلة والسفاحين يدعون الجنون للإفلات من العقاب محمد عبدالله سفاح الدقى القاهرة: ذكرت دراسة حديثة لمصلحة الطب النفسي أن 95% من القتلة والسفاحين، وخاصة من تستوجب جرائمهم الحكم بالاعدام يدعون الجنون، فى محاولة منهم للإفلات من العقوبة، أو للاستفادة بحكم مخفف. وعلى الرغم من أن تلك الحيلة ليست جديدة إلا أنها زادت، وانتشرت فى الآونة الأخيرة، ولعل من أشهر الوقائع التى استخدمت فيها تلك الحيل هى جريمة "سفاح الدقى" الذي قتل خطيبته وحماته وشقيقة خطيبته وذبحهم بوحشية ثم نزل الى الشارع يحمل السكاكين التي استخدمها في جريمته البشعة وبعد أن اعترف في البداية بجريمته عاد وادعى الجنون. وكذلك جريمة اغتصاب وقتل أطفال الشوارع والتى كان بطلها رمضان التوربينى والذى قام بقتلهم وإلقائهم من فوق عربات قطارات السكة الحديد. وقام محامى المتهم بتقديم أحد الدفوع أمام هيئة المحكمة وهي أن موكله يعانى من اضطرابات نفسية وعقلية تجعله غير مسئول عن تصرفاته، وأفعاله فأمرت المحكمة بإيداعه مستشفى الأمراض النفسية والعقلية لتوقيع الكشف الطبى عليه لمدة 45 يوما للتأكد من مدى سلامة قواه العقلية. وجاء التقرير مؤكدا سلامة القوى العقلية للتوربينى وأنه مسئول مسئولية كاملة عن جميع أفعاله وتصرفاته وبناء عليه أصدرت المحكمة حكمها عليه بالإعدام. وفى واقعة أخرى استيقظ سكان حى الحدائق على جريمة شنعاء لا يتصورها عقل عندما تجرد أب من كل مشاعر الإبوة والإنسانية وأقدم على قتل زوجته وابنته ثم نزل من مسكنه مهرولا إلى الشارع وهو بملابسه الملطخة بالدماء وقام بالإبلاغ عن الجريمة وعن نفسه وأمام جهات التحقيق ادعى الجنون، لكن التحريات أثبتت أن قواه العقلية سليمة، وأنه كان يجبر الزوجة والابنة على أن يعطيانه ما يكسبانه من العمل في الخدمة بالبيوت لينفقه على سهراته وتعاطيه للمخدرات، وحين حاولتا مقاومته والامتناع عن الدفع، ذبحهما وادعى الجنون. وحادثة أخرى أشد بشاعة شهدت أحداثها محافظة المنيا حيث قام أب بذبح أبنائه الثلاثة وتتراوح أعمارهم ما بين "7-10 سنوات" مدعيا أنه قام بذلك تنفيذا لأوامر الجان. وكان المتهم ويدعى مرسى صالح خلف "45 سنة" قد ترك عمله وتفرغ لممارسة أعمال السحرة والشعوذة. وأقرت زوجة المتهم وأم المجنى عليهم فى تحقيقات النيابة أن زوجها كان دائم التشاجر معها، وضربها لاعتراضها على ممارسته أعمال السحر والشعوذة فى المنزل، ولإحضاره بعض الفتيات وقيامه بتجريدهن من ملابسهن للرسم على أماكن حساسة فى أجسادهن، وهددته زوجته بأنه إذا لم يتراجع عن تلك الأعمال والتصرفات المشينة فإنها سوف تترك له المنزل، وتأخذ أطفالها معها، وإذا حاول مضايقتها فسوف تبلغ الشرطة عنه. وأنه علم منها ليلة الحادث أنها سوف تذهب لمنزل والدتها وتبيت لديها فطلب منها أن تترك الأطفال معه، فوافقت وهى لا تعلم ما يضمره فى نفسه تجاههم، وقام بذبحهم حتى يحرق قلبها عليهم لتهديدها له بإبلاغ الشرطة. وحاول المتهم ادعاء الجنون أثناء تحقيقات النيابة العامة معه، وادعاءه بان الجان هم الذين أمروه بأن يفعل ذلك إلا أن تحريات المباحث أكدت أقوال الزوجة وبمواجهة المتهم بمعلومات التحريات، انهار واعترف بجريمته. يقول الدكتور حاتم ناجى رئيس قسم الطب النفسى الشرعى بوزارة الصحة أن ما يقرب من 150 متهما يعرض علينا سنويا للكشف عليهم والتأكد من مدى صحة قواهم العقلية وأن 95% من المتهمين يدعون الجنون، و5% منهم فقط هم الذين يثبت أنهم مرضى فعليا. ويضيف ناجى المتهم يحول إلينا بخطاب رسمى من مكتب النائب العام موجه إلى رئيس قسم الطب النفسى والشرعى بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية بالعباسية، حيث أننا الجهة الرسمية الوحيدة المختصة بالكشف على المتهمين المشكوك فى سلامة قواهم العقلية على مستوى الجمهورية والمحكمة لا تأخذ إلا بتقريرنا، ولا تعترف بالتقارير الصادرة من مستشفيات أو عيادات خاصة . وتابع ناجي حديثه قائلا يتم عرض المتهم علينا بناء على طلب محاميه، أو بناء على طلب النيابة أو المحكمة نفسها أو لشذوذ الجريمة التى ارتكبها، مما يتطلب ضرورة عرضه علينا، وكما حدث فى إحدى الوقائع بالصعيد، حينما قام مزارع بإطلاق الرصاص على زوجته المشلولة بعد انتهائه من الصلاة التى كان يؤم فيها أبناءه بالمنزل ثم توجه بعدها لحجرة نوم زوجته وأخرج بندقيته من الدولاب، وأمطرها بوابل من الرصاص مبررا جريمته بأنه أراد أن يريحها من آلام المرض . وأضاف ناجى أن المتهم يتم إيداعه بمستشفى الأمراض العقلية تحت حراسة أمنية لأنه مطلوب على ذمة قضية وجريمة تم ارتكابها وتستمر مدة إيداعه 45 يوما فإذا انتهت تلك المدة ولم يتم الوصول لرأى حاسم لتقييم حالته يطلب من هيئة المحكمة مد الأجل، حيث يمكن أن يصل إلى سنة كاملة حتى لا ندع مجالا للشك ولو بنسبة 1%. كما يتم وضع المتهم فى قسم خاص ومراقبته ومتابعته على مدار اليوم، وتشكيل لجنة ثلاثية من أطباء متخصصين لتقييم حالته . ويؤكد الدكتور ناجى أنه نظرا لكل تلك الإجراءات فمن الصعب جدا أن يدعى أحد المتهمين الجنون ولا ينكشف أمره لأن الفترة التى يمكثها فى المستشفى وتقنين إجراءات المتابعة له تكون كافية لكشفه.وعلى الرغم من ذلك فالخطأ وارد فى كل مهنة وتذكر واقعة نادرة وقعت منذ سنوات وبدأت خيوطها تنكشف فى إحدى جولاته على المرضى بمستشفى الخانكة قائلا بحاسة طبيب الأمراض النفسية والعقلية الذى مارس المهنة على مدار 16 عاما لفت نظرى أحد المرضى وبدأ يراودنى الشك تجاهه وشعرت أنه يوجد شىء غير طبيعى فوضعته تحت الملاحظة والمراقبة لفترة من الوقت دون أن يشعر حتى تأكدت تماما مما شككت فيه وهو أنه سليم تماما وبكامل قواه العقلية . وأضاف قائلا أحضرته إلى مكتبى وحاصرته بالأسئلة وتحت ضغط منى اعترف لى بأنه ارتكب جريمة قتل فى القاهرة وهرب إلى أهله فى أسيوط وصدر ضده حكم غيابى بالإعدام، فقامت أسرته بوضعه فى إحدى مستشفيات الأمراض العقلية بأسيوط وظل بها لمدة 8 شهور يعيش بين المجانين ويدرس حالتهم ويحفظ أفعالهم وتصرفاتهم وكيف يتحدثون ويأكلون ويشربون حتى نظرات أعينهم، وبعدما تأكد تماما من قدرته على تقليدهم خرج من المستشفى وتوجه إلى القاهرة . وتابع الدكتور ناجي قائلا قام المتهم بتسليم نفسه للشرطة وطلب محاميه من هيئة المحكمة عرضه على مستشفى الأمراض النفسية والعقلية لمعاناته من مرض عقلى، واستطاع أن يؤدى دور المجنون بمنتهى البراعة أمام لجنة الأطباء حتى أقروا جميعا بانه مريض وبناءا عليه أمرت المحكمة بإيداعه بالمستشفى. وظل بمستشفى الخانكة لمدة 8 أعوام دون أن يعرف بأمره أحد وبمجرد علمى بالحقيقة قمت على الفور بالإبلاغ عنه وقدم للمحاكمة وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه .