اتهمت أرمينيا اليوم الخميس تركيا بمواصلة الإنخراط في "الإنكار التام" لما تعتبره يريفان إبادة جماعية للأرمن إبان الحرب العالمية الأولى ، وذلك عقب أكثر بيان اتساما بروح المصالحة يأتي من أنقرة . ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن فيجن ساركيسيان ،أحد مستشاري رئيس أرمينيا سيرج ساركسيان، إن بيان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يعد "قمة الاتقان في الإنكار والطمس للإبادة الجماعية للأرمن". ونقل موقع "ريجنوم دوت رو" عنه القول إن البادرة التركية "احتوت كل الأطروحات الشهيرة لمثير الاضطرابات السياسية التركي - حيث وضعت الجلاد وضحيته في سلة واحدة ، مع تشويه القضية والدعوة إلى إعادة النظر في الحقائق التاريخية". كان أردوغان قد أصدر بيانا بتسع لغات ،من بينها الأرمنية، أمس الأربعاء أعرب فيه عن تعاطفه مع من فقدوا حياتهم خلال الحرب وتعازيه لأحفاد الأرمن الذين توفوا. وقال أردوغان إن ملايين الأشخاص من جميع الأديان والعرقيات فقدوا حياتهم في الحرب العالمية الأولى". وأضاف أن "المرور بأحداث ذات تداعيات غير إنسانية مثل تغيير الموطن إبان الحرب العالمية الأولى ، ينبغي ألا يمنع الأتراك والأرمن من انتهاج تصرفات تتسم بالتراحم والإنسانية المتبادلة بين بعضهم البعض". لكن الزعيم التركي ، الذي خرج على محرمات معينة في بلاده حيث لا تناقش المأساة الأرمنية بشكل علني في الغالب ، لم يستخدم عبارة "الإبادة الجماعية". وفي يريفان ، أصدر الرئيس الأرمني سيرج ساركسيان بيانا قبيل المراسم المقررة اليوم الخميس لإحياء ذكرى نحو 5ر1 مليون أرمني "قتلوا لكونهم ببساطة أرمن". وقال ساركسيان في البيان إن "وريث الدولة العثمانية التركية يواصل سياسة الإنكار التام. إننا على قناعة بأن إنكار جريمة يؤكد الاستمرار المباشر في ارتكابها". ومع ذلك ، قال رئيس أرمينيا "إننا لا نعتبر المجتمع التركي عدوا لنا" ، وتقدم بالشكر للأتراك الذين ساعدوا الأرمن خلال أعوام الحرب. وتصر تركيا على أن عدد الأرمن الذين قتلوا إبان الحرب أقل من العدد الذي تتحدث عنه أرمينيا ، وأن جميع الأطراف عانت خلال الحرب. وتعترف فرنسا ودول أوروبية أخرى بالإبادة الجماعية للأرمن ، إضافة إلى كندا وبعض دول أمريكا اللاتينية.