أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الأحد، القيود التي تفرضها إسرائيل أمام وصول المصلين المسيحيين والمسلمين إلى أماكن عبادتهم. وقالت الوزارة، في بيان صحفي لها - نقلته الوكالة الألمانية (د ب أ)- إن إجراءات المنع الإسرائيلية للمصلين من الديانتين "تمثل مخالفة لاتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الإنسان والحريات بما فيها الحق في العبادة". وأشارت إلى أن هذه الإجراءات "تأتي في وقت يسمح فيه للمستوطنين والمتطرفين اليهود دخول أماكن العبادة المخصصة لغيرهم، من أجل تدنيس تلك الأماكن المقدسة، ودفع المواطنين للدفاع عن دور عبادتهم، والدخول في حالة اشتباك غير متكافئة". وحسب مصادر فلسطينية، فإن الشرطة الإسرائيلية نشرت في أعياد القيامة وسبت النور الذي صادف أمس الحواجز على مداخل القدس، ومنعت المصلين المسيحيين من الدخول إلى كنيسة القيامة بما في ذلك روبرت سيري المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، وعدد من الدبلوماسيين الأجانب. وذكرت المصادر أن هذه الإجراءات تترافق مع إجراءات مماثلة شبه يومية يتم بموجبها تقييد وصول المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى ومنع من هم تحت 50 عاما من دخول المسجد. واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن الإجراءات الإسرائيلية "معادية للسامية، وخرق لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، بما فيها الحق في العبادة وفي الوصول إلى أماكن العبادة وحرية التحرك ". وحملت الوزارة المجتمع الدولي مسؤولية "الصمت عن هذه الفاشية والعنصرية الإسرائيلية، ومعاداة السامية العربية التي من شأنها نشر سلوك وثقافة الكراهية والعنف ضد إتباع الديانتين المسيحية والإسلام". وكانت مواجهات اندلعت اليوم في محيط المسجد الأقصى أسفرت عن إصابة عدد من المصلين الفلسطينيين واثنين من عناصر الشرطة الإسرائيلية. وجاءت المواجهات على خلفية دخول مجموعات يهودية يتقدمهم نائب رئيس الكنيست النائب عن حزب (الليكود) الحاكم موشيه فيجلن إلى المسجد الأقصى لإحياء عيد الفصح اليهودي. واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون القدس فيها أحمد قريع، أن هذه الممارسات "تنم عن حقد صهيوني وحرب دينية تستهدف في الأساس المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، وجميع معالم القدس الحضارية والثقافية ". وحذر قريع في بيان صحفي له، من تجاهل المجتمع الدولي للجرائم الإسرائيلية بحق الأقصى والمدينة المقدسة، وتصاعد انتهاكاتها وتدنيسها للأماكن الدينية في مدينة القدس من خلال السماح لعصابات المستوطنين والمتطرفين بالتجول في ساحاته الطاهرة، وإثارة الاستفزاز لمشاعر المسلمين المصليين. ودعا قريع، الفلسطينيين إلى تكثيف التواجد وشد الرحال للمسجد والصلاة فيه والمرابطة في ساحاته لصد أي اعتداء همجي من قبل قطعان المستوطنين، ومنع المتطرف فيلجن وأعوانه من الاستمرار في تدنيسه وإحباط مخططات الاحتلال الهادفة لتهويده وتقسيمه.