مكى :الثقافة فى أمريكا اللاتينية تغنيك عن الثروة و الأصل مكى : البرازيل من دولة تقتل أطفال الشوارع لديمقراطية و اقتصاد متقدم فضل : ختم المكسيك منقوش عليه "إعادة انتخاب رئيس الجمهورية خيانة للوطن " المنوفى : مصر ضاع منها الكثير من الفرص الثقافية و الاقتصادية " مشاهدات من أمريكا اللاتينية " شاركنا بها الكتاب د. صلاح فضل ،و د. الطاهر مكى و د. على إبراهيم المنوفى المشاركون فى مؤتمر " التواصل الثقافى بين مصر و إسبانيا و دول أمريكا اللاتينية " الذى عقد باتحاد الكتاب إثراءا للتواصل الثقافى والحضارى . روى مكى عن مشاهداته بأمريكا اللاتينية ،عندما ذهب إليها منذ خمسون عاما و كان وضعها أسوء بكثيرا جدا من وضعنا الحالى ، و قال أن صديقا له عرض أن ينتظره فى المطار ، فشكره قائلا أن السفارة ستستقبله ، و لكنه رد عليها قائلا " قلما تهتم سفارات العالم الثالث "، و لم يفهم مكى حتى وصل إلى هناك و عرف أن الأجانب لا يستطيعون أن يزوروا كولومبيا لأول مرة و يركبون سيارة أجرة وحدهم ، فأما يسرق أو يقتل . وواصل قائلا : " القتل سهل فى أمريكا اللاتينة رغم أن الإعدام ممنوع هناك " ، و الإقطاعيون هناك إن تعارض أحد الأحزاب معهم لا يوقفوه بل يقوموا بتصفيته و قتل أعضاءه . و برغم ذلك فكانت الديمقراطية لا حدود لها فى كولومبيا و أمريكا اللاتينية ، و الطبقة المثقفة هى من تحكم ، و لا يوجد أى رقابة على الإبداع ، و لا يوجد هناك ما يسمى توجيه من الدولة ، حتى على الإذاعة و التلفزيون ، مما أنتج لنا الكثير من مبدعى أمريكا اللاتينية . و قال مكى أن أكثر ما يميز أمريكا اللاتينية هى " الثقافة " و هى هناك تغنيك عن الثروة و الأصل ، قائلا : عرفت حينها أن هذة البلاد سوف تتقدم ، لافتا أن فى العالم العربى لم يفز بجائزة نوبل سوى واحد هو نجيب محفوظ أما فى أمريكا اللاتينية ففاز أكثر من 12 كاتب . و تابع الطاهر مكى أن البرازيل التى كانت تقتل الأطفال فى الشوارع بالرصاص لتنظف المدينة ، هى الآن بلد ديمقراطية و متقدمة اقتصاديا و كذلك الأرجنتين ، و فى كولومبيا حزبان يتناوبان على الفوز بالانتخابات الرئاسية ، مؤكدا أن الحرية هى ما تضمن لأمريكا اللاتينية الآن تقدمها . لذا أيقن حينها مكى أن ما تحتاج إليه بلادنا هى " الديمقراطية " ، حرية لا حد لها وديمقراطية تتمثل فى شفافية الانتخابات و قبول ما تأتى به الصناديق ، و إلا سنتحول إلى عراقا آخر أو سوريا . و أكد الطاهر مكى أن الفكرة لا تقاوم بالعنف بل بالكلمة ، لذا علينا أن نترك الأفكار تتصارع و فى النهاية الفكرة الأفضل و الأقوى هى من تنتصر ملتهمة الأفكار الضعيفة ، و أن لا خوف من الحرية المطلقة التى تحترم حرية الفرد و عدم الإضرار به . من جانبه تحدث د.على إبراهيم المنوفي الذى أصدر حديثا كتاب " أسبانيا كما هى الآن " ، أن بداية رحلته مع الترجمة كانت بتشجيع صلاح فضل، و أنهم تبنوا مشروع فى الترجمة لإثراء المكتبة العربية بالأعمال التراثية عن تاريخ أسبانيا و الأندلس ، و أن من العقبات التى يواجهونها فى الترجمة ، منها مدى صلاحية البرامج الأسبانية فى تخريج المترجمين . كما روى المنوفى مشاهداته بالمكسيك التى زارها منذ شهر ، و هناك عرف عن المؤتمر الذى أقيم فى أمريكا اللاتينية بمشاركة عدد من الدول العربية " دول الربيع العربى " كمصر و ليبيا و تونس لتبادل الخبرات ، و معرفة التجارب الديمقراطية فى الأرجنتين و المكسيك و اراجواى ، ليعلم أن الانتخابات فى أراجواى مستقرة منذ 90 عاما، و دولة أخرى منذ 50 عاما ، و فى دولة المكسيك تطبق نظام الحزبين . و قال المنوفى ، أن مرور مصر حاليا بالمرحلة الانتقالية جعلت الكثير من الفرص الثقافية و الاقتصادية تهرب منا ، فى حين فى الدول المختلفة خلال الثلاث سنوات الماضية أصبح هناك مشاريع لتنشيط الترجمة منها مكتبة رقمية بالجزائر و البرازيل لترجمة الأعمال البرتغالية و الأسبانية و العربية . من جانبه قال د. صلاح فضل أنه مر بتجربة مماثلة فى المكسيك بالسبعينات ، ففى المكسيك حزبان يتناوبان فى الانتخابات فى الفوز بالرئاسة ، و ختم دولتهم منقوش عليه " إعادة انتخاب رئيس الجمهورية خيانة للوطن " ، فكل رئيس يأتى مدة واحدة و لا يجدد مرة أخرى ، و ذلك بعد معاناة المكسيك من عقود طويلة مع الديكتاتورية . و عن الأمن قال فضل أنه ليس بذلك السوء كما روى مكى ، و لكن حذره أحد الأصدقاء من النشالين ، الذين يضعون بين أصابعهم أمواس و من يحاول اعتراضهم تكون تلك نهايته . و ختم فضل حديثه قائلا أن الكاتبان ركزا على التجارب الديمقراطية فى أمريكا اللاتينية لأهميتها فى وقتنا الراهن ، قائلا أن التحول الديمقراطى يستحق المعاناة ، و مصر قبل 25 يناير كانت فى موات .