دور رعاية باتت شهرتها داعمة لها، ودور أخرى استلهمت الصبر والعمل الكد المستطير من أجل أن تبقى مخلصة لهدفها الخيري، الأولى يتشبع الإعلام بالدعوة لمساندتها، والثانية لا تجد سوى "فاعلي الخير" المحيطين بها لتستند عليهم في رعاية الأيتام والمحتاجين بعيدا عن الأضواء الزائفة. تجولت شبكة الإعلام العربية "محيط" بين دور الرعاية البعيدة عن الأضواء، لترصد أبرز مشكلاتها وما تقدمه من خدمات متميزة في العمل الخيري وتخريج جيل من الأيتام بعيد كل البعد عن الشعور بالتدني أو السلبية. دار الأمل يقول عبد الله شلبي رئيس مجلس إدارة تنمية المجتمع المحلي بالمطرية، أن جمعية دار الأمل للأيتام، تتبنى العديد من الأنشطة منها المشروع القومي للتصدي للبطالة، وتساهم في تعليم الشباب كيفية صيانة المحمول والتليفزيون وكذلك صيانة الكمبيوتر، وتوفير محل إيجار جديد مزود بالمعدات اللازمة للمتدرب، على أن يقوم بسداد الرسوم بنظام التقسيط، وبذلك توفير فرصة عمل حقيقية لليتيم. ويضيف شلبي: "نتبنى أيضا المشروع القومي للتصدي للأمية بالتعاون مع شركة فودافون والهيئة القبطية الإنجيلية، كذلك افتتحنا منذ أربعة أيام 45 فصلا بمنطقة المطرية بالقاهرة، يتم بموجبها إعطاء الشاب أو الفتاة -التي تقوم بمهنة التدريس للأميين – راتبا شهريا قدره 450 جنيه إزاء العمل لساعتين يوميا. وعن رعاية المرأة، أفاد شلبي أن الدار لديها ثلاثة مشاغل للسيدات لتعليمهن الخياطة وتدريبهن على إدارة المشروعات وتسويق المنتج؛ حيث يعطى للسيدة ماكينة خياطة وقرض مالي، بالإضافة إلى مساعدتهم في تسويق منتجاتهم عن طريق المعارض. أما دور الجمعية في العناية بالبيئة، أكد أن الدار تساهم في تشجير شوارع المطرية وتطوير مكامير الفحم، كما يوجد دارين لرعاية الأيتام والفئات المهمشة وذوي الاحتياجات الخاصة، تضم إحداهما 15 طفلا والأخرى 20 طفلا، كما تصل أنشطتنا إلى المدن الجديدة لتصل إلى الشروق والعبور ويتم تدوير الملابس المستعملة وتوزيعها على الفقراء والأيتام وغير القادرين. وتعقد الجمعية حفلات تكريم للمتعاونين معها في مجال تحسين العملية التعليمية سواء بالتعاون مع إدارة المطرية التعليمية، أومدارس قرية الشموس مركز بنها قليوبية، كما يوجد مستوصفين طبيين تحت اسم مركز المنتزه الطبي للعلاج، مؤكدا أن كل مشروعات التنمية التي تقوم بها الجمعية "تمول من أهل الخير". وعن أبرز المشكلات التي تواجه الجمعية، يقول شلبي:"يعد ضعف الفهم المجتمعي من أبرز وأعمق المشكلات التي تواجه الجمعية، حيث يجهل المجتمع تماما مفهوم العمل التطوعي خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي تمر بها البلاد". إكرام اليتيم وعن جمعية "إكرام اليتيم"، أشارت زينب إسماعيل رئيس مجلس إدارة الجمعية إلى الاهتمام بالأطفال الذين فقدوا أبائهم فقط أي أيتام الأب، وكل طفل عجز والده عن العمل والإعالة ولا تنظر للأطفال "اللقطاء" أو أولئك الذين تركهم أبيهم دون عائل، حيث توفير المأكل والمشرب والملبس لهم كذلك تجهيز العرائس في سرية تامة، وقد بلغ عدد الأيتام والتي ترعاهم الجمعية نحو 141 طفل وطفلة. وتضيف إسماعيل أن "أهل الخير" يدعمون الجمعية، ويساهمون بأموالهم وطاقتهم في العلاج وتجهيز العرائس، مشيرة إلى أنه من أبرز المشاكل التي تواجه الجمعية هي عدم توافر أماكن ومراكز لإجراء التحاليل الطبية، حيث الكثير من المحتاجين الذين تعجز الإدارة عن مساعدتهم، فضلا عن عدم وجود تعاون من المراكز والتحاليل الطبية. وتتابع زينب قائلة: "إن أمنيتي من الله تعالى أن يمولنا أحد لتوفير كسوة الشتاء والصيف، حيث يأخذ مجموعة من الشباب الفائض من الملابس ويوزعونها على الفقراء من أسر العشش الذين وصل عددهم إلى 30 عشة تم سقفها وتزويدها بالأثاث والمراتب والبطاطين". قبس من نور منار أحمد مؤسسة جمعية "قبس من نور"، أوضحت أن أهم دور تقوم به الجمعية هو حرصها على تعليم الأيتام، "فهناك بروتوكول بيننا وبين وزارة التربية والتعليم لعمل منهجية خاصة لتعليم القراءة، تم اعتمادها من الأكاديمية المهنية للمعلمين وتطبيقها في مدارس منشية ناصر، كذلك حرص الجمعية على تحفيظ الأطفال للقرآن الكريم ". وأشارت أحمد إلى أهم المبادرات التي تقوم بها الجمعية تحت اسم "مبادرات ناجحة وتطبيقات مبتكرة في مجال التعليم" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والأزهر الشريف، مضيفة أن رعاية الأيتام لاتتم داخل الجمعية فقط بل أيضا في منازلهم، وقد وصل عددهم إلى 400 يتيم يتم تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم. وحذرت أحمد من أن نظرة المجتمع لليتيم أدت إلى تكرار محاولات الانتحار بين الأيتام لفشلهم في التعايش مع الواقع بعد خروجهم من الملاجئ، ليجدوا المجتمع قد أدار ظهره لهم فلا مسكن ولا وظيفة ولاشيء غير الشارع، لذلك يمثل هؤلاء قنبلة موقوتة قد تفجر المجتمع في أي لحظة. دار السعد أما دار السعد التي تقوم بإدارتها كريمة الدسوقي، فقد اختلفت عن بقية دور الأيتام التي زارتها شبكة الإعلام العربية "محيط"، حيث تتولى رعاية 6 من الأيتام فقط، صبيان وأربع فتيات، تكفل لهم الرعاية المعنوية والمادية وتوفر لهم فرصة التعليم في مدارس خاصة كما تمدهم بالمدرسين الخصوصيين. ومن جانبها استنكرت الدسوقي الدعايا الإعلامية لدور الأيتام الكبرى والمشهورة فقط، دون تسليط الضوء على الدور الصغيرة التي تفتقد الدعم، مؤكدة أن "أكثر مشكله تواجه الدار هي التمويل حيث تفتقر الدار إلى الشهرة الإعلامية وبالتالي قلة أعداد المعيلين والمتبرعين".