وزير الآثار فاشل هو وقياداته..ولم يتدخل لمنع كوارث الآثار الحفر خلسة بدهشور يتم عن طريق عصابات ممنهجة والوزير لا يتحرك وزير الآثار تنازل عن أرض الفسطاط الأثرية لمحافظة القاهرة بالمخالفة للقانون آخر ترميم لآثار الدرب الأحمر يعود للقرن ال19 مسجد "قجماس الإسحاقي" على وشك الانهيار بسبب الأبراج السكنية "جامع المرداني" تملأه المياه الجوفية وتحول إلى مخزن لمخلفات الأهالي وصفت المرشدة السياحية سالي سليمان والمهتمة بالشأن الأثري وأحد أعضاء فريق حملة "انقذوا القاهرة"، وزير الآثار الحالي د.محمد إبراهيم بأنه وزير فاشل، فمنذ توليه الوزارة لا شئ تم على الأرض يخدم الآثار، بل حدث كم كبير من المصائب الأثرية؛ منها كارثة دهشور والحفر خلسة ورغم النداءات الكثيرة لإنقاذ المنطقة لكن لا أحد يتحرك، رغم أن السرقة تتم عن طريق عصابات ممنهجة وليس أفراد. وتكمل سليمان قائلة: هذا لا يعني أن زاهي حواس كان وزيراً ناجحاً قبل الثورة، لكن وسائل الإعلام كانت لا تتواصل مع أحد غيره قبل الثورة للحديث عن الآثار، وكأنه المتحدث باسم تراث مصر، وهو لم يكن كذلك، بل كان رجل "بروباجندا". وتلفت سليمان في حوارها مع "محيط" أن الآثار تسرق قبل وبعد الثورة، لكنها قبل الثورة كان مسكوتاً عنها، وبعد الثورة التراخي هو عنوان الموقف، فليس من أولويات الدولة حماية تراث مصر. الآثار والتراث في خطر لدرجة أننا نشعر أننا سنرى تراثنا في الصور بعد ذلك، وحتى الصور يضيق علينا بها كما تقول، حيث تلاحقنا إما مضايقات أمنية أو من مفتشي الآثار، كما سلطت الضوء على "الكوارث" التي تعاني منها الآثار في مناطق عديدة. سالي سيمان التي تعد عضواً فاعلاً في معظم المبادرات الخاصة بإنقاذ الآثار والتراث، وليس فقط مبادرة "انقذوا القاهرة"، تخرجت من كلية سياحة وفنادق عام 1989، ومنذ 25 عاماً وهي مهمومة بمجال الآثار، تكتب على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والمدونة الخاصة بها "البصّارة" كل ما ترصده من مشكلات في الآثار أو انتهاكات، لكن المدونة تتخصص في آثار القرن ال19 و 20. وتؤكد ل"محيط" أن جهد المبادرات كله متواصل لتوحيد الجهود، فلسنا بمعزل عن بعضنا البعض، قائلة: وقت كارثة هدم فيلا "أجيون" بالإسكندية تضافرت جهودنا لعمل حملات تصعيدية ودعمنا إسكندرية، كذلك أساعد الكيانات الوليدة في المحافظات، فشباب كل مبادرة يعملون بشكل ممتاز، لكني أوجههم لكيفية العمل بشكل صحيح، وكيف يكونون مجموعات من الأثريين والمعماريين. تواصل: "انقذوا السويس" هي أحدث كيان وليد، وكذلك أساعد مبادرة المنيا، وأحاول أن أكون حلقة الوصل بين كل هذه الكيانات، وأعرفهم على بعض لتبادل الخبرات بينهم، فكل محافظة لها خصوصية في التعامل، كما أنشر لهم على صفحتي "البصّارة" للتعريف بهم، كذلك نعرفهم بوسائل الإعلام، وفي كل ذلك يدعمنا قانونياً المركز المصري للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية. أرض الفسطاط كارثة تواجه الأثريين أرض "الفسطاط" التي بها حفائر رسمية بدأت بها منذ 1912 وكانت الحفائر تقف بها وتتصل، فهي مدينة ثرية وحصل عليها تعديات في وقت زاهي حواس. بعد الثورة – تواصل سليمان - قررت المحافظة إلقاء قمامة القاهرة بأرض الفسطاط، وبعد الضغط الإعلامي، والتحقيقات المصورة، استجابت المحافظة ورفعت بعض المخلفات، وادعت حينها وزارة الآثار أن الفضل لهم في حملة الضغط. بعد ذلك وجدنا أن المحافظة تبني سوراً حول الأرض، وأغلقوا مكان دخول السيارات، ووضعوا حارس لمنع التصوير، وأصبحت المخلفات والقمامة تعلو بارتفاع السور، لدرجة أصبحت معها الرائحة لا تطاق. ومنذ شهر تقريباً، وجدنا عربات المقاولين العرب ترفع المخلفات، راقبت الموضوع، ولكني وجدت أن هناك تصريح رسمي من قيادات وزارة الاثار بردم موقع الفسطاط الأثري وتحويله إلى حديقة بما يتعارض مع قانون الآثار مادة 20 منه والتي تنص على: أنه لا يجوز منح رخص للبناء في المواقع أو الأراضي الأثرية . ويحظر على الغير إقامة منشآت أو مدافن أو شق قنوات أو إعداد طرق أو الزراعة فيها أو في المناطق العامة للآثار أو الأراضي الداخلة ضمن خطوط التجميل المعتمدة . كما لا يجوز غرس أشجار بها أو قطعها أو رفع أنقاض منها أو اخذ أتربة أو أسمدة أو رمال أو إجراء غير ذلك من الأعمال التي يترتب عليها تغيير في معالم هذه المواقع والأراضي إلا بترخيص من الهيئة وتحت إشرافها. ويسري حكم الفقرة السابقة على الأراضي المتاخمة التي تقع خارج نطاق المواقع المشار إليها في الفقرة السابقة، والتي تمتد حتى مسافة ثلاثة كيلو مترات في المناطق غير المأهولة ولمسافة تحددها الهيئة بما يحقق حماية بيئة الأثر في غيرها من المناطق. ويجوز بقرار من الوزير المختص بشئون الثقافة تطبيق أحكام هذه المادة على الأراضي التي يتبين للهيئة بناء على الدراسات التي تجريها احتمال وجود آثار في باطنها كما يسري حكم هذه المادة على الأراضي الصحراوية وعلى المناطق المرخص بعمل محاجر فيها. وتناشد سالي سليمان بوجوب وقف طمس تاريخ مصر وآثارها، حيث أن الفسطاط تؤرخ لتاريخ مصر من القرن ال 7 حتى القرن 17 الميلادي. كما أن هذه ليست السابقة الأولى فى تعدي الدولة على آثار الفسطاط – كما تشير سليمان - فقد تم سابقا إنشاء حديقة الفسطاط على جزء من سور صلاح الدين الأيوبي، وكذلك إنشاء نادي للعاملين بالآثار على جزء من موقع الفسطاط الأثري!. فكيف يمكن لوزير الآثار التنازل عن أرض الفسطاط هذا لا يحق له. كرنفال القبح في الدرب الأحمر من الكوارث التي تكشف عنها "سليمان"، منطقة الدرب الأحمر، التي تعد كارثة بما تحمله الكلمة من معنى كما تقول، بل تذهب لأبعد من ذلك وتصفها بأنها "خيانة عظمى". قبل الثورة يتم بناء عشوائي كحال باقي القاهرة التاريخية، بعد الثورة تحول الموضوع لمشروع قومي لتدمير الدرب الأحمر، البيوت القديمة تهدم، الأهالي استغاثوا خاصة أن المنطقة لا تحتمل وجود أبراج بهذا الشكل. والدرب الأحمر منطقة تضم كثيرا من كنوز التراث الإسلامي، تعانى إهمال المسئولين، عبر حكومات متعاقبة، ويكفي أن آخر ترميم تم لبعض الجوامع التاريخية بالمنطقة كان في القرن 19 في عصر الخديوي عباس حلمي الثاني، فأغلب المساجد التراثية والأسبلة العثمانية على وشك الانهيار، فضلا عن أزمة البيوت القديمة بالمنطقة، غير المسجلة حتى الآن كأثر، الأمر الذي دفع بعض المستغلين من أصحاب النفوس الضعيفة إلى شرائها وإزالتها وبناء عمارات سكنية مكانها، فمثلا مسجد "قجماس" تم هدم البيوت المجاورة له رغم أنها تتبع النسيج الأثري للمسجد باعتراف وزارة الآثار. و"قجماس الإسحاقي" مسجد من العصر المملوكي من عهد السلطان قايتباي، موجود على عملة الخمسين جنيه. أصبح خلفه برج كبير دون ترخيص، وأصحاب هذه الأبراج يسيطرون على المنطقة عن طريق بلطجية، ويتم الآن بناء عمارة أخرى بجوار المسجد. جامع المرداني مملوكي أيضا، وهو في حالة سيئة ولم يتم ترميمه منذ أواخر القرن 19 في عهد الخديوي عباس حلمى الثانى، ونظرا لإبداعات تصميم "المرداني" للجامع فدائما يكون هدفا للصوص، منذ عصر الخديوي عباس حلمى الثانى، حيث سُرقت الحشوات الخاصة بالمنبر، وامتلأت جدرانه بالمياه الجوفية التي تنذر بانهياره، فضلا عن تعدد أشكال الإهمال به. ونتيجة لهذا الإهمال تحول الجامع إلى "مخزن" لمخلفات الأهالي من ثلاجات وكراسي وأنتريهات متروكة للفقراء على سبيل الزكاة، والجامع على وشك الانهيار. هم أيضاً لا يخافون على البشر في الدرب الأحمر، فإذا لم يتحركوا لإنقاذ الآثار، هل سيتحجرون في أماكنهم أيضاً دون الخوف على البشر؟. سرقات لا حد لها "شارع المعز أيضا كارثة"، هكذا تؤكد سالي سليمان، فهناك نشع في الحوائط، كما تنتشر السرقات هناك، فقد حدث قبل الثورة وبالتحديد في عامي 2009، 2010 هجوم في السرقات على الآثار الإسلامية، واستمر هذا الأمر بعد الثورة لكن لا أحد يتابع أو يلتفت!، رغم أن آثار مصر الفرعونية والقبطية واليهودية أمن قومي. تتابع: طبعاً لا أحد يلتفت إلى الآثار اليهودية، وذات مرة صورت باب معبد يهودي فتم القبض علي!، فهذه الآثار ممنوع تصويرها، وهي مهملة ولا نعرف عنها شيئاَ، كذلك القصور التاريخية أغلبها متعدى عليها من قبل الدولة، واتساءل: كيف يمكن محاسبة فرد يسرق آثار، إذا كانت الدولة نفسها تتعدى عليها؟! وأكدت سليمان أن تاريخ مصر يكتب في الخارج من جديد، مثلما حدث في سرقة خرطوش خوفو، كيف لم يرحل حينها وزير الآثار، هذا حدث يقيل حكومة وليس وزير فقط، كذلك ما يحدث في قطر من عرض لآثارنا المصرية في متحف لديها هناك، غير سرقة لوحة "الزيوت المقدسة" التي قال الوزير أنها في المخزن، وهي معروضة في الخارج!. والحل برأيها يكمن في ضرورة أن تضع الحكومة الآثار كملف أول في اهتماماتها، لأن الآثار هي ملك للأجيال القادمة، والوزير يعمل لدى الشعب، وعلى الوزارة أن توفر لنا سبل الحصول على المعلومة بيسر. وتتساءل سليمان أيضاً، ما سر التمسك بوزير لم يفعل شيئاً في كل هذه الكوارث الأثرية، ولم يتدخل لإيقاف أي منها، الوزير الحالي لا يصلح هو والقيادات التي معه، فقد أثبتوا فشلهم، وإذا ردمت أرض الحفائر في الفسطاط، يجب مقاضاة الوزير هو ومحافظ القاهرة.