يدلي المقدونيون بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأحد المقبل حيث يتوقع أن يكون السباق متقاربا بين الرئيس الحالي المحافظ جورج إيفانوف ومنافسه الأشتراكي ستيفو بينداروفسكي. ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية يأتي التصويت قبل أسبوعين من جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية ومن الانتخابات البرلمانية المبكرة. ويحظى إيفانوف بتأييد حزب "المنظمة الثورية المقدونية الداخلية" الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء المحافظ نيكولا جروفسكي . وينتمي بينداروفسكي للحزب الاشتراكي المعارض. كان بينداروفسكي حصل على 9ر36 في المئة في استطلاع الرأي الذي نشرته مجلة فوكس على الانترنت في الرابع من الشهر الحالي متقدما بفارق طفيف على إيفانوف الذي حصل على 1ر35 في المئة. أما المرشحان الآخران زوران بوبوفسكي وإلياز حليمي فحصلا على 7ر4 في المئة و7ر3 في المئة على التوالي. ومن غير المتوقع حصول أي من هؤلاء المرجح فوزهم على الأغلبية الصريحة وحصد أكثر من 50 في المئة من الأصوات ، وهو ما يجعل إجراء جولة إعادة أمرا شبه مؤكد. يذكر أن حزب المنظمة الثورية المقدونية الداخلية فاز في الانتخابات الثلاث الماضية ، في 2006 و2008 و2011 ، ويتوقع أن يهزم الاشتراكيين مرة أخرى في السابع والعشرين من الشهر الحالي. كان جروفسكي أعلن عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة عقب خلاف مع شركائه في الائتلاف من حزب الاتحاد الديمقراطي من أجل التكامل لابناء العرقية الالبانية. ويرغب زعيم حزب الاتحاد الديموقراطى علي أحمدي في تغيير قانون الانتخابات المقدوني لكي يتم انتخاب الرئيس من قبل البرلمان وهو أمر سيجعل من الممكن أن يصبح احد ابناء العرقية الالبانية رئيسا للدولة. كما أن فوز ألباني عرقي برئاسة الدولة في انتخابات مباشرة هو أمر شبه مستحيل أيضا في ضوء أن الألبان يشكلون ما بين ربع وثلث سكان البلاد البالغ تعدادهم مليوني نسمة. وبإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في توقيت واحد يكون جروفسكي قد منح زخما لمحاولة إيفانوف الفوز بالمنصب. هذا الاجراء ربما يحشد المزيد من الناخبين وهو أمر مهم في ظل القوانين التي تقضي بأن تبلغ نسبة الاقبال 40 في المئة على الأقل من أجل أن تكون الانتخابات الرئاسية قانونية. كان الحزب الالباني العرقي الرئيسي الأخر وهو الحزب الديمقراطي للألبان المعارض تجاهل مقاطعة حزب الاتحاد الديمقراطي من أجل التكامل وتقدم بمرشح له هو حليمي. وربما يسهم ذلك أيضا في نجاح الانتخابات الرئاسية التي تستحوذ تقليديا على اهتمام أقل بكثير من الانتخابات البرلمانية. وقبل أربعة أعوام فاز إيفانوف على منافسه الاشتراكي ليوبومير فركوسكي حيث حصل على 63 في المئة في جولة الاعادة. وبلغت نسبة الاقبال في تلك الانتخابات 6ر42 في المئة. ويتوق حزب المنظمة الثورية المقدونية الداخلية إلى تعزيز قبضته على السلطة بعد فوزه في 57 دار بلدية في الانتخابات المحلية قبل عام . أما الحزب الاشتراكي فقد فاز في أربعة فقط. كما أن مقدونيا ، التي تعد أفقر الجمهوريات اليوغوسلافية السابقة دون حساب كوسوفو ، معرضة لموجات من التوتر بين المقدونيين والألبان. وكادت هذه التوترات أن تتحول إلى حرب شاملة في 2011 بعد أن أطلق الألبان حملة تمرد لم تتوقف إلا بعد أن توسط الغرب في اتفاق سلام شمل إجراء اصلاحات تكفل حقوق الأقليات. وترغب مقدونيا في الانضمام لحلف شمال الأطلسي /ناتو/ والاتحاد الأوروبي الذي اعترف بالدولة الواقعة في منطقة البلقان كعضو محتمل في 2005. لكن لم يتم إطلاق أي مفاوضات بشأن الانضمام.