قال موقع "المونيتور"، إن أنصار الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهوريّة السابق يبدوا أنهم لم يفقدوا الأمل في عودته إلى السلطة والساحة السياسية مرة أخرى على الرغم من مغادرته مصر عقب استقالته في أغسطس الماضي اعتراضا على أحداث فضّ اعتصامَي رابعة العدويّة والنهضة. واستدل الموقع الأمريكي، في تقرير له على الإنترنت، على ذلك بحملة "تكليف البرادعي رئيساً" التي أطلقها مجموعة من أنصار مؤسس حزب "الدستور"، وهدفها تحرير توكيلات رسميّة في الشهر العقاري لتكليف البرادعي رئيسا لمصر. وأوضح الموقع أن الحملة هدفها إعادة اسم البرادعي للمشهد السياسيّ مرّة أخرى، بعد غيابه عنه بعد استقالته من مؤسسة الرئاسة ولكن الحملة تثير أيضا أسئلة حول شعبيّة الرجل وقدرته على المنافسة في انتخابات الرئاسة المقبلة. وذكر الموقع أن السياسيّين والإعلاميّين تحدّثوا كثيرا عن فقدانه لشعبيّته في الشارع المصري، وهو ما نفته مؤسّسة الحملة ومنسقتها العامة ماهيتاب الجيلاني. وقالت ماهيتاب ل"المونيتور" إن البرادعي "ما زال يحتفظ بشعبيّته لدى كل إنسان حرّ بتفكيره وصاحب مبادئ، قادر على اتخاذ القرار من دون أن يتم استغلاله أو المتاجرة به وعلى الرغم من كل محاولات التشويه واستخدام النظام كل وسائل الإعلام لبثّ السموم فى عقول الشعب ومحاولة تشويه سمعة البرادعي والقول إنه خائن وعميل، إلا أن الناس ما زالوا يملكون رؤية وفكرا ويقدّرون هذا الرجل". وأكدت ماهيتاب أنه تم إطلاق الحملة دون علم البرادعي مشيرة إلى أنها تؤمن بأن نجاحهم في جمع التوكيلات الرسميّة له وجعله يرى بأن الشعب يكلفه برئاسة مصر، أمران كفيلان بإقناعه بالعودة من أوروبا وخوض انتخابات الرئاسة. ونوهت إلى أنها لمست استجابة جماهيريّة، إذ قام البعض بالفعل بتحرير التوكيلات، مؤكدة أن الحملة تستطيع جمع أكثر من 25 ألف توكيل أي العدد المطلوب الذي يعتبر شرطا من شروط الترشّح للرئاسة. وقالت "نحن قادرون على جمع خمسين ألف توكيل للبرادعى وأكثر إن شاء الله، لأننا نؤمن بأهميّة وجوده وبأنه الوحيد الذي يستطيع أن يجعل مصر دولة مدنيّة حديثة، واحدة من أهم الدول فى نختلف المجالات". وأوضحت ماهيتاب أن حملتهم حملة مستقلة تماما ولا تنتمي إلى أي من الكيانات السياسيّة، لكنها تسعى إلى التنسيق مع كافة الكيانات السياسيّة والثوريّة مؤكدة إيمانهم بقدرة البرادعي على الفوز في انتخابات الرئاسة. وأوضحا الموقع أنه في حال ترشّح البرادعي ، سيتوجّب عليه مواجهة كل من المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، ورئيس نادي الزمالك المحامي الشهير المستشار مرتضى منصور، ورئيس حزب الكرامة ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي الذين أعلنوا عزمهم على الترشّح. ونوه الموقع إلى أن حملة صباحي أعلنت تعرّضها لمضايقات من قبل بعض موظفي الشهر العقاري، ورأت في ذلك "عدم حياديّة من أجهزة الدولة في ما يتعلق بالعمليّة الانتخابيّة وبالمثل أشارت ماهيتاب إلى تعرّض أعضاء حملتها لمضايقات مشابهة، موضحة أنهم يعلمون أن الطريق صعب إلا أنهم يؤمنون بأنهم قادرون على تمهيد طريق النجاح لأنفسهم. وأوضحت أن إصرارهم على البرادعي يأتي لكونه في نظرهم يمتلك فكراً ورؤية فى زمن "الجهل المقدس" بحسب ما وصفه مضيفة أنه "هو من يستطيع تحقيق العدالة الاجتماعيّة والعدالة الانتقاليّة والحريّة". في السياق نفسه، أكد الدكتور يسري العزباوي الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسيّة والإستراتيجيّة, ل"المونيتور"، أن حريّة القائمين على الحملة في اتخاذ مثل هذه الخطوة ودعم الشخص الذي يرونه مناسبا. ويرى الخبير أن ذلك رهن بخضوع هذا الشخص لشروط الترشّح للانتخابات الرئاسيّة معربا عن توقعه في عدم نجاح الحملة على الرغم من إيمانه بحريّة الجيلاني ومن معها في ما يخصّ إنشاء حملة "تكليف البرادعي رئيساً. وحلل الغرباوي الأسباب التي قد تؤدّي إلى فشل الحملة بحسب رأيه، معتبراً أن أوّل تلك الأسباب هو الشعبيّة التي يتمتّع بها السيسي وتلك التي يمتلكها صباحي، واللتان يراهما أكبر من شعبيّة البرادعي, أما ثاني الأسباب فيتمثّل بعدم وجود البرادعي في مصر بخاصة بعد استقالته، ما وفّر بيئة صالحة للهجوم عليه وعن ثالث الأسباب يقول العزباوي إنه يتعلق بالبرادعي نفسه، إذ "هو لا يؤمن بجدوى العمليّة السياسيّة حالياً من الأساس". وعلى الرغم من ذلك، لا يستبعد العزباوي أن يعود البرادعي إذا ما تمّ تجميع عدد كافٍ من التوكيلات يستطيع من خلاله الترشّح للرئاسة لكنه قلّل من قدرة البرادعي على المنافسة في حال عودته، معتبراً أن فرص كل من صباحي ومنصور تعتبر أكبر من فرصه في مواجهة السيسي الذي يراه الأكثر شعبيّة من بين المرشّحين المحتملين جميعهم. وأعرب إبراهيم غالي، الباحث السياسي في وحدة الرأي العام في المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية عن تأييده لرأي الغرباوي قالا: إن "المصريّين يعيشون أجواءً نفسيّة واجتماعيّة خاصة يبحثون فيها عن قائد، إلا أن كثيرين لا يرون في البرادعي هذا القائد. وأضاف ل"المونيتور" أن البرادعي لا يتمتّع بنفس طويل في السياسة ولا يصلح إلا أن يكون رمزا مؤكدا تراجع شعبيّة البرادعي. ويرى غالي إن مؤيّدي ثورة 30 يونيو يرون أنه تخليه عن البلد في ظروف صعبة، مع تسجيل تراجع عام في شعبيّة كل النخب السياسيّة باستثناء السيسي الذي حصل على شعبيّته لانتمائه إلى المؤسسة العسكريّة ووقوفه إلى جانب الشعب في 30 يونيو". ونوه غالي أيضاً إلى أن ثمّة مراجعة وإعادة تقييم في مصر لثورة 25 يناير، وهو ما أثّر سلباً على شعبيّة البرادعي كونه كان أحد وجوهها وجزءاً أساسياً منها. ويستبعد غالي أن يستجيب البرادعي للحملة المطالبة بترشيحه قائلاً إن "البرادعي لن يستجيب لمثل هذه المطالب لأنه يعلم أن شعبيّته ضعيفة والانتخابات محسومة".