قال رئيس المجلس الوطني السوداني الفاتح عز الدين المنصور أحمد، إن الدور الذي تلعبه الصين لحل الأزمة بين السودان وجنوب السودان وتحقيق السلام ملحوظ وهام. وأضاف رئيس المجلس حسبما جاء بوكالة أنباء "الشرق الأوسط" أن "الصين حاضرة ولا تزال في كافة القضايا السودانية أو مع جنوب السودان أو إفريقيا والقضايا الدولية، ويوجد تنسيق كامل بين الحكومتين في كل هذه المواقف، ونتطلع إلى دور أكبر وأوسع للصين في العلاقة بين السودان وجنوب السودان لأن الصين طرف أصيل في هذه العلاقة . وأوضح الفاتح، في تصريحات له على هامش زيارته الحالية للعاصمة الصينيةبكين، أنه اتفق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الهيئة التشريعية الصينية "البرلمان" على تفعيل هذا الدور وتسيير الأمور بسرعة في مجال التنسيق وسيأتي وزير الخارجية السوداني قريبا الى الصين، مؤكدا أن الحركة بين الفعاليات السياسية والتنفيذية بين الخرطوموبكين حركة متصلة لا تتوقف. وحول الوضع في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، قال الفاتح "إن الوضع هادئ الآن لكن فيه بعض الاحتقانات مقدور عليها ويمكن حلها"، مشيرا إلى أن المرجعية الآن باتت للرئيسين إذا تعارضت الأمور على الأرض، لافتا إلى أهمية إقامة المؤسسات التشريعية والتنفيذية في أبيي أولا قبل عقد الانتخابات لتقرير المصير. وبالنسبة للنزاع الجاري في جنوب السودان، قال الفاتح "نحن تدخلنا إيجابيا في النزاع وحددنا إقامة آلية الإيجاد (الهيئة الحكومية للتنمية بشرق افريقيا) التي هيأت فرصة لأطراف النزاع في جنوب السودان للحوار في أديس أبابا، ولا زلنا نجمع بين الفرقاء ونقف في حياد، ووقفنا مع الحكومة الرسمية باعتبارها حكومة منتخبة ونصحنا الحكومة في نفس الوقت بالحوار مع الطرف الأخر للوصول إلى حل مستدام". وعلى الجانب الثنائي دعا إلى المزيد من الانفتاح الاقتصادي بين الصين والسودان، مؤكدا على اهتمام بلاده الكبير باتفاقيات وإجراءات التعاون مع الصين وتذليل العوائق التي تعترض مسار العلاقات "القديمة والعميقة والمتجددة" بين البلدين، وقال إن "الوجود الصيني في السودان فاعل ومؤثر ليس على مستوى النفط فحسب، ولكن في تطوير السدود التي تنتج أكثر من 100 ألف ميج وات وخطوط الكهرباء التي أضاءت الريف والأماكن النائية وغيرهما من الخدمات المختلفة، نحن سعداء بالشراكة الصينية في الجانب الاقتصادي والعمل الذي تقوم به الشركات الصينية في السودان، ولذلك نحن نطالب بمزيد من الانفتاح الاقتصادي بين البلدين". وحول مقترح التوأمة ببن مدينتي شانغهاي وبورسودان، قال الفاتح إن" شانغهاي مدينة حديثة في مصاف المدن العالمية الراقية والمتميزة من حيث البنية التحتية والسياحة، وبورسودان مدينة تاريخية قديمة تقع على شريط حدودي 1700 كم أجمل منطقة في العالم للغطس ويوجد فيها شعاب مرجانية مميزة، ولذلك من المناسب جدا أن تكون هناك علاقة بين المدينتين ويحدث تكامل اقتصادي يمكن أن يفضي إلى تطور بورسودان وتعميق العلاقة بين البلدين". وتوقع رئيس المجلس الوطني السوداني زيارة قيادات شانغهاي إلى بورسودان وزيارة والي بورسودان إلى شانغهاي في الفترة المقبلة .. مشيرا إلى متانة العلاقات العميقة والقديمة والمتجددة التي تجمع الصين والسودان، والتي أفضت بفضل التواصل الرفيع بين الأجهزة التنفيذية والسياسية الى أعمال جيدة على الأرض ، مثمنا في هذا الصدد مساهمات الصين في تطوير البنية التحتية والسدود والكهرباء وقطاع البترول في السودان، والتي كانت نتائجها عظيمة على الشعب السوداني وتحسين مستوى معيشته . وحول مقترحاته لتوسيع التعاون الاقتصادي بين الصين والسودان، قال رئيس المجلس الوطني السوداني، "إن السودان بلد واسع وكبير وفيه موارد متعددة، هناك رحاب واسع للتعدين في الذهب والحديد والكروم وعدد كبير جدا من كنوز الأرض ما زالت لم تستخلص ولم تطور بالشكل المطلوب، وهناك مساحات زراعية واسعة حوالي 200 مليون فدان وثروة حيوانية كبيرة، والصين تمتلك موارد مالية ضخمة والتقنية المتقدمة ورأس المال البشري".