نفي المحلس الوطني السوري المعارض أن يكون المواطنين السوريين الأرمن قد تعرضوا ل"مذبحة" في كسب شمالي اللاذقية غربي البلاد، أو لكنائسهم، وقال إن حملة التشهير بالشعب السوري تسيء لعلاقته التاريخية مع الأرمن. وشدد المجلس على أن الحملة التي تزعم ارتكاب مقاتلي المعارضة مذبحة بحق المدنيين الأرمن في مدينة كسب مجرد أكاذيب وصور ملفقة. وقال المجلس في بيان وصل وكالة "الأناضول" الإخبارية نسخة منه: "إن جميع الجهات السياسية والإعلامية والعسكرية والإغاثية السورية والدولية الموجودة في كسب وبعد تدقيق واستقصاء للوضع، تؤكد أن أحداً لم يتعرض للمواطنين السوريين الأرمن في كسب، ولا لكنائسهم أو مؤسساتهم الثقافية لأذى، وأن المنطقة شهدت حركة نزوح بسبب المواجهات العسكرية مع النظام، وبسبب اعتداءات شبيحة النظام على أملاك البلدة، ومعظمها أماكن اصطياف خالية منذ ثلاث سنوات". وشدد المجلس على أن ابتذال مصطلحات، مثل مذبحة وإبادة جماعية وتطهير عرقي وطائفي هو محاولة من بعض الجهات الإساءة للشعب السوري وثورته. ودعا المجلس من سماهم المخلصين من أبناء الطائفة الأرمنية إلى الوعي بأبعاد ومخاطر هذه الحملة التي تخدم النظام السوري وتسيء إلى الشعب السوري الواحد. وأضاف البيان أن "مواقع التواصل الاجتماعي تشهد حملات تضامن مزيفة مع مدينة كسب السورية وسكانها من المواطنين السوريين الأرمن"، مشيرا إلى أن تلك الحملات تزعم ارتكاب مقاتلين معارضين للنظام السوري لمذبحة بحق المدنيين الأرمن في مدينة كسب. وتناقل العديد من الصفحات السورية المعارضة فيديو لمقاتلين من الجبهة الإسلامية يعتنون بأحوال المواطنين الأرمن في كسب، ويسألون عن احتياجاتهم، أو يقدمون لهم الخبز، في ما يشبه الرد على الإشاعات التي انتشرت حول حصول مجازر وتهجير قصري من قبل مقاتلي المعارضة السورية. وأشار البيان إلى أن تلك المنطقة شهدت حركة نزوح بسبب المواجهات العسكرية مع النظام، غير أن الجزء الأكبر من هذه الحركة تم منذ عدة أشهر بسبب اعتداءات "شبيحة النظام" على أملاك البلدة ومعظمها أماكن اصطياف خالية منذ ثلاث سنوات. واعتبر المجلس في بيانه أن هذه الحملة تسيء إلى المكون الأرمني على وجه الخصوص، وتهدد حاضر ومستقبل علاقة الاحترام المتبادل التي قامت بين جميع السوريين والمكون الأرمني . ودعا البيان "المخلصين من أبناء الطائفة الأرمنية إلى الوعي بأبعاد ومخاطر هذه الحملة الرخيصة التي تخدم نظام بشار الأسد، وتسيء إلى الشعب السوري" . ويوم الخميس الماضي، أعلنت الأممالمتحدة، الخميس، أنها تلقت خطابا حول "مزاعم الاعتداء على الأرمن الموجودين في مدينة كسب" بسوريا. وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن وزارة الخارجية الأرمينية، أرسلت خطابا للأمم المتحدة، حول ما أُثير من أنباء في الصحافة، بشأن تعرض الأرمن في مدينة كسب التابعة للاذقية بسوريا، للاعتداء بعد سيطرة المعارضة على المنطقة. ورفض "حق" تقديم أي معلومات عن تفاصيل الخطاب الذي وصلهم، لافتا إلى أن مدينة "كسب"، تعتبر منطقة صراع نشطة، الأمر الذي دفع كثيرا من المواطنين إلى الفرار إلى مدينة اللاذقية، وأوضح أن مكتب الشؤون الأفنسانية التابع للأمم المتحدة استطاع الوصول إليهم، على حد قوله. واستطاعت قوات المعارضة مؤخرا السيطرة على مدينة "كسب" الاستراتيجية، التي يوجد فيها سكان من "الأرمن"، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى النقطة "45" الاستراتيجية، إضافة إلى قرية وساحل "السمرا" أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها، بحسب مصادر في المعارضة.