أعلن قيادي مسيحي معارض لنظام بشار الأسد، اليوم الخميس، أن الأرمن في بلدة "كسب" ، شمالي اللاذقية، غربي البلاد، وغيرها من المناطق السورية بحاجة لحماية بالفعل لكن من اعتداءات قوات النظام. وفي تصريح لوكالة "الأناضول" الإخبارية، قال عبد الأحد اسطيفو عضو الائتلاف السوري المعارض: "إن الأرمن في كسب بحاجة لحماية من اعتداءات قوات النظام السوري التي تقوم بقصف البلدة بكثافة بعد سيطرة قوات المعارضة عليها قبل أسبوعين". ومنذ بداية الأسبوع الماضي، أعلنت فصائل إسلامية مثل جبهة "النصرة" وحركة "شام" الإسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر، عن إطلاق معركتين باسم "الأنفال" و"أمهات الشهداء"، تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية "غرب" ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية. واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة "كسب" الاستراتيجية التي يوجد فيها سكان من "الأرمن"، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل "السمرا" أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها. وأوضح اسطيفو أن ما يروج له النظام وحلفائه الروس حول الأرمن في كسب هو "مبالغة"، خاصة أن عدد العائلات الأرمنية التي كانت في البلدة قبل اندلاع المعارك الدائرة منذ أسبوعين فيها لا يتجاوز الخمسين عائلة فقط. ولفت إلى أن "المبالغة والتهويل" من قبل النظام وروسيا يدل على "التخبط والضعف" بعد العجز عن صد هجمات قوات المعارضة في جبهة الساحل. في سياق متصل، أشار عضو الائتلاف إلى أن النظام يصور نفسه على أنه "حامي الأقليات" في سوريا، في حين أنه يستخدم هذه "البروباغندا الكاذبة" في حماية نفسه. وأوضح أن سياسة الحصار والتجويع والقصف العشوائي التي تنتهجها قوات النظام بحق الكثير من المناطق السورية لا تميز بين سكان تلك المناطق سواء أكانوا مسلمين أو علويين أو أرمن وإنما هي "عقاب جماعي للشعب". ويقود النظام السوري، منذ أسبوعين، عبر وسائل إعلامه ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة لمواليه، حملة دعائية كبيرة مفادها بأن الأرمن في كسب يتعرضون لاعتداءات من قبل قوات المعارضة التي سيطرت على البلدة الحدودية مع تركيا، وعجزت قواته عن استعادتها. وأوضح اصطيفو أن قوات النظام اعتقلت كبرئيل كورية القيادي في المنظمة الآشورية الديموقراطية (مسيحي أرثودوكسي) قبل نحو 100 يوم، ولم تفلح جميع الدعوات والمطالبات التي تقدمت بها المنظمة للنظام والروس لإطلاق سراح المعارض السلمي الذي يطالب ب"التغيير والديمقراطية" منذ أكثر من 20 عاماً. وطالب الائتلاف السوري المعارض، ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ب"الإفراج الفوري" عن كورية الذي اعتقلته قوات النظام في 19 من الشهر نفسه في القامشلي في شمال شرقي سوريا، وما يزال معتقلاً حتى اليوم. ويتواجد بضعة آلاف من الأرمن في سوريا منذ مطلع القرن الماضي، ويتوزعون في عدة محافظات شرقي البلاد وشمالها، أبرزها دير الزور "شرق" وحلب "شمال"، وانصهر غالبيتهم في المجتمع من خلال الزواج من سوريين. وكانت وزارة الخارجية الروسية، أعلنت أن على مجلس الأمن الدولي مناقشة "مجزرة الأرمن" في بلدة كسب السورية وإعطاء تقييم مبدئي لهذا الحدث، وذلك في بيان أصدرته قبل يومين. واستنكرت موسكو ب"حزم" ما وصفته ب"الأعمال الوحشية للمتطرفين في سوريا".