أكد الروائي الدكتور يوسف زيدان أن التفجيرات التي تحدث لن ترهبنا، فمصر ستظل موجودة وقائمة، وسنتطلع للمستقبل دون خوف، مستنكراً التفجيرات التي حدثت في محيط جامعة القاهرة أمس، واصفاً من فعل ذلك بال"مجرم"، فالمؤمن لا يمكنه أن يزهق أرواحاً خلقها الله الذي أحسن كل شئ خلقه. فمن يفجر لا يعرف من يستهدف، ومن فعل ذلك فقد بلغ من "الحيوانية" و"الإجرام" حداً، يجعله يتصرف بما لم يأذن به الله العدل، فهو يتصور أنه يمكنه تجاوز القدرات الإلهية ويقتل أرواحاً بريئة، فالأمر لا يتعلق بال"سيسي" أو "مرسي"، لكن من يفعل ذلك يرغب في تفكيك المجتمع وتشظيه حتى يجد براحاً للعيش بحرية في مجتمع كهذا. فما يحدث لا علاقة له بالدين بل بالإجرام، والتجرؤ على الله. جاء ذلك خلال الصالون الشهري للدكتور يوسف زيدان؛ والذي استضافته ساقية الصاوي أمس الأربعاء، وعُقد تحت عنوان "اليهودية الأسينية وتوراتها". وهاجم زيدان "توكل كرمان" ووصفها بأنها "مسكينة"، لأنها أعربت عن سعادتها بتقسيم اليمن إلى ستة أجزاء. كما هاجم الإعلام ووصفه بال"جاهل" و"الفاسد" لأنه يركز على أمور لا تستحق ويقدمها للجمهور في بساطة مثل التركيز على حوادث "زنا المحارم"!. أشار زيدان إلى حديث النبي صلّ الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية، قائلاً أن باقي الفرق هالكة، و"هلك" في اللغة العربية تعني "مات" وهو ما يفسر العنت الشديد والشدة في الفتك بالفرق المختلفة، حتى أن البعض يتسامح مع الديانات الأخرى، لكنه يفتك وبعنف بمن يختلف معه في المذهب من نفس الديانة فهو برأيه أشد خطراً. هذا ما يجعل الشيعة والسنة يقتتلان، دون ندم أو قلق!. وأكد زيدان أن المسيحية واليهودية كما الإسلام، بهم "إخوانية"، وتطرق إلى موضوع الصالون وهو "اليهودية الأسينية" التي تعد نوعاً من "الأخونة"؛ حيث يرى أن "الأسينية" لها عدة معان، منها المتطهرون أو الأتقياء، والأصل في الإخوانية أن عضو الجماعة ينحصر في جماعته التي تعتنق نفس الأفكار. ويرى زيدان أن جماعة "الأسينية" كانت تحمل بعضا من التقاليد الصوفية التي ظهرت في مصر، وهي عبارة عن مزيج بين الصوفية والإخوانية التي كانت نابعة لرغبة الجماعة في الاستقلالية. وبمزيد من الشرح يوضح زيدان، أن هذه الطائفة من الأتقياء آثرت الانعزال عن المجتمع الذي ابتعد عن الديانة اليهودية، وسار في ركاب اليونانية، وصاروا يتحدثون اللغة اليونانية، ويقلدونهم في طريقة الملبس والتفكير، فآثرت هذه الطائفة الحفاظ على نقاء الديانة والاعتزال عن المجتمع. فاعتكف الأجلاء منهم قرب منطقة البحر الميت، وقد وجد قرب هذا المكان "جلود" فتم التستر عليها، ثم سافرت إلى الغرب وظهرت هناك، فقد نسخ الأسينيون تراثهم وحفظوه في كهوف خربة قمران، وهي تسجل توراة الأسينية التي تريد اليهودية الرسمية في إسرائيل التستر عليها وإخفائها. لأنها تحمل تناقضات عن التوراة الحالية. وفي هذه المخطوطات دوّن الأسينيون النظام الحياتي لهم، وضرورة أن يكون "مكان قضاء الحاجة" خارج المسكن، وضرورة مساعدة الآخرين، وعدم العمل في صنعة ترتبط بإنتاج الأسلحة، وألا يحارب أحد على شئ ولا يتنازع مع آخر لأي هدف. ولفت زيدان إلى أن الأسينين لكونهم متدينين، كان لديهم توجساً من المرأة، فمن الصعب عليهم الثقة في امرأة، فقد كانت النساء في ذلك العهد لا تكتفين برجل واحد، لذلك كان الرجل "الآسي" يخطبها ثلاث سنوات للتأكد من استطاعتها الاكتفاء برجل واحد. كما حدث في عام 1945، فقد ظهرت في الغرب وبالتحديد في المتحف الأمريكي أناجيل مسيحية قديمة، بها صورة للسيد المسيح غير الصور الرسومة في الأناجيل الأربعة الأخرى، وصلوات مختلفة، حتى أن الديانة المسيحية بدت كأنها شيئ آخر. يتابع زيدان: قبل الثورة أعلنت وزارة الثقافة استرداد "إنجيل توما" الذي تعاديه الكنيسة، وحين سألنا عن مكانه قالوا أنه محفوظ في "المتحف القبطي" الذي يتكون مجلس إدارته من أساقفة الكنيسة القبطية! ويعقب زيدن: هم معادون له فكيف يخرجونه للدراسة والإطلاع إذاً؟. ويشرح أكثر عن الطائفة الأسينية فيقول: أنهم يرتدون الزي الأبيض، ويتطهرون بالماء صباح كل يوم، ويعتقدون في وحدانية الخالق القادر على كل شئ، وأن موسى نبي. ويحبون الله والفضيلة والآخرين، فكانوا يعملون بالطب من أجل مساعدة المرضى دون أجر، ومن عقائدهم الأساسية "مراعاة السبوت" جمع "سبت" فاليهودي الحقيقي لا يعمل يوم السبت، فهو في العقيدة اليهودية مقدس. ويؤكد زيدان أنه بحسب الرواية الإنجيلية فإن السيد المسيح يهودي متطهر، ذهب إلى الأسينيين من أجل التعميد، وهذا يفسر لماذا كان يريد الراهب "هيبا" في رواية "عزازيل" الذهاب إلى منطقة البحر الميت، فالروح المسيحي البرئ كان يبحث عن الطهر والنقاء. ويلفت إلى أن اليهودية الرسمية كانت ترفض ثورات الأثنيين، وأرست روما جيشاً لتدميرهم لأنهم كانوا كثيري التمرد مثل جماعة "الإخوان". ويختتم بقوله؛ إذا نظرنا إلى الديانات الثلاث "اليهودية والمسيحية والإسلام" نجد أن نفس النسق يتم كل مرة، كل جماعة دينية ترى أنها مالكة اليقين الوحيد أي "أرثوذوكس" -وهي كلمة تعني الطريق المستقيم وهي كلمة سابقة على المسيحية – وكلما زاد عددها زاد الاعتقاد بهذا، وتبدأ في محاربة الطائفة الأخرى.