ومن الحب ما قتل .. هذه العبارة التى اطلقها شاعر اندلسى قديم تنطبق بالفعل على بطل هذه الحكاية التى قد نتفق او نختلف حول تصرفه ، ولكن بالقطع نؤمن بأن لكل انسان طاقة فى مجابهة مشكلات الحياة واسلوب خلاص يحدده كما يشاء .. منهم من يستطيع الصمود لمرحلة متأخرة ومنهم من يستسلم فى اول عقبة تواجهه. البعض يسعون لحل مشكلاتهم التى تواجههم دون جدوى وهم يدركون انه لا خلاص منها إلا بالخلاص من الحياة نفسها .. ، ولكنهم مع ذلك لا يقمون على التخلص منها بايديهم .. لأن الله الذى خلقها لا يجب ان ينزعها سواه .. هكذا خلق الله تعالى الناس.
ومع ذلك.. البعض يسعون للتخلص من حياتهم بانفسهم .. كما فعل شاب يدعى "محمد ع" من مدينة طوخ .. هذا الشاب الذى من المفترض انه مقبل على الحياة قرر ان يخرج منها .. مع اول بوادر معاناة لاقاها فى حياته المقبلة.
قام الشاب الذى يبلغ من العمر 24 عاما، ويعمل بشركة ملابس بمدينة العاشر من رمضان بربط حبل حول عنقه ، ووصله بجنش حديد المطبخ ،مستخدما سلما خشبيا ليقفز من عليه ليموت منتحرا، بعد أن قرر التخلص من حياته تاركا رسالة مفادها أن الحياة ضاقت به واليأس سيطر عليه ولا مفر إلا الانتحار.
التكهنات تشير الى ان الشاب المنتحر , ولا اعرف إن كان جانيا او مجنيا عليه من قبل ضغوط الحياة والمجتمع , كان يعيش ازمة مالية خانقة بسبب رغبته فى الزواج دون القدرة على اتمام تكاليفه , وتململ الفتاة التى يرغب فى الاقتران بها من طول انتظارها له , دون جدوي , فارتبطت بشاب غيره.. هنا اسودت الحياة فى عينى الشاب .. وتصرف بمنطق الهروب من المعركة وليس الفوز فيها وقرر الانتحار.
عثر على جثته مسجاة على ظهرها بإحدى حجرات المنزل، وبمناظرتها تبين وجود أثار احمرار شديد دائرى حول الرقبة أسفل الذقن، ولا توجد بها ثمة إصابات أخرى، وعثر بالحجرة على بعض قصاصات الورق مكتوبة بخط يده تتضمن عبارات مفادها يأسه من الحياة ورغبته فى الانتحار.
شقيقه (مصطفى) 27 سنة مشرف إنتاج بذات الشركة ومقيم بذات العنوان، قرر قيام شقيقه بالانتحار، حيث قام بربط حبل حول عنقه ، وتعليق نفسه بجنش حديدى بسقف المطبخ مستخدماً سلم خشبى للصعود عليه، ولدى مشاهدته ذلك قام بقطع الحبل اعتقاداً منه أنه ما زال على قيد الحياة، وأضاف أنه كان لا يعانى من أى أمراض نفسية.
ولكن يبقى السؤال هل نعتبر أن الموت هو وسيلة من وسائل مقاومة تكاليف الحياة وحب فاشل ؟ ام أن الحياة لحظات صعود وهبوط .. فرح وغضب .. نجاح وفشل ؟ وان اى فتاة يمكن نجد لها بديلا ربما افضل منها .. وربما يتعلق بها اكثر ممن قبلها ؟ ام ان الحب الاول لا ينسى.