بات سعى أوروبا إلى تقليص اعتمادها على الغاز الروسى، أكثر صعوبة مع تراجع إنتاج الحقول البحرية فى القارة العجوز، وارتفاع شهية الأسواق الأسيوية للغاز، وعدم إمكانية الحصول حتى الآن على الغاز الأمريكى أو من بحر قزوين والمشكلات الأمنية فى شمال إفريقيا. ويبدو أن الجهود الأخيرة للاتحاد الأوروبى من أجل تنويع موارده أثمرت بعض الشىء مع تراجع نسبة الغاز الروسى فى واردات الدول الأعضاء ال28 من 45.1% عام 2003 إلى 31.9% عام 2012 بحسب مؤسسة الإحصاءات الأوروبية يوروستات. وكشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة واعتماد تقنيات مثل استخراج الغاز الصخري ينبغي أن يكون من الأولويات السياسية لأوروبا واصفا أزمة القرم بأنها "صيحة تحذير" للدول المعتمدة على الغاز الروسي. كما هددت التوترات المتصاعدة بين الشرق والغرب أمن الطاقة لبعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا التي تعتمد بكثافة على إمدادات الغاز الروسية وأشار إلى أن احتياطيات الغاز الصخري في جنوب شرق أوروبا وفي بولندا وانجلترا هي أداة لتعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة للمنطقة بأسرها. وكانت أكبر البلدان المنتجة للغاز بين الدول الاوروبية هي بريطانيا وهولندا والنرويج. ويأتي ثلثا الغاز المستورد من خارج المنطقة من شركة غازبروم الاحتكارية الروسية العملاقة - والتي تعد أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم. وينقل قرابة 90% من هذا الغاز عبر شبكة خطوط الأنابيب الأوكرانية ، بينما ينقل الباقي عبر خط أنابيب أصغر يمر بروسيا البيضاء ويخترق بولندا وألمانيا. وتملك الدولة الروسية 51% من أسهم غازبروم ورئيس مجلس إدارة الشركة هو نفسه نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف.ويأتي القسم الأغلب من باقي الغاز المستورد إلى أوروبا من الجزائر وقطر و النرويج.