أعلن الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، "طرد" حركة متمردة من منطقة حيوية في إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد بعد أكثر من أسبوعين من سيطرتها عليها. وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية في رسالة عبر خدمة الهواتف النقالة، أن الجيش طرد متمردي حركة تحرير السودان بقيادة أركو مناوي من منطقة حسكنيتة بولاية شمال دارفور". وحسكنيتة واحدة من 5 مناطق حيوية بولاية شمال دارفور سيطرت عليها حركة مناوي تباعًا منذ نحو ثلاثة أسابيع وسط اشتباكات هي الأشد مع الجيش في السنوات الأخيرة. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحركة بشأن ما ذكره الجيش السوداني. وأعلن الجيش الأيام الماضية، على فترات متفاوتة، استعادة السيطرة على مناطق تابعة لإقليم دارفور، وهي "الطويشة" و"اللعيت جار النبي" و"مليط"، فيما لم يعلق على الأوضاع في منطقة "كلمندو" التي أعلن مناوي سيطرة قواته عليها قبل أكثر من أسبوعين. وحركة تحرير السودان بقيادة أركو مناوي واحدة من ثلاث حركات متمردة بإقليم دارفور منذ 2003 بجانب حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور. ورفضت حركات دارفور الانضمام لوثيقة سلام برعاية قطرية في يوليو/ تموز 2011 بينما وقعت عليها حركة التحرير والعدالة لكنها تعتبر الحركة الأقل نفوذًا حيث تشكلت من مجموعات منشقة عن الحركات الرئيسية. وقالت الأممالمتحدة في تقرير لها صدر في العام 2008 إن عدد القتلى في صراع دارفور بلغ نحو 300 ألف شخص، إلا أن الحكومة السودانية تقول إن عددهم لا يتعدى 10 آلاف بينما يقول المتمردون إن الرقم أكبر مما أوردته الأممالمتحدة التي لم تصدر تقريرا جديدا بعدها. وشرد النزاع نحو 2.5 مليون شخص طبقًا لإحصائيات أممية. وتنتشر في الإقليم منذ العام 2008 بعثة حفظ السلام المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة (يوناميد) وهي أكبر بعثة حفظ سلام في العالم، ويتجاوز عدد أفرادها 20 ألفا من الجنود العسكريين وجنود الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت نحو 1.4 مليار دولار للعام 2013. وتسبب النزاع في إصدار المحكمة الجنائية الدولية في العام 2009 مذكرة اعتقال بحق الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قبل أن تضيف لهم تهمة الإبادة الجماعية في العام 2010.