بعد انتصار قوات النظام السوري الفترة الماضية في مدينة يبرود وفرض سيطرتها الكاملة عليها، والذي كان بمثابة صفعة مدوية للمعارضة، لم تصمت قوات المعارضة، وإنما عادت إلى مقدمة المشهد من جديد في بلدة كسب باللاذقية، وفرضت سيطرتها الكاملة عليها، مما يؤدي إلى استمرار تأزم الوضع السوري وتزايد أعداد القتلى والجرحى. وبالتوقف على القتلى والجرحى، نجد أن المعارضة نجحت في التخلص من قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية، مما رفع من معنويات الجيش الحر بعد معركة "يبرود"، حيث قتل مساء الأحد، هلال الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية، وما لا يقل عن 7 عناصر كانوا برفقته، خلال اشتباكات في بلدة كسب الحدودية مع تركيا باللاذقية غربي البلاد. وفور إعلان مقتل هلال الأسد فاضت صفحات التواصل الاجتماعي للمعارضة السورية بعبارات التهنئة والفرحة بمقتل "أكبر شبيح في اللاذقية معقل بشار الأسد ومدينته" التي حاول كثيراً أن يبقيها بعيدة عما يحدث في المدن السورية الأخرى من تدمير وقتل وقصف. وذكرت مصادر إعلامية أن هلال الأسد قتل خلال عملية لمقاتلي المعارضة استهدفوا خلالها المربع الأمني في اللاذقية والمشروع السابع، حيث يقيم مقربون من عائلة الأسد وقيادات الشبيحة. «رئيس الساحل» وبالبحث عن هذه الشخصية وجدنا أن هلال الأسد هو ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، وكان رئيس الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة سابقاً، كما كان مدير مؤسسة الإسكان العسكرية في اللاذقية أيضاً، وبعد تشكيل جيش الدفاع الوطني عين قائداً له في اللاذقية. و"جيش الدفاع الوطني" هو الاسم الذي أطلقه النظام على "الشبيحة"، حيث تأسس بعد اندلاع الأزمة في البلاد مارس/آذار 2011، بهدف تعزيز قوات الجيش النظامي وتعويض النقص العددي فيه مع كثرة الانشقاقات والقتلى في صفوفه. وهلال الأسد، مشهور في سوريا عامة واللاذقية خاصة، بأعماله التشبيحية المبالغ بوحشيتها، حيث يعمل تحت إمرته أكثر "الشبيحة" شراسة في الساحل السوري، وكان له "دور سيئ"، بحسب مراقبين، في إخماد الثورة في بعض المناطق في منطقة الساحل "غرب" ذات الغالبية العلوية التي ينحدر منها بشار الأسد وباقي أركان حكمه. وأكد ناشطون من اللاذقية ل"العربية.نت" أن جميع أهل وسكان اللاذقية يعرفون "التشبيح" الذي اشتهر به هلال ورجاله من اعتقالات واختطاف حتى سمي "رئيس الساحل"، وهو الاسم الذي يتداوله سكان اللاذقية بالخفاء والسر خوفاً منه. اللاذقية و«الشبيحة» وفي عرض موجز للأوضاع باللاذقية نجد أنها تقسم إلى مناطق نفوذ، يتراوح حجمها بحسب درجة قرابة الأشخاص من الرئيس الأسد، وكان لهلال حصة كبيرة من تلك المناطق، فهو أبرز قادة مجموعة "الشبيحة" واللجان الشعبية، وينتشر أتباعه في معظم محافظة اللاذقية "المدينة والريف"، وينفذ رجاله عمليات المداهمة والاختطاف والاعتقال والخطف والابتزاز، وخصوصاً خطف الفتيات. ولهلال الأسد حكايات مشهورة في خطف الفتيات، فيقول الناشط "م.خ": "إن اللاذقية كلها تعرف "إسطبل الخيل" في المدينة الرياضية، وهو المعتقل السري "بالنسبة للحكومة السورية والتي تتجاهل وجوده"، والعلني بالنسبة لجميع سكان اللاذقية، فهو المكان الذي يضع هلال الأسد فيه معتقليه، وربما يكون اختياره للإسطبل دلالة لكونه بالأساس مكاناً للحيوانات وليس البشر". وأضاف الناشط: "الإسطبل المشهور توجد فيه جميع أدوات التعذيب، ومن يخرج منه فهو بمثابة المولود حديثاً أو بلغة السوريين "انكتب له عمر جديد". ووثق ناشطون اعتقال 4000 مدني خلال فترة الثورة، وجرى اختطاف فتيات على خلفية اختباء إخوتهن المطلوبين، ولم يتم الإفراج عن الفتيات إلا بعد أن سلم إخوتهن أنفسهم. «ابن الآلهة» والأعمال التشبيحية هذه لم تكن مقتصرة على هلال، وإنما كان لابنه سليمان الأسد نصيباً كبيراً منها، حيث كان محط أنظار واستياء كبير لدى سكان اللاذقية والناشطون السوريون، حيث نشر ناشطون تقريراً تحت عنوان " ابن الآلهة .. سليمان الأسد " يتحدثون فيه عن نشاطات ابن عم بشار الأسد وقائد جيش الدفاع الوطني "الشبيحة" في اللاذقية. ونشر الناشطون صوراً لاستعراضات سليمان الأسد ابن " الشبيح الأكبر " هلال الأسد، المصورة، وما يمتلكه من سيارات وأسلحة وحتى دبابات. وجاء في التقرير المكتوب باللغة الانكليزية والذي تم نشره على صفحة مشروع يسمى " The Alexander Page Project " على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في شهر أغسطس / آب من العام الماضي: "سليمان الأسد هو ابن هلال الأسد قائد جيش الدفاع الوطني الذي أنشأه نظام الأسد في المنطقة الساحلية من سوريا، ومن الواضح من هذه الصور أن دبابات الجيش النظامي، ليست سوى واحدة من مجموعة سياراته التي يتباهى بها، و هذا يوضح أين مفهوم القومية في سوريا من قبل عائلة الأسد، و كيف هم ملتزمون بحماية مراكزهم بوصفهم أصحاب سوريا ومالكيها".