الشارقة : تواصلت صباح اليوم الخميس في فندق الهوليدي انترناشونال فعاليات ملتقى الشارقة الثالث لأوائل المسرح العربي بورشة عمل تضمنت محاضرة بعنوان " الممثل وذاكرته ، مناهج التمثيل الحديثة " وتمارين متنوعة في الأداء الحركي والتمثيلي قدمها المخرج المسرحي السوداني عادل حربي بمشاركة عدد من متفوقي المعاهد وكليات المسرح العربيمن المشاركين في الدورة الثالثة للملتقى . وتضمنت الورشة عدداً من الأساليب الفنية والجمالية ذات العمق النظري الاحترافي مع تطبيقات في الأداء الحركي التعبيري ، بالإضافة لعدد من الرؤى والأفكار الجديدة في "فن الممثل " الذي وصل إلى حيز المعرفة العلمية الدقيقة ، من خلال ارتباطه الفاعل بالخصوصية الأدائية والعلوم التشريحية والاجتماعية والشعورية والنفسية ، فلم يعد "فن الممثل " ينطوي تحت نظريات وأساليب قديمة بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة في ظل المعارف الكونية المتنوعة والتي ينتمي إليها الممثل شعورياً وإبداعياً ومعرفياً . وأكد المسرحي السوداني عادل حربي بهجته الكبيرة بهذه التجربة الفريدة من نوعها، والتي يلتقي فيها مع أوائل الشباب المتفوق في المعاهد والجامعات العربية مشيراً بأنهم نواة المستقبل ومشروع الفنان العربي المتفوق والمواكب لأهم النظريات والمناهج الإخراجية المتجددة بعناصر الدهشة والمعاصرة والمعرفة.. تضمنت الورشة بعض التطبيقات النظرية والعملية على عناصر ومفردات العملية الحرفية الداخلية للممثل من ادراك وخيال واحساس، وحرفية خارجية من صوت وجسد وحركة ، من خلال ربط العلاقة بين العقل والوجدان والجسد تحت مظلة الارتباط الدقيق بكل المستويات المتطورة في فن الممثل بالإضافة لعناصر الخصوصية والانتماء والأصالة. وأشار حربي الى أن مثل هذه الورش والممارسات العملية والنظرية تمنح المتلقي الشرارة التي ينبض من خلالها بالعديد من المفاهيم والرؤى ، التي تساهم بشكل حيوي ومثمر على مواكبة المناهج الجديدة في الأداء الحركي والتمثيلي ، مثمناً مهرجان أيام الشارقة المسرحية في معاصرته للعديد من الأواصر والرؤى والمحطات الإبداعية والجمالية في الفعل العربي المسرحي ، وما حققته على الصعيد الفني والفكري ، من ملتقيات ولقاءات وورش وممارسات مسرحية قائمة على احترام الذات العربية المبدعة في التأليف والإخراج والتمثيل . من جانب آخر أشادت داليا همام من " مصر" والمشاركة في ملتقى الأوائل في دورته الثالثة على سعادتها الكبيرة بهذه الفرصة النادرة ، التي تمثل علامة مضيئة من علامات شارقة المسرح والثقافة ، وما ينتج عنها من تثاقف ومحبة وتناغم إبداعي شبابي مهم ، وخصوصاً على صعيد التعارف والتلاقح الفكري والإنساني والمعرفي ، مؤكدة على الاستمرارية الإبداعية لأيام الشارقة المسرحية ، وخصوصاً على صعيد المعايشة الجمالية والمعرفية التي تمنحها للمشاركين والمشاركات في ملتقى الأوائل في دورته الثالثة . وكان الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قد شهد فى السابع عشر من الشهر الجارى وبحضور الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، حفل انطلاق فعاليات الدورة 24 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية وذلك في القاعة الكبرى بقصر الثقافة. وللسنة الثالثة تستضيف "الأيام" عشرة من متفوقي المعاهد والكليات المسرحية في الوطن العربي لتكون انطلاقتهم الأولى من شارقة الثقافة والفنون والعلوم. كما سنستذّكر السيرة الإبداعيّة لأربعة من أبرز المسرحيين العرب الذين فقدانهم في السنوات الماضية عبر مسامرة مسرحية بعنوان "المسرح.. ابناً عن أب"، وهم: الفنان السوري سعد الله ونوس و الفنان الجزائري عبد القادر علولة و الفنان السوري ممدوح عدوان و الفنان المصري صالح سعد.. إذ نسعد بمشاركة ابناء هؤلاء الفنانين في هذه الدورة من أيام الشارقة المسرحية.