قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن وزير خارجية بلادها جون كيري كان بمثابة المشجع للنظام العسكري الجديد في مصر، وأعرب عن تفاؤله مرارا وتكرارا بأن النظام الجديد سيقود البلاد إلى الديمقراطية بالرغم أن الواقع يخالف ذلك. وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الأربعاء أن كيري أكد خلال الأسبوع الماضي في جلسة استماع بالكونجرس تفاؤله بخصوص المضي قدما وفي وقت قصير لاسترداد المعونة إلى المشير عبد الفتاح السيسي. وأشارت إلى أن كيري يواجه مشكلة لكون الكونجرس أصدر تشريعا يتطلب أن يشهد كيري بأن مصر تتخذ خطوات نحو الديمقراطية قبل الإفراج عن المساعدات، في الوقت الذي يتحرك فيه السيسي بقوة في الاتجاه الخاطئ, منوهة إلى تكدس الآلاف من نشطاء المعارضة السياسية في السجون، وقمع الصحفيين وحظر المظاهرات مع استعداد السيسي ليعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية التي تبدو أحادية الجانب. واعتبرت أن كيري يجد صعوبة في إصدار الشهادات اللازمة، موضحة أنه أكد لأعضاء مجلس النواب أن العسكريين في مصر بحاجة إلى مساعدة أمريكا، غير أنه اشترط " تنفيذ بعض الإصلاحات التي قال أن بلاده تحدثت مع الحكومة الجديدة المؤقتة في مصر حول ما يتعلق الشمولية، والصحفيين، وبعض من الاعتقالات وهكذا دواليك". وقالت " واشنطن بوست" يبدو أن كيري ربط استعادة المعونة بالإصلاحات الملموسة ولكن ذلك يعد متناقضا مع ما أكده انه سيكون قادرا على المضي قدما خلال فترة وجيزة، واعتبرت أن استجابة ذات مغزى بشأن البنود التي ذكرها كيري تتطلب تغيير جذري في ما وصفته "مسار نظام السيسي"، زاعمة أنه " أي النظام الحالي" بعيدا عن مواصلة "الشمولية"، ويسعى إلى تدمير أكبر حركة إسلامية في مصر "الإخوان المسلمين"، وحبس قادة المعارضة العلمانية لثورة يناير 2011 ضد الاستبداد المدعوم من الجيش السابق، كما جاء في الصحيفة. وذكرت الصحيفة أمثلة على بعض ممن في السجون الآن كالرئيس السابق محمد مرسي، ومعظم القيادة العليا للإخوان، وثلاثة صحفيين لشبكة الجزيرة، والعديد من أفراد المعارضة الليبرالية العلمانية الذين يدعون للديمقراطية، والحكم على الناشطين أحمد ماهر، ومحمد عادل، وأحمد دومة في ديسمبر الماضي بثلاث سنوات في السجن للاحتجاج على القانون الجديد الذي يحظر معظم المظاهرات، بالإضافة إلى احتجاز زعيم علماني شهير، علاء عبد الفتاح، منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر دون تهمة. وخمنت الصحيفة أن كيري ربما يتوقع الإفراج عن عدد قليل من السجناء من أجل توفير غطاء لاستئناف المساعدات الأمريكية، مؤكدة أن الانتقال الحقيقي إلى الديمقراطية لا يحدث في مصر، وحان الوقت لإدارة أوباما أن تقبل ذلك، وضبط سياستها وفقا لذلك.