رأى عبد الله بن زيد في المنام صيغة الآذان فكان يَوَدُّ أن يقولها، وأن يُؤَذِّنَ بها ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الجمال في كل شئ في ملبسه ومأكله وفي الصوت وفي السماع وفي أمره جميعا فقال له: "علمه بلالاً فإنه أندى منك صوتا". والنبي صلى الله عليه وسلم استعمل أفعال التفضيل وجعل بلالاً أندى صوتًا من عبد الله وكان يحب الصوت الحسن، ولذلك عيَّن بلال مؤذنًا له صلى الله عليه وسلم بالمدينة فظل يؤذن بلال إلى أن انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى فأبى أن يؤذن لغيره ولم يطق قلبه أن يؤذن في غير حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يؤم الناس وغاب بلال في الشام ورجع في يوم من الأيام واشتاق الناس إلى ما تركهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبوا منه الأذان فأذن فأبكى أهل المدينة لذكراهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.