البهاء الذي بدت عليه الكثير من أسوار جامعة الأزهر مع استئناف الفصل الدراسي الثاني، السبت، بعد تجديدات طالتها خلال فترة أجازة طويلة دامت نحو شهرين، لم يستمر طويلا؛ حيث بدأ الطلاب يومهم الدراسي الأول بكتابة عبارات مناهضة للسلطات الحالية على جدران وأسوار الجامعة من الخارج لتتوارى معها معالم هذه التجديدات. وبحسب مراسل وكالة انباء الاناضول، فقد كتب الطلاب عبارات تشير إلى عودتهم للتظاهر مرة أخرى مع بدء الفصل الدراسي الثاني بالجامعة الواقعة في حي مدينة نصر، شرقي القاهرة، من بينها "انتفاضة الأزهر الثانية" ، "أوفياء لدماء الشهداء"، "طلاب شهادة". كما كتبوا عبارات أخرى ضد شيخ الأزهر، أحمد الطيب، ووزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، ووزارة الداخلية من بينها: "يسقط شيخ العسكر" ، "سيسي خاين" ، "الداخلية بلطجية". وقالت حركة "طلاب ضد الانقلاب" بجامعة الأزهر المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي على صفحتها الرسمية على الفيسبوك، "افتتحت الان حركة طلاب ضد الانقلاب جامعة الازهر الاسوار المحيطة بالجامعة وكتابة العبارات التمهيديه لانطلاقة الانتفاضة الثانية". وفي تصريح خاص لوكالة الأناضول، قال معاذ محمد، القيادي بالحركة، إن "الطلاب تعمدوا كتابة تلك العبارات في أول ساعة من الفصل الدراسي الثاني لتكون رسالة للسلطة الحالية في مصر وإدارة الجامعة أن الأسوار العالية والتي نعتبرها أسوار عازلة كجدار برلين، والممارسات القمعية لن تحول بين طلاب الأزهر وبين حراكهم السلمي لحين تحقيق كافة مطالبهم وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلين والمعتقلات من طلاب الأزهر". وأوضح أن اليوم السبت سيشهد فعاليات مناهضة لما وصفه بالانقلاب العسكري، رغم الحصار الأمني المكثف للجامعة، مشيرا إلى أن طلاب الأزهر سيبدأون انتفاضة طلابية ثانية، بحد قوله. وشهدت جامعة الأزهر علي مدار الأسابيع الماضية، مزيدا من التحصينات والتجهيزات استعدادا للتظاهرات المتوقعة للطلاب خاصة مؤيدي مرسي، شملت تركيب كاميرات داخل كليات الجامعات لرصد تحركات المظاهرات. كما قامت الجامعة بزيادة أعداد الأمن الإداري (لا يتبع وزارة الداخلية) داخل الحرم الجامعي، في الوقت الذي قامت إدارة الجامعة بإنشاء حواجز حديدية وخرسانية حول المباني الإدارية بالجامعة تحسبا لمظاهرات الطلاب. وشهدت الجامعات المصرية خلال الفصل الدراسي الأول الذي انطلق في سبتمبر/ أيلول الماضي وتواصل حتى يناير / كانون الثاني الماضي، مظاهرات واحتجاجات طلابية شبه يومية أغلبها مؤيدة لمرسي، وتخللها أعمال عنف واشتباكات مع قوات الشرطة داخل وخارج لحرم الجامعي في العديد من الجامعات المصرية، أدت لسقوط قتلى ومصابين في صفوف الطلاب، بالإضافة للقبض على عشرات الطلاب.