أعلن مصدر قبلي أن اشتباكات مسلحة اندلعت اليوم الخميس، بين قوات في الجيش اليمني ومسلحين من جماعة الحوثي الشيعية في مديرية همدان، غربي العاصمة اليمنية، صنعاء. وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه: "إن اشتباكات اندلعت بين قوات من الجيش ومسلحين حوثيين في عدة مواقع بمديرية همدان من بينها جبل جهيف"، مرجحًا وقوع ضحايا من الجانبين جراء الاشبتاكات التي اندلعت عقب محاولة الحوثيين السيطرة على مواقع جديدة في المديرية. وكان اللواء علي الجايفي، قائد قوات الاحتياط بالجيش رئيس لجنة الوساطة "شكلت الإثنين الماضي"، أعلن، مساء أمس، انسحابه من لجنة الوساطة الرئاسية التي كلفت مؤخرًا بالتهدئة في مديرية همدان بين القبائل والحوثيين. واتهم الجايفي الحوثيين، في بيان أمس، ب"المماطلة وعدم الالتزام بالتعهدات والاتفاق الذي رعته اللجنة قبل يومين الذي يقضي بانسحاب كل المقاتلين الحوثيين الوافدين من خارج المنطقة". وأشار إلى أن الحوثيين قاموا بالتوسّع في مناطق أخرى بالمديرية والسيطرة على مواقع ومرتفعات عديدة ونصب عدد من النقاط الجديدة بما يشكل تهديدًا مباشرًا وواضحًا على العاصمة صنعاء. واندلعت السبت الماضي، اشتباكات بين مسلحين حوثيين وقبليين عندما أطلق مسلحون حوثيون النار على نقطة تقطع "كمين مسلح" قبلية نصبها رجال قبائل في منطقة "ذرحان" بمديرية همدان ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وتكمن أهمية مديرية همدان في سيطرتها على أهم الممرات إلى صنعاء، وللحوثيين أنصارهم في هذه المديرية، وشهدت معارك خاضها الحوثيون ضد القوات الحكومية في مايو/ أيار 2009 وأخمد التمرد فيها بعد دخول قوات من النخبة "حكومية" في المواجهة. وبات كثير من المحللين والمراقبين يتوجسون من أن تشكل الحروب التي خاضها ويخوضها الحوثيون مع رجال القبائل في محافظتي عمران وأرحب شمالي اليمن ممراً للحوثيين إلى العاصمة صنعاء، خصوصاً بعد سيطرتهم على مناطق جديدة في عمران مؤخرا. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب بين عامي 2004 و2010 بين الجماعة، المتمركزة في صعدة، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.