لقد بزغت دولة قطر في ظل الأحداث السياسية المُتلاحقة منذ إندلاع ثورات الربيع العربي، وأصبح اسمها يتردد كثيراً مُصاحباً لقناة "الجزيرة" التي خصصت قناة للبث المُباشر لما يجري في مصر، ومع الوقت بدأت في إظهار التحيُز لتيارات وتوجُهات سياسية بعينها، وبدأت تلفت الأنظار إليها بتلك التوجُهات التي إنتقدها الجميع من السياسيين والإعلاميين المُتخصصين، بالإضافة إلى إنتقاد باقي الأشقاء العرب لها ولدولتها الراعية؛ وخاصة أنها نهجت نفس السياسة المُنحازة عند المُعالجة الإعلامية لأحداث سوريا. ان الأمر لم يقف عند هذا الحد فلقد رأينا إهتمامها خلال السنوات القليلة الماضية بتحقيق الإستفلال الفضائي عن "العرب سات"، وبالفعل فقد نجحت في إطلاق قمرها الصناعي الخاص "سُهيل سات 1"، وها هى في طريقها لتحديد موعد إطلاق "سُهيل سات2" المُتوقع إطلاقه ما بين 2016 و2017. كما بدأت قطر ببث قنواتها القطرية، وقنوات "الكأس" الرياضية القطرية الجنسية أيضاً، بالإضافة إلى مجموعة قنوات ال "Bein sport" والتي كانت تُسمى "الجزيرة الرياضية" سابقاً. ومع الأسف إستطاعت بتلك المجموعات الرياضية التي إحتكرت بها بث المباريات العالمية؛ أن تُسيطر وتُهيمن على شباب المنطقة العربية الذي لم يرى سبيلاً أمامه سوى الرضوخ لتعليمات الجزيرة وشروطها للإحتفاظ بإشتراكاتهم في الباقة الرياضية، وإحتفاظهم بحق مُتابعة المُباريات وبالأخص كرة القدم، وكأس العالم القادم، تلك المُباريات التي تُمثل أهمية لجميع الشباب العربي، والمصري على وجه التحديد؛ الذي إعتاد مُتباعة كل ما يخُص كرة القدم سواء من المنزل أو عِبَر المقاهي والكافيهات، وما إلى ذلك... فمن الجدير بالذكر أن قنوات "الجزيرة" الجديدة قامت بشراء الدوري الألماني من قناة "دبى الرياضية"، والذي كان يُعد الدوري الوحيد المجاني، كما أجبرت مُشتركيها على شراء الأجهزة الخاصة بقنواتها، وتغيير رسيفراتهم إلى نوع مُحدد من ال ""Humax، حيث أن قنوات ال "Bein sport" الجديدة ستُبث من خلال تقنية ال "HD". ولذلك أعتقد أن خطوة الإمارات التي أُعلن عنها مع نهاية العام الماضي لتدشين قمرها الصناعي "خليفة سات"، جاءت كمُحاولة للمُنافسة وتحقيق التوازن بالأخص أن هناك علاقة لا يُمكن أن نغفلها بين إمتلاك الأقمار الصناعية والأمن القومي للدول. بالإضافة إلى الإعلان عن أن ذلك القمر سيُصنع لأول مرة بأيادٍ عربية – وهو ما نتمناه جميعاً -. إنها خطوة مُتميزة من الإمارات كالمُعتاد، إلى جانب سحبها هى وكلاً من السعودية، والبحرين لسُفرائهم من قطر، في الوقت الذي نُشاهد فيه العديد من المصريين وغيرهم من العرب يَصطف لدفع الإشتراك لقنوات ال "Bein Sport"، وشراء الريسيفرات الخاصة بها !! وهنا يجب أن تكون الوقفة لنسأل أنفسنا كيف لشعب يُظهر عتابة وعدم قبولة لسياسة دولة بقنواتها، أن يرضخ لشروطها وتحكُماتها بهذه السهولة، ويُظهر عدم قُدرته وعجزه عن مُجرد مُقاطعة تلك القنوات ؟! فهل من حلول ؟!!!