قالت مصادر سياسية مطلعة بحزب "تكتل القوى الديمقراطية"، الذي يرأسه زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه، إن الحزب قرر تعليق مشاركته في "منتدى الديمقراطية والوحدة" الذي ستنطلق أشغاله، الجمعة المقبلة، ويهدف إلى بلورة تصور لخروج البلاد من الأزمة السياسية التي تعيشها. وأضافت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، أن سبب تعليق الحزب لمشاركته يعود إلي خلافه مع حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الإسلامي، حول إعداد الورقة التشخيصية للحالة العامة للبلاد، حيث يحاول كل حزب إعداد الورقة وفق رؤيته السياسية. ولم يصدر عن حزب "تكتل القوى الديمقراطية"، حتى فجر الخميس، بيانا رسميا يؤكد فيه تعليق المشاركة في "منتدى الديمقراطية والوحدة" وكانت مجموعة من القوى السياسية والحزبية والنقابية والشبابية الموريتانية، أغلبها محسوبة على المعارضة، أعلنت، الخميس الماضي، اعتزامها إطلاق "منتدى للديمقراطية والوحدة" نهاية الشهر الجاري. وقالت المجموعة، في بيان لها، إن المنتدى "يستهدف تشخيصًا واضحًا للأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد، والخطوط العامة لكيفية الخروج من الأزمة السياسية". وأضاف البيان أن المنتدى "سيشكل خطوة هامة على طريق استرجاع الديمقراطية، وتأكيد اللحمة الوطنية، من خلال تنظيم انتخابات رئاسية توافقية شفافة ونزيهة". ودعا البيان من أسماهم ب "الشخصيات والهيئات الوطنية المؤمنة بضرورة التغيير السياسي لإنقاذ موريتانيا من المصير المخيف الذي يسوقها الوضع الحالي إليه" إلي الانضمام إلى المنتدى والمساهمة في إنجاح أعماله. ومن بين النقاط التي ستركز عليها الأنشطة الرئيسية للمنتدى موضوع اختيار مرشح موحد للمعارضة في الانتخابات الرئاسية المزمع إجرائها في يوليو / تموز المقبل، بحسب البيان. وكانت أحزاب المعارضة الموريتانية الرئيسية، باستثناء "تواصل"، قاطعت الانتخابات البرلمانية والبلدية التي أجريت نهاية العام الماضي، ولم تعلن هذه الأحزاب بعد عن موقفها من انتخابات الرئاسة. ومنسقية أحزاب المعارضة تضم 10 أحزاب بعد مغادرة "تواصل"، وهي أحزاب: تكتل القوي الديمقراطية، واتحاد قوى التقدم، والاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم)، والمستقبل، واللقاء الديمقراطي، والعدالة والمساواة، وطلائع قوى التغيير، والتناوب الديمقراطي، والتجمع من أجل الديمقراطية، والوحدة، وتمام. ويرأس احمد ولد داداه منذ 7 سنوات زعامة مؤسسة المعارضة الديمقراطية التي ينص عليها الدستور الموريتاني، والتي تعتبر من حق الحزب المعارض الأكثر تمثيلا بالبرلمان. لكن ولد داداه الذي قاطع حزبه الانتخابات التشريعية والبلدية الأخيرة سيفقد هذه الصفة قريبا لصالح أحد قيادات حزب "تواصل" الذي يعتبر أكثر حزب معارض في البرلمان الحالي، لكنه لم يعيّن زعيمًا للمعارضة حتى اليوم.