تستمر المعارك الطاحنة بين السلطات العراقية وتنظيم "داعش" في محافظة الأنبار بينما تقول وزارة الدفاع إنها تمكنت من السيطرة على منطقة البو علي الجاسم. هذه التطورات تخيم عليها أوضاع سياسية متأزمة متزامنة مع سيل من الانتقادات للحكومة العراقية، وتراجع عن الاستقالة أعلنها أعضاء "كتلة الأحرار" التابعة للتيار الصدري ، فرئيس الوزراء نوري المالكي يواجه سيلاً من الانتقادات الداخلية تحمِّله مسؤولية الأزمات الأمنية والسياسية في العراق. فبعد الهجوم الكلامي الذي شنه عليه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، جاء دور "ائتلاف العراقية" الذي يتزعمه إياد علاوي، الذي أصدر بياناً اتهم فيه الحكومة ورئيسها بالفشل بتفكيك الأزمات الدموية المتصاعدة والاحتقانات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وأضاف البيان حسبما جاء بموقع "العربية نت" أن التداعيات الخطيرة لسياسة الحكومة تتمثل بنزوح مئات الآلاف من الأنبار، مستغرباً ظهور "داعش" المفاجئ وبهذه القوة وهذا التوقيت. من جهته لمّح المالكي إلى أن من يدعم العمليات الإرهابية أو يتحدث عنها إنما يريد عرقلة الانتخابات القادمة، مؤكدا أنه لا مجال لتأجيلها حرصاً على عدم إدامة الأوضاع الاستثنائية الراهنة التي يتخبط فيها العراق. وحمّل المالكي مجلس النواب مسئولية تعطيل الحياة في العراق عبر عرقلة المصادقة على موازنة الحكومة. هذا وتراجع أعضاء "كتلة الأحرار" التابعة للتيار الصدري عن استقالاتهم بعد يوم من خطاب الصدر، ملتزمين بدعوة مقتدى الصدر الذي قال في كلمته إنه لا داعي للاستقالة وتعطيل عمل المؤسسات الحكومية، مؤكداً أنه سيقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية. وميدانياً، تتواصل اشتباكات ضارية بين قوات المالكي وتنظيم "داعش" في الأنبار، وتقول وزارة الدفاع إنها تمكنت من قتل العشرات من عناصر "داعش" خلال اليومين الماضيين في أنحاء مختلفة من المحافظة. وأكد المتحدث باسم الوزارة أن وحدات الجيش يساندها عشرات المسلحين من أبناء العشائر تمكنت من السيطرة بشكل كامل على منطقة البو علي الجاسم شمال مدينة الرمادي. كما أنهوا عملية تنظيف أحياء الملعب جنوبالمدينة من القناصة - على حدّ قوله.