هو الصحابي عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي وكنيته أبو عبد الرحمن وكان رضي الله عنه سادس صحابي يدخل في الإسلام وهاجر إلي الحبشة مرتين وحضر جميع الغزوات مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو الذي أجهز علي أبي جهل في غزوة بدر فقتله. شهد له رسول الله صلي الله عليه وسلم بالجنة، وهو الذي أسمع قريشا القرآن رغما عنها وكان له قراءة ومصحف خاص به وسمع الرسول صلي الله عليه وسلم منه القرآن وقال عنه صلي الله عليه وسلم: من سره أن يقرأ القرآن غضا أو رطبا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد، يعني عبد الله بن مسعود. وقال صلي الله عليه وسلم: خذوا القرآن عن أربعة عبد الله ابن مسعود وسالم مولي أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب، وإذا قال المحدثون عبد الله فهو المراد عند الإطلاق. ولقد ضحك بعض الصحابة يوما من دقة ساقيه فقال صلي الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد، وقد ولاه سيدنا عمر علي القضاء وبيت المال في الكوفة فكان رمزا للتقي والورع والعفاف. روي الحديث عن عمر بن الخطاب وسعد بن معاذ وروي عنه العبادلة الأربعة وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبو موسي الأشعري وعلقمة وغيرهم، وأصح الأسانيد عنه ما رواه سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن علقمة عنه. وأضعف الأسانيد عنه ما رواه شريك عن أبي فزارة عن أبي زيد عنه ويبلغ مجموع ما رواه من الأحاديث848 حديثا. توفي في عام32 هجرية ودفن بالبقيع وصلي عليه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.