هو الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود بن غافل يعود نسبه إلي مضر، عرف باسم »ابن أم عبد» وكنيته أبو عبدالرحمن، هو أحد اوائل المهاجرين حيث هاجر الهجرتين وصلي علي القبلتين، وهو أول من جهر بقراءة القرآن الكريم فأسمع قريشا القرآن رغما عنها، وكان له قراءة ومصحف خاص به قال عنه النبي صلي الله عليه وسلم: من أراد أن يقرأ القرآن غضا أو رطبا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد. كان عبدالله بن مسعود رجلا نحيفا قصيرا، ولقد ضحك بعض الصحابة يوما من دقة ساقيه فقال النبي صلي الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل أحد» وقد كان ابن مسعود قريبا من النبي وصاحب سره في السفر والحضر، يدخل عليه في أغلب الاوقات حتي حسبوه من أهل البيت. ولقد كان ابن مسعود من السابقين إلي الاسلام والمجاهدين في سبيل الله، فهو الذي أجهز علي أبي جهل في غزوة بدر فقتله، وعنه يقول ابن عباس :«ما بقي مع رسول الله يوم أحد إلا أربعة أحدهم ابن مسعود» وعنه يقول النبي صلي الله عليه وسلم: «خذوا القرآن عن أربعة ، عبدالله بن مسعود وسالم مولي أبي حنيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب» وقد روي الحديث عن عمر بن الخطاب وسعد بن معاذ وروي عنه أنس بن مالك وأبو موسي الاشعري وغيرهما ويبلغ مجموع ما رواه من الاحاديث 848 حديثا. حضر ابن مسعود خلافة أبي بكر وعمر، وقد ولاه الخليفة عمر بن الخطاب علي القضاء وبيت المال في الكوفة فكان مثالا للتقوي والورع والعفاف، ولا بن مسعود أقوال خالدة تعد بمثابة مصابيح نهتدي بها في معترك الحياة، ومنها: والله الذي لا إله غيره ما يضر عبدا يصبح علي الاسلام ويمسي عليه ما أصابه في الدنيا، إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة، فمن يزرع خيرا يوشك ان يحصد خيرا، ومن يزرع شرا يوشك ان يحصد ندامة، ولكل زارع ما زرع، ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله، المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالسهم زيادة، ومن نصائحه : حدث الناس ما مالوا إليك بأسماعهم، ولحظوك بأبصارهم، فإذا رأيت منهم فتورا فأمسك، توفي عبد الله بن مسعود عام 32 ه ودفن بالبقيع، فرضي الله عنه وحمه رحمة واسعة.