شارك وزير الثقافة المصري مساء أمس بحفل أقامه بيت الشعر بمناسبة حصول رئيسه الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي بجائزة النيل في الآداب هذا العام . في تقديم الشاعر الكبير فاروق شوشة لحجازي قال : قبيل منتصف الخمسينات من القرن الماضى جاء الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى إلى القاهرة حاملا فى وجدانه قرية لم يكن التعبير عنها ككل القرى فى أشعار من سبقوه وبالذات لدى شاعرين كبيرين ارتبط شعرهما المصرى لأول مرة بعالم القرية وهما محمود حسن اسماعيل ، محمد عبد المعطى الهمشرى. كانت قرية حجازى قرية مغايرة تمتليء بما سماه دخان القرى وتحمل ثمارها أعيادا ومواعيد للخصب وتتناثر على طرقاتها طموحات ورغائب كل الذين يحلمون بالعام السادس عشر . جاء حجازى للقاهرة ليواجه مدينة قاسية كل القسوة ، فظهرت القرية فى شعره وهو يقتحم المدينة وبدا وجه القرية يتألق أكثر فاكثر كلما اصطدم الفتى حجازى بقسوة المدينة التى زرعت فيه منذ اليوم الاول معنى الغربة والعزلة والتوحد والتأمل مع النفس والانفراد وتأمل المصير والوحشة وربما داخلته ايضا مشاعر الموت المبكر . وقبل أن ينشد حجازى شعره المعبر عن وجوده فى حلبة الشعر الجديد اراد ان يؤكد للجميع أن لجوئه إلى قصيدة التفعيلة أو على قصيدة الشعر الحر ،انما هو متسق مع الموروث الشعرى العربى متقنا له ناسج على عموده أفضل ما نسج سابقه . حضر الاحتفالية - وفق بيان رسمي - د . سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة ، م . محمد أبو سعدة رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية ، ومن الشعراء فاروق شوشة ، محمد ابراهيم أبو سنة ، د.حسن طلب ، د.توشكا المستشار الثقافى المجرى بالقاهرة ، الشاعرالحسانى حسن عبدالله ، وعدد من أعضاء لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة ، ولفيف من الشعراء والنقاد المصريين ومحبي الشعر والاعلاميين والصحفيين . شارك فى الامسية المحتفى به أحمد عبد المعطى حجازى حيث قرأ قصيدة من الديوان الاول " مدينة بلا قلب " وقصيدة كان قد اهداها الي المستعرب الفرنسي جاك بيرك بعنوان "كلنا اندلسيون " ، وذلك عند الاحتفال بعيد ميلاده الخامس والسابعين الذى التقى به بباريس "مرثية لاعب سيرك". كما شارك الشاعرمحمد ابراهيم ابو سنة مهنئا الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي علي جائزة النيل قائلا ان الجائزة ليست لحجازي فقط وشعره بل للشعر كله ، ثم القي ابو سنة ثلاث قصائد لحجازي وهم " العودة من المنفي ، الأمير المتسول ، حنين ". اما د . حسن طلب فقد اكد أننا اليوم نحتفل بعيد الحب وعيد الشعر ، مؤكدا أن حجازي رائد الحداثة والتجريب في الشعر ، و قادرا علي العطاء ، وبعد انتهاء كلمته القي طلب قصيدة " اغتيال " نشرت عام 1972 . قدم الامسية الشاعر فاروق شوشة حيث القى بعض القصائد منها " مدينتى ، يا أرض سوريا ، إلى اللقاء يا اصدقاء ". فى ختام الامسية قال حجازى: لا اشكر الشعراء لان هذه القصائد التى القيتها هى منكم ولكم ، واتمنى لو استطعنا دائما أن نكون اوفياء لهذا الفن العظيم الذى لايستقيم بدونه نشاط ، فهو ضرورة ،واللذين لايستطيعون أن يتذوقوا الشعر ويكون لهم اصدقاء اوفياء لا يستطيعون ان يفتحوا طريقا إلى المستقبل ، متمنيا أن يقوم بيت الشعر بهذا الدور.