ظهر منذ مدة مصطلح ( فاصل ونواصل ) في بعض البرامج السياسية وكان يشير إلى استراحة إعلانية يتم فيها الترويج لبعض المنتجات مقابل عائد مادي يدخل إلى القناة التليفزيونية , ولكنى في مقالي هذا أود أن تتواصل القوى المتنازعة في حوار شامل دون فواصل , لأن الفاصل هنا يعني القطيعة والخسارة التي تعود على الوطن كله , ومن الملاحظ أنه منذ أن انقطعت الخيوط بين الحكومة المؤقته وجماعة الإخوان المسلمين دخلنا إلى حالة التصعيد المتبادل , فالحكومةتصدر القرارات وتضع القوانين التى صارت سبباً في التضييق على الحريات بتجريم فاعليات الشارع السياسي, وفي نفس الوقت ظهرت التحديات من قطاع شعبي كبير يعارض هذه القرارات ويواصل تظاهراته الاحتجاجية , وبينما يؤكد التحالف الوطني لدعم الشرعية على سلمية الفاعليات نجد أن هناك من يستغل المشهد ليخرج به عن إطار السلمية لتحدث الوقيعة بين الأطراف , فنشاهد قتلى وجرحى في صفوف الجيش والشرطة والمتظاهرين والجميع لا يستحقون ذلك فدماؤهم معصومة لا يجوز إهدارها بحال على النحو الذي نشاهده وقلوبنا تعتصر من الأسى , وعيوننا تبكي على حال وطن جريح يفقد أبناءهوقدراته في صراع سياسي كنا في غنى عنه لو تواصلنا من دون حواجز لأن ما وصلنا إليه من قتلى ومصابين ومساجين وضعف اقتصادي وتعطيل لمسيرة البناء إنما هو بسبب تصميم كل طرف على وجهة نظره ومحاولته حسم الصراع لصالحه , وهو أمر في الحقيقة بعيد المنال لكونه يمر بدمار الوطن وهو ما لا يرضاه عقلاء الأمة الذين يتوجب عليهم البحث عن مخرج لهذه الأزمة المتفاقمة , فعلى الدكتور محمد مرسي أن يدلي بدلوه فيتبنى حلاً سياسياً وكذلك قيادات جماعة الإخوان المسلمين في داخل البلاد وخارجها فهو أمر محمود لهم لا منقصة فيه ولا معايب بل فيه إحساس بالمسؤلية وإنقاذ للوطن , وأيضاً على الحكومة المؤقتة وقف كافة صور الملاحقة لجماعة الإخوان وحزبها والمتعاطفين معها لأن استمرار المواجهة قد أحدث جراحاً عميقة وزاد من هوة الانقسام في الشارع فتحول الخلاف في الرأي إلى كراهية متبادلة في القلوب وهو أمر لم نعهده في مصرنا . إن الدور الذي يجب أن يقوم به وسطاء الخير هو تهيئة المناخ لحوار وطني شامل يضع النقاط على الحروف بغير إقصاء لأحد ويحفظ حقوق الشهداء ويرد المظالم ويجمع الشمل كي يتعايش الجميع داخل الوطن الواحد كما كنا متحابين متعاونين في البناء والتعمير . والله المستعان