الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" تنبئ لمخطط الفوضى الخلاقة التي أعلنت عنها "كونداليزا رايس". إن أصيب الجيش المصري بسوء فالمستفيد الأول سيكون الكيان الإيراني والتركي. الإخوان سمحوا لأنصار بيت المقدس أن يتدربوا في معسكرات في سيناء والشرقية ومطروح أثناء فترة حكمهم. مبدأ المصالحة مرفوض رفض تام من الشارع المصري والدولة المصرية. اعتذار الأخوان هو خطاب تحريض ضد الدولة المصرية والقوات المسلحة. القائمين على مكتب الإرشاد يتسمون بالغباء الشديد. تربية النشء داخل الجماعة من أشد الطرق تعقيداً. هناك مشكلة ما بين قيادات حزب النور وكوادر الحزب. إن نجح المشير "عبد الفتاح السيسي" في الانتخابات الرئاسية فسوف يعامل الأخوان على نفس طريقة الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر". برز " صبرة القاسمي " منذ فترة على الساحة السياسية بعد إعلانه عن تدشين حزب " الجهاد الديمقراطي " ، والذي لم يستكمل أوراقة حتى الآن ، وسرعان ما أسس " الجبهة الوسطية " لمحاربة التطرف والإرهاب على اعتباره من العناصر الإسلامية التائبة في فترات السجون السابقة ومن هذا الصدد أجرت شبكة الإعلام العربي " محيط " حواراً معه وإلي تفاصيل الحوار : ما هي قراءتك للمشهد الحالي على الساحة السياسية المصرية؟ بدايتناً مع بداية الخامس والعشرون من يناير ودخول التيار الديني إلي معترك السياسة قد ظهر لنا ارتباكه الشديد نظراً لقلة خبرته وقلة علومه السياسية ونظراً لأنه يحمل أيديولوجيات لا تحترم الآخر ولا تحترم حقوق الآخر أو أفكاره، فقد نتج عن دخوله للساحة السياسية دستور أعوج معوج وهو دستور (2012) فقد تكالبوا عليه وأقصوا جميع من في المشهد وكانوا يطاردون ويحاربون الأحزاب الليبرالية ولم تنجوا أي مؤسسة من مؤسسات الدولة من عملية إقصائها عن المشهد أو الضغط عليها لممارسة الفكر الإخواني وهذا نتج عنه حالة من الغليان في المجتمع المصري نتج عنه ثورة الثلاثين من يونيو. هل نحن لم ندرك المعنى الحقيقي لمقولة الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" عندما قال "أنا أو الفوضى" فهل كان يتحدث عن المخطط ذاته التي أعلنت عنه "كونداليزا رايس؟ بالطبع، "فكونداليزا رايس" كانت تقصد الفوضى الخلاقة ولقد دعت إلي ذلك وأرسلت وفوداً ومبعوثين أمريكان إلي المنطقة العربية كلها وليست مصر فقط فما حدث هو أن "كونداليزا رايس" والخارجية الأمريكية وبعض المنظمات التي تعمل مع الاستخبارات الأمريكية تحت غطاء المنظمات الحقوقية قدمت إلي مصر وأقامت عدد من اللقاءات والمؤتمرات واجتذبن بعض الشباب المصري سواء المنتمي إلي بعض الحركات الإسلامية أو حركة 6أبريل أو الحركات الشبابية التي تنشد التغير وأعدوا لهم تدريبات على مستوى العالم بدأ من (صربيا، ألمانيا، أمريكا) ولقد عملوا على ذلك منذ عام 2005 إلي 2007 ثم أتتهم الجرأة ليدخلوا إلي مصر ويقيموا مؤتمرات حول التغير السلمي للسلطة وأيديولوجيات أمريكا في تغير الفكر والثقافة المصرية اتجاه ديمقراطية متعددة الآراء بطريقة سليمة وهذا بالطبع كان ستار للمخطط الذي أرادوا أن يفرضوه على المنطقة. وبالطبع تنبه الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" لهذا المخطط لأنه كانت لديه أجهزة داخل الدولة ترصد هذه الظواهر، فعندما تنبه لذلك حذر من الفوضى التي ستكون من بعده، وبالفعل قدمت الفوضى بعد مبارك، فكل ما يحدث على أرض مصر الآن لا يخدم أجندة وطنية بل يخدم الكيان الصهيوني والأجندة الأمريكية ويخدم أيضاً تفتيت المنطقة العربية لصالح "إيرانوتركيا" فإن حدث شيء للجيش المصري فالمستفيد الأول من هذا هو الكيان الإيراني والتركي اللذان سيصبحان قوتين منظمتين في المنطقة وهذا ما يسعون إليه. إن كان الإخوان بهذه القدرة على إحداث الفوضى والتي تشهدها البلاد الآن فكيف سقطت الجماعة من أعلى سدة الحكم بهذه السرعة؟ هناك فرق بين أنه في النزع الأخير فيضحى بكل شيء وفرق بين أنه كان لم يتوقع السقوط، فعند مناقشتك لأحد من الأخوان يوم 30/6 لم يتوقع منهم أحد أن الفريق "عبد الفتاح السيسي" سوف تؤتيه الجرأة والشجاعة على إزاحة الرئيس مرسي من الحكم ولم يكونوا يتوقعوا أن الشعب المصري سيكون بهذا الإصرار وأن يقف في الميادين وأن يكون على استعداد للتضحية بنفسه من أجل حريته. فكانوا يعتقدون أن خطاب سوريا الذي ألقاه "محمد مرسي" في الصالة المغطاة والخطاب الأخير سوف يرهب الشعب المصري ويخيفه عندما حاول "محمد عبد المقصود" ترويع الشعب وتخويفه بأنه سيكون من أهل النار ومن أهل العذاب وعندما وجه "عاصم عبد الماجد" كلمات القتل والسحل والإرهاب هو و"طارق الزمر" وآخرين اعتقدوا أن هذه الرسائل كافية لتخويف الشعب المصري ولم يكن في الحسبان أبداً أنهم سيسقطون، ولم يكونوا قد استدعوا العناصر المؤثرة التي يستخدمونها من الجهاديين والتكفيريين من سوريا وليبيا ودول أخرى والتي جاءت فيما بعد. في رأيك من يقف وراء العمليات الإرهابية التي تحدث في مصر؟ إذا نظرنا إلي من يقف وراء العمليات الإرهابية في مصر فسنجد "تنظيم القاعدة" و"أنصار بيت المقدس" و"تنظيم الجهاد الإسلامي" الذي تراجع بعض أعضائه عن مراجعاتهم ومازالوا يمارسون التشجيع على العنف حتى الآن بل أكثر من ذلك اعتقد أنهم تورطوا في أحداث عنف وأعتقد أن هناك مؤشرات لاشتراك عناصر جهادية في أحداث العنف ومنها مقتل اللواء "محمد سعيد"، فاللواء "محمد سعيد" لا تعرفه إلا العناصر القديمة التي تعاملت معه في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، فهذا مؤشر على أن هناك عناصر قديمة تعمل مع العناصر الجديدة الموجودة حالياً. هل جماعة أنصار بيت المقدس خدعة للتضليل عن الجناح العسكري لجماعة الاخوان؟ نستطيع القول أن جماعة أنصار بيت المقدس هي أحد أزرع تنظيم القاعدة، فالقاعدة انتشرت في وسط العالم بأنها تنظيم إرهابي، فعندما يمارسون دعوتهم إلي الشباب في مصر لا يقولون لهم انضموا إلي تنظيم القاعدة، فالكل سوف ينفر منهم وهذا بسبب أعمال القاعدة في العراقوسوريا، لذلك اخترعوا اسم جديد وهو أنصار بيت المقدس ورسموا له واجهة جميلة ومثيرة وهي إدعائهم نصرة بيت المقدس، وهناك أسماء عديدة لتنظيمات أخرى تندرج جميعها تحت مظلة القاعدة ومنها (أنصار الشريعة، أكناف بيت المقدس، كتاب الفرقان) وكل القيادات التي تأتي على رأس هذه الجماعات تنتمي إلي تنظيم القاعدة وإلى الدكتور "أيمن الظواهري" وبينهم تنسيق حتى الآن. فجماعة أنصار بيت المقدس قدرتها محدودة وظهرت قدرتها العظيمة وأدائها الفعال على الأرض بعد ثورة الثلاثين من يونيو لأن الأخوان سمحوا لهم أثناء فترة حكمهم بأن يتدربوا في معسكرات في سيناء والشرقية ومطروح كما سمحوا لهم بأن يأخذوا جزء من الكعكة التي حصل عليها الأخوان فأمدوهم ببعض التمويلات ومبالغ بملايين الدولارات والتي اعترف بجزء منها "محمد الظواهري" كما أشرت وكذلك التنسيق بين العناصر الجهادية والتكفيرية والمنتمية لأنصار بيت المقدس والتنظيمات الأخرى وبين حماس والمخابرات القطرية والتركية لتوفير الملاذ الأمن لعناصرها وتوفير المعبر الآمن من تركيا إلي سوريا لتلقي هذه العناصر التدريب في مواقع القتال السورية ومن ثم العودة مرة أخرى إلي مصر أو إلي ليبيا ثم الدخول إلي مصر. هل ترى أن فكرة "المصالحة" مع الجماعة متاحة حتى الآن أم أصبحت كلمة من الماضي غير مرغوب فيها؟ هناك ضرر واقع على الدولة المصرية والمجتمع المصري فمن يملك حق المصالحة هو الذي وقع عليه الضرر وأنا أعتقد أن لو أننا كنا في مكان من قتل أبنائه أو أزواجهم أو أطفالهم اعتقد أننا سوف نرفض أي صورة من صور المصالحة. فقد قال الله سبحانه وتعالى «فمن قتل مظلوماً فلقد جعلنا لوليه سلطان فلا يسرف في القتل إن كان منصوراً»، فهنا ولي الدم هو المنوط به أن يقوم بالتصالح من عدمه وأنا أعتقد أن مبدأ المصالحة مرفوض رفضاً تاماً من الشارع المصري ومن الدولة المصرية، فلم تقدم جماعة الأخوان مبررات لطلب هذا التصالح حتى الآن، فهي لم تقدم لنا إلا الكبر والعناد والإقصاء حتى وهم في أضعف حالاتهم وهم يرقصون رقصة الذبيح وفي نهاية تاريخهم لم يقدموا أي تنازل للشعب المصري أو المجتمع المصري، حتى الاعتذار الذي قدم لم يكن خطاب اعتذار للشعب المصري أو للدولة المصرية وإنما كان خطاب تحريض ضد الدولة المصرية والقوات المسلحة، فقد حمل في مضمونه التحريض ضد القوات المسلحة وضد الشعب المصري. وأنا اعتبره أنه ليس اعتذار وهذه هي مشكلة الأخوان فهم دائماً يمتلكون نظرة استعلائية تجاه الأخر حتى الجماعات التي معهم وحتى للسلفيين وداخل مكتب الإرشاد الذي ينظر إلي الطبقة الأقل نظرة دونية، فهناك مشكلة نفيسة داخل الجماعة وفي نظرتها للمجتمع والدولة والآخرين. متى يتوقف "الأخوان" عن الصدام مع الدولة المصرية؟ هناك مشكلة لابد أن نسلط عليها الضوء وهي أن القائمين على مكتب الإرشاد يتسمون بالغباء الشديد فهم لم يتعلموا من تجاربهم فقد قُتلوا وقتل منهم وسُجنوا ويحاكمون فلماذا يدفعون شبابهم إلي الموت؟، فلقد غرسوا في عقول أبنائهم أن جماعة الأخوان هي الجماعة الأم وهي الجماعة المسلمة وهي الجماعة الوحيدة التي لابد أن يدين لها كل مسلم بالولاء مع أنهم يطالبون أن يدين المسلمون بالولاء لهذه الجماعة هم من لا يدينون لها بمثل هذا الولاء فولائهم للتنظيم الدولي. فهناك "غسيل مخ" بالتأكيد وطريقة تربية النشء داخل الجماعة من أشد الطرق تعقيداً لا تجده حتى في المنظمات الدولية الإرهابية. كيف ترى مستقبل الجماعة؟ مستقبل الجماعة مرهون بأدائهم، حتى الآن هي بداية نهاية جماعة الأخوان فإن أصروا على العناد والمكابرة فسينتهي مستقبل الجماعة بالكامل كتيار سياسي وسيعزلون اجتماعياً بجانب عزلهم سياسياً وهذا في حال إن ظلوا وأصروا على طريقتهم هذه في التفاعل مع المجتمع المصري ومع الدولة المصرية. ما هو تقييمك لمواقف حزب النور؟ في البداية أثني على مواقف حزب النور لتأييد خارطة الطريق ولتأييده ل (نعم) للدستور ولقد رصدنا له (43) مؤتمر يدعوا فيه ل (نعم) للدستور ومزيد من الوقفات التي كان يدعوا فيها المواطنين ل (نعم) للدستور ولكن هناك مشكلة ما بين قيادات حزب النور وكوادر الحزب وهذه المشكلة تجلت في خطاب رئيس الدعوة السلفية للحزب عندما قال "إن التصويت ب (نعم) على الدستور تصويت اضطراري كأكل الميتة". ونحن من جانبنا نقول له أن أمن المواطن المصري والأمن القومي المصري ليس أكل ميتة وليس اضطراراً ولكنه ضرورة من ضرورات الحياة وضرورة من ضرورات الدين والوطن فكان لا ينبغي أن يبوح فضيلته بمثل هذا التصريح لأن هذا التصريح جعل كثيراً من القواعد تقول ونحن غير مضطرين للتصويت على هذا الدستور أو المشاركة فيه. كما قام أحد علماء المملكة العربية السعودية بإصدار فتوى مفادها أن هذا الدستور به عدد من الكفريات وأنه لا يجوز التصويت عليه فنزل على صفحة صوت السلف تصريح لفضيلة الشيخ يقول فيه أن الدستور بالفعل به بعض الكفريات ولكننا مضطرين للتصويت ومن جانبي أنا أقول لهم "أعزلوا ما بين السياسة وما بين ما يوصف بأنه فعل كفر أو غير كفر وإذا كان به بعض الكفريات فلماذا دعوتهم لتأييده، فالكفر لا يوجد له حالة اضطرار للتصويت على الكفر أو أقوال الكفر أو إقرار أي نوع من أنواع الكفر فهذا كلام مغلوط يناقض بعضه بعضاً. في رأيك كيف سيتعامل المشير "عبد الفتاح السيسي" مع الأخوان إذا نجح في الانتخابات الرئاسية؟ أعتقد أنه سوف يتعامل معهم على نفس طريقة الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" وأعتقد أنه سيكون معنى الخطاب "لا تلوموني ولكن لوموا أنفسكم".