التقى رواد معرض الكتاب، بالدكتور مصطفى حجازى المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، وبدأ اللقاء بكلمة الكاتبة الصحفية "نشوى الحوفى"، التى أدارت اللقاء مشيرة إلى أن وجود حجازى فى المعرض يأتي باعتباره صاحب كتاب "حجر رشيد..الخروج الآمن لمصر"، وليس بوصفه مستشار الرئيس. وقالت: اسم الكتاب يعبر عن مضمونه والهدف منه، فكما فك حجر رشيد طلاسم اللغة الهيروغليفية ومنحنا فرصة قراءة حضارة كاملة للمصريين القدماء، فإن معرفة حقيقة الصراع وما حدث في مصر في السنوات الأخيرة قادرة على منحنا الخروج الآمن من اللحظة الراهنة، التي نعيشها اليوم. يستعرض كتاب "حجر رشيد"، أحداث السنوات الماضية، ويتحدث عن تفاصيل ثورة 25 يناير والتفسير الفلسفي لمواقف النخبة السياسية والعسكرية. كما يحلل رقم 18 في حياة المصريين عبر تناول ال18 عامًا الأخيرة في حكم الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، وال18 يومًا عمر ثورة 25 يناير، وال 18 شهرًا، التي قضاها المجلس العسكري في حكم مصر إلى أن تسلمت جماعة الإخوان المسلمين سلطة الحكم. فى بداية حديثه قال حجازى أننا معنيين فى الوقت الراهن بالأمور الاقتصادية والسياسية، وتناسينا أننا لا يمكن أن نبني قصورًا اقتصادية على تربة سياسية رخوة، أو قصورا سياسية على تربة اجتماعية ضعيفة، وعلبنا أن نكون على إدراك تام بأن الحبر لا يكتب سرًا. وأشار أن ثورة 25 يناير هي استعادة للحالة الإنسانية، خاصة أن ما سبقها كانت حالة مسح للإنسانية، وبعد أن فقدنا الكثير من مقومات الدولة، جاء يوم30 يونيو ليس فقط للتخلص من الفاشية الدينية، بل من أجل التصدى لمحاولة التجريف الإنسانى المتزايد، وتأكيد ضرورة عودة الإنسانية للمصريين. وطالب حجازي بالحذر خلال الخطوات القادمة، مشيرًا إلى أننا نستطيع تأسيس عصر جديد قائم على العدل والحرية والأهلية، قائلا: إذا لم يُقدم المؤهل في هذا الوطن، فسنعانى كثيرًا فنحن حتى الآن غير قادرين على أن ندرك أن التاريخ هو حكمة الماضى، وعلينا أن نهتم أكثر بأن نسأل أنفسنا لماذا نفعل؟ وليس ماذا نفعل؟. لقد فقدنا قبل ثورة 25 يناير كل مقومات الدولة، فالإنسانية مقوماتها" الحرية ، العدل ، الكرامة"، ولقد نجح هؤلاء اللصوص والظلاميين فى أن يسرقوا منا كل أحلامنا وسلبوا منا إنسانيتنا. وأكد أن إحدى معضلاتنا كمصريين هي محدودية الحلم كما أشار إلى ذلك الفيلسوف والعبقرى الراحل جمال حمدان، حيث نجح مبارك ورجاله قبل ثورة يناير أن يصادروا أحلام المصريين. وأراد مرسى وجماعته الفاشية أن يفعلوا ذلك أيضًا، ولكنهم فشلوا كسابقيهم، ولا يمكن أن يكون البعد الاقتصادي فقط هو حلم المصريين في تأسيس دولة جديدة، وهو ما انتقده الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى أحد أحاديثى معه قائلاً: "إذا توقف الحلم نصير حيوانات". واستطرد قائلاً: لا يجب أن تظل فكرة التعليم للتوظيف فقط، بل للترقى، وعلى الرئيس القادم اختيار نوابه بمعيار الكفاءة وليس لمجرد الشعبية، وأن تكون الكفاءة هي الطريقة التي يختار بها المسئولين، حتى نخرج بالبلد إلى الأمان. وأشار إلى أننا شعب يعرف جيدًا ما يريد، خلعنا رئيساً في 18 يوم، وتحسن الأمر وأزحنا أخر في 3 أيام، مضيفًا أن من يعتقد أننا أنهينا على الفاشية الدينية في مصر في 3 أيام مخطئ، فالتفكير فى إسقاط الإخوان بدأ من 5 ديسمبر، عقب الإعلان الدستورى. وتابع: لا مكان لمن يريد أن يكون على طرف الوطن، وخارج سياق المجتمع، ويجب أن يكون أداؤنا الفترة القادمة وفق معيار محدد قبل أن نتحرك، إن الصراع الحقيقي في مصر الآن، والعالم كله، ليس بين الاشتراكية والرأسمالية، بل بين عقلية ماض، وعقلية مستقبل، فالماضي يموت ولن يتحلل، لكنه إلى زوال وما نراه من أعمال في الشارع المصري من قبل جماعة الإخوان هو لبقايا نظام مات، ويأبي أن يتحلل دون أن يضر الآخرين، فهم يمارسون حرب استنزاف ستطول لفترة، فهم يعادون فكرة الدولة، ويجب أن نعلم أن دولة الإخوان هي إحدى إقطاعيات دولة مبارك، وهذا سبب رفض الشعب لهم، كونهم جزءا من النظام القديم، لكن علينا أن ندرك أن الماضي لن يستطع إخفاء المستقبل، الذي يتمثل في الشباب. وأضاف: كنا ضحايا ليس لحكامنا فقط، بل لتواطؤ المصلحة، وإذا كنا نريد التقدم لهذا المجتمع، لا يجب أن نغلّب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة. مضيفًا أن هذا الدستور هو هبة الشعب لنفسه، وإن اختلفنا على بعض مواده، مضيفًا أنه كتب بعناية كبيرة جدًا، والتعدد والتنوع والصراع، الذي تشهده الساحة السياسية المصرية يعد أهم عوامل القوة لدينا، لكن ما تفعله الجماعة الإرهابية، خارج فكرة الدولة، فلا يمكن أن نعتبر أفعالهم الإجرامية، نوعًا من التعبير عن الرأي. وحول عودة القدامى للظهور على الساحة السياسية من جديد، قال حجازى أن الماضى لا يريد أن يموت فى هدوء، لكنه لن يستطع فعل شيئاً، لأن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلى الوراء، لقد ظن مماليك دولة مبارك والإخوان ظن الجاهل بأن الأمر قد دان لهم، وأنهم من الممكن أن يفرضوا سيطرتهم على المجتمع، وانقلب عليهم المجتمع كله وأطاح بهم، ويوجد الآن من يفكر بنفس الأسلوب من دولة مبارك، ولكن أقول وأكرر ما أكدته رئاسة الجمهورية من قبل فلا عودة للماضى فى مستقبلنا ولا عودة لممارسات عصر الديكتاتورية. وأكد حجازى أنه لا وجود لاحتكار دين أو وطن ومن أراد أن يحيا وأن يكون مواطنًا مصريًا عليه أن يعرف أنه مواطن فى منظومة داخل المجتمع المصرى، بنص الدستور لا يستطيع أحد تكفير أحد ولا تخوين أحد والشعب هو من يدافع عن مستقبله والحكم للقانون ولا يوجد مشروع ولا تنظيم ولكن يوجد وطن وهو مصر. وأكد أنه لا عودة لما قبل 25 يناير و30 يونيو، فالجميع مصريون، والفيصل بيننا هو الكفاءة.