أبها:أقيم مساء الثلاثاء الماضي اللقاء الأول لرئيسات اللجان النسائية بالأندية الأدبية والذي يستضيفه نادي أبها الأدبي، حيث افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من رئيسة اللجنة النسائية بنادي أبها الأدبي الدكتورة مريم الغامدي قالت فيها: إن هذا اللقاء يمثل عرسا ثقافيا تقف وراءه تطلعات مخلصة وحرص على الثقافة والمثقفات ودفع الحراك الثقافي للقيام بالدور الريادي المنوط بها، وتفكيك الجمود لترسية دعائم المجتمع المدني، لنجني ثمار الحلم بصوت موحد ومعبر، للنهوض بالمؤسسات الثقافية دون أن ننسى نسيج البيئة الثقافي والحضاري. بعدها ألقت الشاعرة حليمة السليم قصيدة بعنوان "العائق الآتي" اشتملت على المعوقات التي تواجه المرأة المثقفة، تلتها وفقاً لجريدة "الوطن" السعودية قصيدة ترحيبية أخرى من الشاعرة زهرة آل ظافر، وبعدها قدم درع تكريمي للأديبة الراحلة زهرة الألمعي التي كانت لها جهود واضحة للمثقفة العسيرية، وتم استعراض سيرتها الذاتية وبعض أعمالها الأدبية. هذا وقد قامت اللجان النسائية بزيارة لسوق الثلاثاء بأبها وأحد المتاحف التراثية وذلك للاطلاع على تراث منطقة عسير وأقيم الحفل الترحيبي بقاعة المناسبات بالجبل الأخضر. كما انطلقت يوم أمس الأربعاء فعاليات اللقاء الأول لرئيسات اللجان الأدبية وذلك بفندق قصر أبها حيث افتتحت أولى الفعاليات صباحا وكانت أولى الجلسات برئاسة رئيسة اللجنة النسائية بنادي تبوك الأدبي الدكتورة عايشة الحكمي بعنوان "تقييم مسيرة العمل في اللجان النسائية خلال الفترة الماضية". وقدمت رئيسة اللجنة النسائية في نادي المدينة الأدبي أمل زاهد حسبما ذكرت "الوطن" ورقة عمل بعنوان "التحديات التي تواجه الفعل الثقافي النسائي في النوادي الأدبية" وقالت زاهد "ينطلق اليوم الفعل الثقافي النسائي من بوابة النوادي الأدبية الثقافية على استحياء وخجل، ليدشن مرحلة جديدة في مشهدنا الثقافي يتم فيها الاعتراف الرسمي بالمرأة حضورا ومشاركة ومساهمة في صناعة ملامح وقسمات هذا المشهد.." وأضافت "اليوم نعيش معا مرحلة تأسيسية لوجود المرأة في المؤسسات الثقافية الرسمية، حيث تمت مواربة الأبواب لتتسلل منها المرأة محاولة إثبات وجودها وكينونتها. وعن تواضع الحضور النسائي في الأنشطة الثقافية قالت زاهد " كلنا يشكو من ضعف الحضور النسائي في الفعاليات الثقافية وأعتقد أن جذر الإشكالية ينبع من النسق وجبروته الكاسح والذي يجعل من الفعل الثقافي بالنسبة للمرأة ترفا مهما كانت درجة تعليمها. ميساء خواجة (نادي الرياض الأدبي) قالت "إنه مهما كان حجم الطموحات والتحديات التي يمكن أن تتحقق فيكفي أن نقول في البداية إن المرأة قد بدأت تعي خطواتها وتدرك مكانها وتحدد ما تريد وإلى أين ترغب في الوصول وذلك في ظل ما يواجهه المشهد الثقافي عامة والعبء المضاعف الذي تحمله المرأة التي يتعين عليها أن تحارب على عدة مستويات دينية واجتماعية وعلى صعيد المؤسسة الثقافية نفسها بما تحمله من هيمنة ذكورية". وبيّنت خواجة أن طرح الفعاليات التي تقيمها اللجان النسائية ومقارنتها ببعض الأهداف المقترحة في لوائح الأندية الأدبية يوصل إلى غياب اللجان عن تحقيق عدد من الأهداف المأمولة فالنساء لا يشاركن في تحرير المجلات التي تصدر عن الأندية الأدبية رغم امتلاكهن المؤهلات اللازمة وعلى سبيل المثال لا يشاركن في إعداد برامج إذاعية أو في عضوية عدد من اللجان الخارجية رغم وجود استثناءات في ذلك وتساءلت عن وضع اللجان النسائية في مجالس الإدارة واعتبار المثقفات اللجان الفرعية التي ليس لها علاقة بالقرارات الإدارية. وقالت إن العمل في الأندية لا بد أن يكون تكاملياً وانتقدت الازدواجية في برامج العديد من الأندية وقالت إن دخول المرأة في عضوية مجلس إدارة النادي لابد أن تعمم على كافة الأندية وأكدت على تفعيل حضور المرأة ومشاركتها بقرار مؤسسة. وقدمت الدكتور فاطمة إلياس (نادي جدة الأدبي) ورقة ناقشت من خلالها ماهية اللجان النسائية ودواعي تكوينها من قبل الوزارة وظروف ما قبل اللجنة النسائية في نادي جدة الأدبي وما الذي تغير بعد تشكيل اللجنة وإشكالية المشاركة الفعلية في المناشط والفعاليات أسوة بالزملاء في النادي من أعضاء مجلس الإدارة ورؤساء اللجان المعنية وشددت على أهمية منح المرأة الصلاحيات المتمثلة في رئاسة اللجان الأدبية والتنظيمية وتناولت عن المأمول لمستقبل اللجان النسائية وآلية تطوير أدائها تمهيدا لدخولها في مجلس الإدارة. وقدمت فوزية العيوني (أدبي الدمام) بحسب "الوطن" ورقة عمل بعنوان "في زمن نساء تجاوزن الحاجة لرئة ثالثة" تناولت من خلالها دور وزير الإعلام والثقافة إياد مدني لقراءته الواعية لما وصلت إليه المرأة المثقفة وتحدثت عن تخصيص قاعة خاصة للمرأة في نادي الدمام الأدبي واعتبرته تاريخا مضيئا في مشاركة المرأة واعتبرتها تجربة بسيطة إلا أنه لم يقترب من طموحها. وقالت "إن المرأة رغم القمع الذي تعرضت له كانت مشدودة للهم الاجتماعي العام وإن التركة الحقوقية ثقيلة عليها". ثم فتح مجال المداخلات، وفي الجلسة الثانية تم تقديم ورقة عمل عن مناقشة الخطط المستقبلية للجان النسائية ترأستها رئيسة اللجنة النسائية بنادي الطائف الأدبي منى المالكي ناقشت في مطلعها معوقات العمل الثقافي للمرأة السعودية وعدم وجود كرسي للمرأة في مجلس الإدارة والرهاب الاجتماعي الذي يعانيه الرجل من مشاركة المرأة في العمل الثقافي وتعدد مهام المرأة المثقفة بين عمل ونشاط وواجبات منزلية ودور المرأة كمنسقة فقط في العمل الثقافي دون المشاركة الفاعلة في صنع القرار. ثم قدمت الدكتور عائشة الحكمي ورقة عمل بعنوان "العمل الثقافي عند المرأة السعودية بين الواقع والمأمول" قالت فيها "إن الإعلام حتى الآن لم يحتفِ بثقافة المرأة بصورة واضحة ولم يسلط عليها الضوء وإن التفكير في ثقافتها أشبه بخطاب الأماني في الحديث عن أهمية الأحلام في رسم تفاصيل الحياة اليومية. وطالبت الحكمي المرأة المثقفة في السعودية بالخروج من تقوقعها الذي تعيش فيه وأن تتمرد على أسوار الخوف، واصفة المرأة السعودية بالكائن المؤجل ذي الطاقات الكامنة. وفي ورقة عمل الدكتورة منى الأسمر (أدبي مكة) بعنوان "تطبيق التخطيط الاستراتيجي في الأندية الأدبية والثقافية تصور مقترح" أكدت الأسمر على أهمية التخطيط الاستراتيجي والربط الأندية القافية ومحيطها والتكامل والشمول ومراعاة البيئة الداخلية والمرونة والاستجابة للمتغيرات وابتكار إطار عمل يحدد توجه الأندية الأدبية والثقافية وطالبت بإنشاء جهاز تخطيط استراتيجي للأندية الأدبية وأن يتم فحص البيئة الداخلية والخارجية وصياغة الأهداف والاستراتيجيات. وفي الجلسة الثالثة حملت محور "صلة المرأة بالأنشطة الثقافية والأدبية ومشاركتها في إدارة المؤسسات الأدبية" ترأستها رئيسة اللجنة النسائية بنادي جدة الأدبي الدكتورة فاطمة إلياس ومقررة الورقة فايزة حبتر ومقررة الورقة الدكتورة مريم الغامدي (أدبي أبها). وقد تناولت فاطمة إلياس في ورقتها كما جاء "بالوطن" تجربة نادي جدة الأدبي وأن تتمكن المثقفة من أن تلقي إنتاجها الأدبي دون حواجز وأكدت على أهمية عضوية المرأة في مجلس الإدارة وطالبت بتفعيل حضور المرأة وأن تأخذ فرصتها في المشاركة في الحراك الثقافي وفي المجالس الإدارية. وشاركت الدكتورة إقبال العرفج (أدبي الأحساء) بورقة عمل تحت عنوان "إنجازات ورؤى مستقبلية" استعرضت من خلالها تجربة القسم النسائي في نادي حائل الأدبي وما يقدمه من فعاليات ومحاضرات وندوات وتحقيقات وكتب نادرة وترجمة ونشر لأعمال فكرية ودورة في تفعيل اللقاءات الثقافية بين الأديبات والمثقفات. وقدمت العديد من الأفكار والإنجازات التي حققها القسم النسائي في نادي الأحساء. وقدمت هدى الدغفق ورقة عمل تناولت من خلالها موقف وسائل الإعلام والمنتديات الثقافية الإلكترونية "محليا وعربيا" من اللجان النسائية في الأندية الأدبية السعودية متخذة من اللجنة النسائية في نادي الرياض الأدبي نموذجا على اعتبار أنها من أعضاء اللجنة منذ عام ونصف تقريبا. وتحدثت الدغفق في ورقتها كذلك عن مأزق المبدعة حين تكون على كرسي المسؤولية الثقافية إداريا وكيفية الموازنة بين أن تتخلى عن كونها شريكا إلى كونها تهيئة لمناخ المشاركة من قبل غيرها.