القاهرة: إستضاف الصالون الفكرى للسفير هشام ناظر بالقاهرة الدكتور عبد العزيز حجازى رئيس وزراء مصر الأسبق والذى تحدث عن إقتصاديات الحرب مستشهداً بذكرياته عن أحداث ومشاهد رحلة الإنتقال بين النكسة والإنتصار فى حقبة الستينات والسبعينات . وذكر حجازي بمواقف الملك فيصل من مصر ومحنة الإعداد لنصر أكتوبر 73 ، موضحا أن الملك فيصل تعهد قبل وفاته بأشهر قليلة بإعادة تعمير مصر وطلب من الرئيس السادات ألا يسأل أى دولة عربية عن معونات أو مساعدات، وتكفله بتشكيل صندوف لإعادة التعمير برأس مال 2 مليار دولار، إلا أن القدر لم يمهله. ووفقا لتقرير السفارة السعودية بالقاهرة والمنشور بموقعها الإلكتروني ، كشف حجازى كيف تحول التنسيق فى تلك اللحظة التاريخية للتحالف الإقليمي بين الرياضوالقاهرة ودمشق إلى إنتصار فى حرب أكتوبر مؤكداً أن الأوضاع العربية الراهنة فى أشد الإحتياج لقائد عربي على غرار الملك فيصل للخروج من منعطفاتها الحادة. وقال أن مؤتمر الخرطوم 68 كشف عن المعدن الحقيقي للملك فيصل كصانع قرار من الطراز الأول يحمل فى وجدانه عشقاً لمصر وللعروبة وللإسلام وغيرة شديدة نحو الكرامة العربية ترجمها فى دعم إقتصادى فورى يقدر وقتها ب خمسين مليون جنيه إسترليني لإعادة تسليح الجيش المصرى وإعداده لمعركة النصر، رغم أن خزانة الدولة السعودية فى ذلك الوقت لم تكن تملك مثل هذا المبلغ كما أن عائدات النفط كانت تعجز عن تلبيته بمعايير السوق وقتها وأن تجميد خطط ومشاريع التنمية كان الثمن الذى قدمته المملكة تلبية لنداء السلاح المصري. وعملا بوصية الملك عبد العزيز أل سعود لأبنائه " مصر قوية أنتم أقوياء، مصر ضعيفة أنتم ضعفاء". وقال أن الملك فيصل رفض ان يطلق إسمه على أحد أحياء مدينة السويس تلبية لرغبة شعبية مصرية فى ذلك الوقت، وأنه فضل أن يتكفل ببناء حي سكنى من ماله الخاص بتكلفة 5 ملايين دولار ولم يكتب له زيارته وإفتتاحه لكن الملك خالد رحمه الله إستكمل البناء وحضر الإفتتاح مع الرئيس السادات.