القدس المحتلة: شنت حركة التحرير الفلسطينية "فتح" هجوما عنيفا على الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في أعقاب انتقاده السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية متهمة إياه ب "استخدام الدين لتحقيق مآرب سلطوية سياسية" وتعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي. ونقلت صحيفة "فلسطين" عن المتحدث باسم الحركة أحمد عساف قوله: "إن تصريحات القرضاوي الأخيرة بشأن منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية تأتي بالتزامن مع الحملة الإسرائيلية المنظمة ضد الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير، واستهدافا للعمل الوطني الفلسطيني والقومي العربي المشترك"، على حد تعبيره. وقال عساف: "إن هجوم القرضاوي والمتحدثين معه في ندوته الشهرية، تعبر عن طبيعة العداء الذي يكنه القرضاوي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، للوطنية الفلسطينية وللعروبة، وعن ضيق أفق عقائدي وروحي وسياسي". وأضاف المتحدث باسم "فتح" إن تصريحات القرضاوي ومواقفه "تهدف لتفرقة صفوف المسلمين والعرب، وتعزز الانقسام الفلسطيني وتكرسه لمصالح فئوية حزبية تصب في خانة التيار الذي يسعى القرضاوي إلى تنصيبه ليكون صاحب القرار المتفرد بمصير الأمة". وأضاف: "إن مغالطات القرضاوي التي ساقها بحق منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس في الندوة الشهرية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تؤكد أن القرضاوي يستخدم القدس والإسلام في عملية تمويه على مآرب ذاتية". وتابع المتحدث: "إن أعداء فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وقواها الوطنية المناضلة هم الذين سيسقطون في الهاوية نتيجة اندفاعهم اللامحسوب في الهجوم على المشروع الوطني". وطالب عساف الشيخ القرضاوي "بالعودة إلى التعقل والدعوة الصالحة التي يتميز بها علماء الأمة الحقيقيون، ليكون عامل وحدة للأمة وللشعب الفلسطيني بدلاً من دور التقسيم الذي يلعبه الآن تحت يافطات مقدسة ومستترا بعباءة الدين"، على حد تعبيره. وكان القرضاوي قد قال في ندوة شهرين للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاثنين في الدوحة: "إن منظمة التحرير الفلسطينية ذهبت إلى التهلكة ولا يمكن الحديث عن وجود سلطة فلسطينية تحت الاحتلال"، مؤكدا على ضرورة "العودة إلى المقاومة ضد المحتل". وأكد القرضاوي على إن الأمة الإسلامية مطالبة بتحرير نفسها لتتمكن من تحرير أرض فلسطين المغتصبة. مشددا على "أهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه من امتلاك وسائل مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل ما أوتي من قوة". وأضاف: "إن أمورنا تتجه من الأسوأ إلى الأشد سوءا"، متسائلا: "ماذا بقي من التسوية؟ ماذا عن الاستيطان الذي لم يستطع أوباما أن يوقفه، وذهب الفلسطينيون بدون شرط والآن توجد 13 ألف وحدة سكنية في الضفة الغربية ووحدات استيطانية حول القدس التي باتت مهددة فعلا". وقال: إن "ضعف الأمة الإسلامية أفادهم وأنه لا يمكن تحرير الأرض إلا بالجهاد وللأسف كلمة الجهاد أصبحت مستبعدة"، مطالبا بضرورة تصحيح عقل الأمة من المفاهيم الخاطئة. وأشار إلى أن مشاريع التسوية منذ أن بدأت بالمعاهدة المصرية واتفاق أوسلو لم تزرع اليهود فقط ولكن اقتلعت كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين عبر نشر عمليات التهويد وتغيير الملامح الرئيسية لهذه المنطقة ، مشيرا إلى أن كل هذا جاء بسبب الموقف الفلسطيني الرسمي برئاسة محمود عباس، معربا . وأكد أن التنسيق الأمنى بين السلطة و إسرائيل أخطر من الانقسام، وقال: "إن فلسطين ليست ملكا للفلسطينيين أو لفئة منها تتصرف فيها كما تشاء بل لكل الأمة العربية والإسلامية". وأضاف: "ان الإسرائيليين لا يستطيعون الدخول في اشتباك مع المقاومة الفلسطينية وهم يخافون من نتائج الحرب لأن وضعهم سيتدهور تدهورا كبيرا. وأكد أن نقطة الضعف لا تكمن في الانقسام الفلسطيني، بل في الاتفاق الأمني الذي يسود في الضفة الغربية".