لهنّ - تدور فى أذهاننا الهواجس والأفكار التي تجعلنا أحياناً مترددين وفي حيرة تجاه اتخاذ قرار ما ، ولكن عندما يزيد الأمر عن حده يتحول إلى "وسواس" يختلف درجته من شخص لآخر ، ويصل أحياناً إلي صورة مرضية مقلقة. والوسواس كما يعرفه أطباء علم النفس هو نوع من التفكير اللامعقول واللا مفيد ، ويختلف الوسواس من شخص لآخر ويقاس بمدي قوته وملازمته للفرد وارتباطه به.
ويعاني مريض الوسواس القهري من تكرار "هواجس" وسواسية ملحّة تظهر عادةً على هيئة مخاوف وقلق وشكوك أو صور مزعجة تستحوذ على عقل المصاب وتسبّب له الانزعاج والتوتر الشديدين، وتقوده نحو القيام بأفعال بشكل قهري ومتكرّر.
يصيب الوسواس القهري الأعمار كافّة، كما يوضح الدكتور شريف الأسلمي استشاري الأمراض النفسية والعصبية في حديثه مع مجلة "سيدتي"، علماً أنّه يبدأ عادةً في سن مبكرة أثناء مرحلة الطفولة، وتزداد الاضطرابات السلوكية الناتجة عن هذا المرض مع التقدّم في العمر، وخصوصاً في العقد الثالث من العمر.
ويقسم الأطباء مرض الوسواس القهري إلى شقّين أساسيين يحدثان في صورة متلازمة وخارجة عن سيطرة المريض، هما:
الهواجس أو الأفكار الوسواسية
تشمل مجموعة من الأفكار السلبية التي ينتج عنها شعور بالتوتر وعدم الارتياح، كالخوف المبالغ فيه من فقدان عزيز أو إصابته بمكروه، الشك في عدم اتّخاذ احتياطات الأمان الواجبة سواء في المنزل أو العمل، الحاجة الملحّة إلى بقاء الأشياء التي تحوط المريض في شكل مستقيم ومرتّب، الخوف الشديد من انتقال العدوى والجراثيم.
ويكتشف المريض أحياناً طبيعة مرضه من تلقاء نفسه، فيجد أن هذه الأفكار المستحوذة على عقله لا جدوى منها وأنها تستهلك الكثير من وقته ومجهوده بلا فائدة، إلا أنه لا يمكنه التخلّي عن هذه الهواجس بدون القيام بسلوك قهري مراراً وتكراراً، ما يجعله يبدو بصورة غير طبيعية أو مبالغ فيها كقيام المريض بالتأكد من نظافة يديه وتعقيمها بمجرّد لمس الأشياء المحيطة من حوله خوفاً من حدوث عدوى ما!
الأفعال القهرية
يقوم المريض بأفعال متكرّرة بهدف التخلّص من مخاوفه وبلوغ الراحة النفسية، وذلك من خلال التأكيد الزائد على زوال سبب التوتر كإحكام الموقد عدة مرات وإغلاق مفاتيح الكهرباء وإغلاق محرك السيارة. وغالباً ما يصاحب هذه الأفعال الإلزامية اعتراف من المريض بأن هذا التكرار في التصرفات يكون غير منطقي ولا معقول، إلا أنّه لا يمتلك إلا أن يقوم بها في محاولة للتخلّص من قلقه.
أسباب مجهولة!
يرى العلماء أن السبب المؤكّد لاضطرابات الوسواس القهري ما يزال مجهولاً حتى اليوم، وإن كانت هناك بعض الاحتمالات المتّفق عليها، أبرزها:
1- عدم توازن نسبة الناقلات الكيميائية ونقص نسبة "السيروتونين" بالمخ .
2- العامل الوراثي: يلاحظ الخبراء أن اضطرابات الوسواس القهري تنتقل عبر العائلات بشكل واضح، حيث أن نسبة كبيرة من المصابين لديهم أفراد في عائلتهم يعانون من نفس المرض أو من اضطربات القلق الأخرى. ولذا، يعتقد الأطباء أن هذا الخلل قد يكون محمولاً على جينات الشخص المصاب، ويمكن أن يورثه إلى أحد أفراد عائلته ما يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
3- يربط بعض الدراسات بين حدوث إصابة بالدماغ كحادثة ما أو عدوى وبين الإصابة بمرض الوسواس القهري، ولكن لم يتم التأكد من نتائجها علمياً حتى اليوم.
تجنب المصافحة!
ثمة أعراض عدّة تظهر في تصرفات وأفعال المصاب اليوميّة، أبرزها:
- صور الهواجس (الأفكار الوسواسية) والتي عادة ما تسيطر على عقل المريض عند انشغاله بتفكير ما أو أثناء قيامه بشيء آخر، ك:
- الغسل المتكرّر للأيدي لدرجة قد تصل إلى التهاب الجلد خوفاً من الجراثيم.
- الرغبة في إبقاء الأشياء من حوله في شكل مرتّب ومنظّم، ما يولّد التوتر الشديد عندما تكون الأشياء غير منظّمة بشكل مستقيم أو متناظر.
- تجنّب المصافحة والخوف من لمس الأشياء المحيطة.
- الخوف من التسبّب في إيذاء شخص أثناء السير أو قيادة السيارة.
- صلع في بعض مواضع الرأس بسبب سحب الشعر لا شعورياً.
- تجميع أشياء لا فائدة منها لاعتقاده بأنها قد تكون ذا فائدة في المستقبل.
- ميل إلى العنف أو العدوانية بسبب الخوف الشديد من تعرّض أشخاص مقرّبين للإيذاء.
كثير من الشك!
هناك مجموعة من السلوكيات القهرية التي يقوم بها المريض للحد من التوتر الناتج عن الهواجس، مثل:
- أفعال النظافة المتكرّرة بحجة عدم الاقتناع الكامل بنظافتها (كتكرار غسل أدوات المائدة).
- الشك في أداء العبادات على الوجه الأكمل وإعادتها مرّات عدّة.
- قيام المريض بعمليات عقلية لا إرادية مثل عدّ الأرقام في صمت، بدون مبرّر لذلك.
- الاحتفاظ بالأشياء الخاصّة في نفس المكان وبنفس الطريقة يومياً بدون رغبة في التغيير بهدف إحساس المريض بالراحة النفسية الناتجة عن أفعاله، كقيامه بترتيب ملابسه في نفس المكان والطريقة من حيث الألوان والأحجام بشكل يومي ومنظّم.
تخلصي منه
هذه نصائح استعيني بها للتخلص من الوسواس القهري
1- تركه وراء ظهرك وعدم التفكير فيه وهذا هو العلاج الفتاك والأكيد للوساوس وهذا وحده كعلاج يكفى. 2- عدم الانغلاق والوحدة لان هذا يزيد الوسواس بشكل كبير جدا. 3- ممارسه النشاط الرياضي. 4- ممارسه النشاط الذهنى وشغل العقل دائما واياك والفراغ فالوسواس ينتظر الفراغ لانه مسكنه الوحيد فما ان وجد الفراغ سكن الوسواس مكانه.