أكد الكاتب البيروفي ماريو بارجاس يوسا علي أهمية الدفاع بكل قوة عن وجود الكتاب في مواجهة الهجمة الشرسة للأجهزة والانترنت، وأعرب عن ثقته في محافظة الكتاب في نسخته المطبوعة علي بقاءه وأنه سوف يستمر ولن يختفي. وأوضح بارجاس في تصريحات لصحيفة "التييمبو" الكولومبية أن الخطر الذي يهدد الكتاب المطبوع يتمثل في زحف الانترنت، موضحا أنه ليس ضد استخدام التكنولوجيا الحديثة أو التعامل مع ثورة الانترنت، ولكن اذا أصبح الوسيلة الوحيدة لقراءة فهي صورة تفتقر للعمق، وتتسم بالسطحية. ويعتبر الروائي البيرواني أحد أهم كتاب أمريكا اللاتينية، ومنحته رواية "المدينة والكلاب" عام 1963 شهرة واسعة، ليتوج طوال مسيرته بالعديد من الأوسمة والجوائز منها "رومولو جاييجو" و"ثربانتس" وجائزة "أمير أستورياس" وجائزة "بلانيتا"، الي جانب ترشحه في أكثر من مناسبة لجائزة نوبل. وارتبط ماريو بارجاس يوسا بعلاقة وثيقة بالروائي الكولومبي الشهير جابريل جارثيا ماركيز، وكان لتلك العلاقة أثرها الواضح علي الأدب اللاتيني، وكان إرتباطهما محور الدراسة التي اعدها كل من الأكاديميين أنخل إستيبان وآنا جايجو في كتابهما "من جابو إلى ماريو" الذي يتعرض لظاهرة "البووم" التي منحت صيتا واسعا للأدب المكتوب بالإسبانية لم يشهد له مثيلا منذ انتهاء العصر الذهبي. وأوضح الباحثان بحسب موقع "ميدل ايست" أن ماركيز ويوسا صارا صديقين منذ لقائها للمرة الأولى عام 1967، كانت هناك كيمياء بينهما منذ البداية، كان هذان الاثنان هم الرواد الفعليين لظاهرة البووم، وكانت بينهما الكثير من الأمور المشتركة، كما ظل مسار حياتهما الشخصية ومشوارهما الأدبي يسيران في خطين متوازيين لفترة زمنية طويلة. وأشار "من جابو الي ماريو" إلى الواقعة الشهيرة التي فرقت بين ماركيز ويوسا والتي قام فيها الأخير بتوجيه لكمة قوية لماركيز طرحته أرضا وتركت كدمة واضحة في عينه.