القدس المحتلة : نددت منظمة التحرير الفلسطينية الاربعاء بتصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان التي قال فيها "ان التوصل لاتفاق سياسي مع الفلسطينيين يحتاج الى عقد من الزمن على الاقل"، مشيرة إلى ان تصريحات ليبرمان تكشف " عملية خداع " حكومة بنيامين نتنياهو التي تدعي رغبتها في السلام. ونقلت وكالة الانباء الكويتية "كونا" عن المنظمة على لسان رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات قولها: "ان هذه التصريحات تكشف بوضوح تام وبالفعل حقيقة النوايا الإسرائيلية بشأن المفاوضات وحقيقة البرنامج السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو". وتابع عريقات: "ان ليبرمان كان قد اعتبر قبل ايام ان السلطة الفلسطينية غير شرعية وان الاستيطان اهم من السلام قبل ان يعلن امس ان المفاوضات معنا تحتاج الى عشر سنوات على الاقل". مضيفا: "أن تصريحاته تذكرنا بما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحاق شامير في مؤتمر مدريد للسلام عندما اعلن ان عملية السلام مع الفلسطينيين تحتاج الى عشرين عاما". في اشارة إلى مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الاوسط في 30 اكتوبر 1991 بالعاصمة الاسبانية برعاية الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي وهو المؤتمر الذي دفع الجانب الفلسطين والاسرائيلي الى توقيع اتفاق اوسلو. ورأى عريقات: "ان التوصل الى سلام ليس بحاجة سوى الى اسابيع قليلة"، مشيرا الى "ان هؤلاء يقولون بصراحة تامة انه لا مجال للسلام وهم يؤكدون ان الاحتلال مستمر وكذلك الاستيطان والحصار وجرائم الحرب". ونبه عريقات الى ان "ما يصدر عن المسئولين في اسرائيل يجب ان يفتح عيون حليفها الاساسي وهي الولاياتالمتحدة وكذلك دول الاتحاد الاوربي وروسيا ويدعوها للقول بصوت مرتفع انه آن الاوان لطرح خطة سلام لحل قضية الشرق الاوسط". وشدد على اهمية ان تلزم خطة السلام هذه اسرائيل بالانسحاب الى خطوط الرابع من يونيو 1967 وتؤكد اعترافها بدولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية على هذه الحدود. واكد ضرورة تحديد هذه الخطة لمعالم وحدود الحل لكافة قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين والتي يتوجب حلها وفق قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة. وعبر عريقات عن الامل "في ان تبادر دول الاتحاد الاوربي على الفور بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية" مشددا على ان "املنا كبير في ان تخطو اوربا لتحقيق هذا الخطوة العملاقة المطلوبة منها". وكان وزير الخارجية الاسرائيلي ورئيس حزب "اسرائيل بيتا" المتشدد اعتبر في تصريحات له الثلاثاء ان التوصل الى "اتفاق سياسي اسرائيلي - فلسطيني يحتاج عقدا من الزمن على الاقل واعتقد ان لدينا تعاونا اقتصاديا وامنيا جيدا وعلينا مواصلة التعاون على هذين المستويين". واضاف: "ارى انه من المستحيل تسريع العملية السياسية بصورة اصطناعية وينبغي التقدم خطوة خطوة" قبل ان يؤكد "ان ما نحتاجه حاليا هو اتفاق انتقالي طويل مع الفلسطينيين في حين ان مفاوضات السلام متوقفة منذ اشهر". وشدد عريقات على "ان هذه التصريحات تؤكد ان برنامج حكومة نتنياهو لا زال هو الاحتلال والاستيطان والاغتيالات والاعتقالات وجرائم الحرب والحصار الظالم على قطاع غزة ، مشيرا الى ان "رد العالم الطبيعي يجب ان يكون بالاعتراف بدولة فلسطين". ورأى ان ليبرمان كشف بما قال عن "عملية الخداع" التي جاءت بدعوة نتنياهو قبل ايام لرئيس السلطة محمود عباس للدخول في مفاوضات معه تستمر شهرين وحتى يخرج الدخان الابيض". واعتبر "ان حديث نتنياهو يأتي في اطار العلاقات العامة واللف والدوران وللقول للرأي العام الاسرائيلي والعالمي انه ليس مسئولا عن انهيار عملية السلام وانما عباس". واشار الى ما قاله نتيناهو "بأنه كان مستعدا لوقف الاستيطان قبل ان تتراجع الولاياتالمتحدة عن هذا الطلب جاء في محاولة اخرى منه لتبرئة نفسه من الاتهام بوقف عملية السلام". وطالب عريقات الادارة الامريكية بأن تجيب على نتنياهو بشأن هذا الموقف مشددا على انه في نهاية المطاف فان وقف الاستيطان ليس طلبا امريكيا او شرطا فلسطينيا وانما هو التزام نصت عليه المرحلة الاولى من خطة خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية للسلام. وكانت الولاياتالمتحدة قد اقرت في السابع من ديسمبر/كانون الاول الماضي بفشل جهودها في اقناع اسرائيل بتجديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة وفي القدسالشرقية كما يطالب الفلسطينيون لاستئناف مفاوضات السلام .