إنطلاق ملتقي الآثار الإسلامية مندداً بالممارسات الإسرائيل.. ومؤتمر عربي قريباً تغطية هبة رجاء الدين الملتقى العلمى السادس للاثريين لم يعرض الملتقي العلمي للآثريين في الآثار الإسلامية والقبطية والذي إنطلق أمس, ثمار مجهودات الآثريين البحثية والتنقيبة فقط, وإنما تجلت هموم أخري لم يستطع الحضور تجاهلها, بل وفرضت نفسها علي الحديث بين الحين والأخر, حيث أنها ما يشغل بال الجميع هذه الأيام, وهو الحديث عن التعديات الإسرائيلية على الآثار الإسلامية في كل مكان, وتهويد كل ما هو عربي, ساهم فيه عدم قدرتنا كعرب علي تعريف العالم الأخر بأثارنا, ليذهب الصهاينة وينسبوها إليهم. إفتتح الملتقي, والذي يستمر ليومين, الأستاذ فرج فضة رئيس قطاع الآثار الإسلامية, بكلمة رحب خلالها بالحضور, مشيداً بأهمية هذه الفرصة للتلاقي بين الآثريين, أعقب ذلك كلمة للأمين العام للمجلس الأعلي للآثار, تحدث خلالها عن الإهتمام بالآثريين وبالعاملين بمجال الآثار, من حيث وضع نظام تأمين صحي جديد, كما كرم عدد من العامين بالآثار واللذين أُحيلوا للتقاعد, وعن الآثار الإسلامية وفي سبيل الإهتمام بها أكد حواس أنه سيقوم بعمل معارض خارجية لها مثل الآثار الفرعونية, في الطريق إلي مزيد من الإهتمام بها . تعريف العالم بأثارنا إنتهز الحضور كل فرصة أتتهم للحوار والمناقشة ليطرحوا قضية تهويد الآثار الإسلامية على طاولة النقاش, مستائين من قيام إسرائيل بسرقة كل ما هو ليس لها, يساعدها في ذلك إمتلاكها للوسائل الترويجية التي تجيد إستخدمها لإقناع العالم بحقها فى هذه السرقات, في الوقت الذي نقف نحن متفرجين داخل هذه الحرب. وضرب الآثريين مثل علي هذا بأن ما يقومون به من أبحاث وما يتوصولون إليه من إكتشافات آثرية تظل حكراً علي الحدود المحلية, ولا تستطيع النفاذ للعالم الخارجي عن طريق ترجمتها للغات هذا العالم, منددين أيضاً بعدم الوعي الآثري المحلي بقيمة هذه الآثار, والقيام بكل ما من شانه إهانة هذه الآثار وإلحاق الضرر بها مطالبين بأن يقدم التليفزيون المصري مادة توعوية بهذه الآثار كل فترة. ورداً علي إستياء الباحثيين من أن أبحاثهم وإكتشافتهم تظل حبيسة النطاق العربي دون علم الآخر بها, أعلن د. احمد الزيات المستشار الآثري للأمين العام للمجلس الأعلي للآثار الإسلامية والقبطية, أن المجلس علي إستعداد لنشر هذه الأبحاث باللغة الأجنبية. جانب من الملتقي داعياً كل من يستطع أن يكتب بكل اللغات أن يتقدم بها وأن المجلس علي إستعداد لنشرها مادامت موثقة, مشيراً إلي أن المجلس بصدد إصدار كتاب يجمع كل الأبحاث والإكتشافات التي تم عرضها بالملتقيات من الأول للسادس. وفي سيبل التوعيه بالآثار الإسلامية وحمايتها من التعدي عليها من قبل الأيدي الإسرائيلية والتي تنسبها لها, كشف د. الزيات أن هناك مشروع كتاب لكل آثر إسلامي في مصر, يوضع به كل ما كتب عن هذا الآثر , وكل ما يخصه وما آل إليه, وستكون هذه الكتب بأسعر زهيدة جدا لتكون فى متناول الجميع. مؤتمر عربي لتنديد بممارسات إسرائيل وعن ماحدث مؤخراً من سطو إسرائيل علي المقدسات الفلسطنية, تقدم أحد الآثريين بدعوة المجلس بأن يتخذ موقف رسمي مندد بهذا بأن يتم تنظيم وقفة إحتجاجية أمام المجلس تندد بهذا, قائلاً : " هذا أقل ما يمكن ان نفعله". زاهى حواس ورداً علي هذا كشف الزيات أن حواس بصدد القيام بدعوة رؤساء هيئات الآثار في العالم العربي كله, لعقد مؤتمر عالمي للتنديد بما يحدث بالقدس, من خلال تقدمه بطلب لوزارة الخارجية المصرية للدعوة لعقد هذا المؤتمر, مثلما حدث سابقاً عندما دعى المجلس لعقد مثل هذا المؤتمر منذ سنوات وخرج بتوصيات تستنكر ما تقوم به إسرائيل, وأنها أرسلت لمنظمة اليونسكو المهتمة بهذا التراث. آثار إسلامية ومدلولات تاريخية وعن الأوراق التي قدمها الباحثيين الآثريين بهذا الملتقي فاكنت عديد, تنوعت ما بين الحديث عن آثار إسلامية والتعريف بها وما بين الإكتشافات الاثرية الحديثة, بالاضافة إلي القاء الضوء علي أعمال التطوير للعديد من الآثار. بدء الملتقي بمحاضرة أثارت قضية هامة للباحث الأثرى عبد الرحيم ريحان مدير منطقة آثار نويبع وأمين لجنة الإعلام بالاتحاد العام للآثاريين العرب, حيث طرح مشروعاً قومياً لتعمير سيناء من خلال استغلال الطرق التاريخية وإحيائها, حيث قدم مشروعاً قومياً وهو أن تصبح الآثار مادة للتنمية من خلال الاستغلال الأمثل للطرق التاريخية بسيناء. رنك السلطان الغورى في طريق الحج الاسلامي وأوضح ريحان أن هناك عدة طرق حربية - تجارية - دينية تخترق سيناء من الشرق للغرب, وهذه الطرق حسب التسلسل التاريخى طريق سيتى الأول الشهير بطريق حورس ، طريق خروج بنى إسرائيل ، طريق العرب الأنباط ، الطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء (درب الشعوى) ، طريق الحج المسيحى ويشمل طريق العائلة المقدسة ، درب الحج المصرى القديم إلى مكةالمكرمة , حيث تحوى هذه الطرق كل مقومات السياحة بسيناء من سياحة ثقافية. أيضاً قدم رفعت الطاهر مدير عام آثار القنطرة, محاضرة بعنون " طريق الحج المسحي وطريق العائلة المقدسة في سيناء, أكد فيها أن سيناء تنتشر بها المواقع الآثرية التي سارت بها العائلة المقدية إلي مصر, والتي صارت محل زيارات الحجاج من أنحاء العالم المسيحي كله, كما تعج سيناء بالعديد من التلال الأثرية علي تلك الطرق وبها بقايا وأطلال الأديرة والكنائس , قائلاً : " وجدنا أثناء الحفائر تنوعاً في مخططات الأديرة والكنائس , ووجدنا في الطرق الآبار والعيون التي أعانت علي وجود تجمعات بنائية خاصة بالسكن والتعبد في طرق سيناء شمالاً وجنوباً ووسطاً. جانب من الملتقي ومن جانبه قام د. محمود رمضان مفتش آثار بالقلعة ومنتدب خبير آثار بقطر, من خلال محاضرته بإلقاء الضوء علي إسترتيجية التحصين والدفاع علي الثغور المصرية, وما يخصها من طوابي, عارضاً في نفس الوقت هذه الإسترتيجية في البلدان العربية ككقطر والإمارات. كان هناك ايضاً عددي من المحاضرات كان منها ما عرضه أسامة محمد الصالح مفتش آثار بجنوب سيناء, في محاضرته من حفائر مساكن حلمي الأول موسم 2008/2009م. ومن الأسكندرية كان هناك محاضرتين واحدة عن ميدان القناصل "المنشية" ما بين اليوم وأمس للأثري محمد سليمان مفتش أثار بالإسكندرية, ومحاضرة أخري للآثرية سماح سعد الدين أحمد مفتشة آثار بالأسكندرية, والتي عرضت من خلالها لميدان المساجد بالإسكندرية, ساردة تاريخ كل مسجد من هذه المساجد.