خطف الأجانب بأسوان.. توقيت قاتل لاستهداف السياحة في مصر محيط – زينب مكي تأتي عملية اختطاف 11 سائحا أجنبيا في جنوب مصر والذي يعد أول حادث يصيب القطاع السياحي المصري منذ أعوام في الوقت الذي شهدت فيه حركة السياحة نشاطا ملحوظا خلال الربع الأول من العام الحالي حيث ارتفعت إيرادات هذا القطاع بنسبة 39% لتصل إلى نحو 2.64 مليار دولار مقابل الفترة نفسها من عام 2007. غير أن هناك ضغوطا خارجية تواجه ذلك القطاع الحيوي بالنسبة للاقتصاد المصري خاصة وأن إسرائيل قد أطلقت عدة تحذيرات طالبت فيها السائحين الإسرائيليين في سيناء بمغادرتها وذلك بذريعة أن هناك تهديدات باحتمال اختطافهم مستهدفة بذلك ضرب حركة السياحة بسيناء التي بدأت تحقق انتعاشا بعد فترة ركود بسبب تفجيرات سيناء التي وقعت بين عامي 2004 و2006. واستبعدت مصادر أمنية في مصر وجود شبهة عمل إرهابي في حادثة إختتاف مجموعة من السياح الأجانب في مدينة "أسوان" بأقصى جنوبي البلاد اليوم ، بعد أن ذكر التلفزيون المصري بأن الخاطفين ينتمون على الأرجح إلى عصابة تتفاوض الآن تقدمت بعرض لإطلاق سراح المختطفين مقابل فدية. وتضم المجموعة المختطفة قرابة 11 سائحاً من بينهم خمسة من الإيطاليين، وخمسة من الألمان ورومانيا واحد وأربعة مصريين ،اثنين من المرشدين السياحيين المصريين، وعنصر من حرس الحدود المصري، إلى جانب مالك الشركة السياحية المنظمة للرحلة. وتحتل مصر المرتبة 58 عالمياً من بين 124 دولة في مؤشر تنافسية السياحة، حيث بلغ عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال العام الماضي 2007 حوالي 8.6 ملايين سائح منهم 1.7 مليون سائح من منطقة الشرق الأوسط بنسبة 20% من مجمل عدد السائحين. كما شهدت مصر حركة سياحة نشطة خلال الربع الأول من العام الحالي حيث ارتفعت إيرادات هذا القطاع بنسبة 39% إلى 2.64 مليار دولار مقابل الفترة نفسها من عام 2007. وكان وزير السياحة المصري زهير جرانة قد أعلن أن وزارة السياحة وضعت خطة لزيادة عدد السائحين ومن ضمنها وجود تسع قوافل سياحية تجوب دول المنطقة من اجل الترويج للموسم السياحي في مصر, موضحا أن السائحين الذين زاورا مصر قضوا حوالي 85 مليون ليلة سياحية بمعدل 9.9 ليلة للسائح الواحد وهى نسبة عالية جدا بالمقارنة بالدول السياحية في المنطقة. ولفت جرانة إلى أن مصر عدلت من العديد من القوانين التي تحذب السائحين ومنها قوانين الجمارك والضرائب وتملك الأجانب للأراضي والمنازل، ألا أن هذه النسب قد تراجعت بعد أن أكد مسئولون وبرلمانيون وأصحاب مخيمات سياحية بسيناء أن التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة التي أطلقتها تل أبيب و طالبت فيها الإسرائيليين الماكثين في سيناء مغادرتها بذريعة أن هناك تهديدات باحتمال اختطاف إسرائيليين تستهدف ضرب حركة السياحة بسيناء والتي بدأت تحقق انتعاشا بعد فترة ركود بسبب تفجيرات سيناء التي وقعت بين عامي 2004 و2006. مصر والسياحة تعتبر السياحة من أهم مصادر الدخل القومي في مصر، حيث تتميز مصر بوفرة في المزارات السياحية على اختلاف أنواعها، بسبب وفرة المعابد و الآثار الفرعونية ، كما تتوفر البنية التحتية السياحية والتي تشمل فنادق الخمس نجوم والقرى السياحية و شركات السياحة و مكاتب الطيران ، و يعتبر التكدس السياحي بشكل عام في القاهرة ومحافظة البحر الأحمر ، الغردقة و سيناء و خصوصاً جنوبسيناء في شرم الشيخ ودهب و نويبع حيث الرياضات كرياضة الغطس التي تجذب السياح من شتي أنحاء العالم وعلى الأخص من ألمانيا و إيطاليا من محبي هذا النوع من الرياضات. وأظهرت إحصاءات للبنك الدولي أن السياحة في مصر شكلت نحو 6.5% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2007، حيث ويستوعب هذا القطاع النشط حاليا حوالي 13% من القوى العاملة في البلاد مع إحصاءات تدل على أن كل مليون سائح إضافي يوفرون 200 ألف فرصة عمل جديدة. ويشكل السياح القادمون من روسيا النسبة الأكبر من القادمين إلى البلاد وبلغ عددهم 1.5 مليون في العام الماضي متفوقين على عدد السياح البريطانيين. وعلى المستوى العربي تعتبر المملكة العربية السعودية أكبر سوق للسيحة المصرية تليها دولة الكويت. هجمات استهدفت السياحة وكان من النادر في السنوات الأخيرة أن تقع هجمات تستهدف سائحين في وادي النيل لكن وقعت سلسلة من التفجيرات استهدفت سائحين في منتجعات بشبه جزيرة سيناء بين عامي 2004 و2006 ،ففي 24 أبريل 2006 وقعت سلسلة إنفجارات بمنتجع دهب على ساحل البحر الأحمر وقد أسفر ذلك عن مقتل 23 شخصا وإصابة عشرات آخرين. وفي 23 يوليو 2005، قتل 60 شخصا على الأقل في سلسلة انفجارات استهدفت منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر. وفي 30 ابريل 2005، قتل شخص واحد وجرح ثمانية آخرين في انفجار قرب المتحف المصري بالقاهرة. وفي 7 ابريل 2005 وقع انفجار في قلب المدينة القديمة بالقاهرة ما أودى بحياة فرنسيين وأمريكي بالإضافة إلى منفذ الهجوم. وفي 7 أكتوبر 2004، لقي 34 شخصا حتفهم وجرح 10 آخرون في ثلاثة انفجارات استهدفت فندق هيلتون طابا ومنتجعين سياحيين آخرين في سيناء.
