رام الله: اكدت مصادر مطلعة في حركة فتح بأن الحركة تواجه ازمة في اختيار مرشح عنها لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة للسلطة الفلسطينية، في ظل اصرار الرئيس محمود عباس على عدم الترشح مرة اخرى. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن مصادر ، لم تسمها، ان الحركة تعاني من عدم وجود شخصية متوافق عليها داخل الحركة او تحظى بشبه اجماع داخل صفوف الحركة لترشيحه لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة. وكان عباس اعلن في اكثر من مناسبة خلال الاشهر الماضية بأنه لن يرشح نفسه مرة اخرى لرئاسة السلطة وطالب عقب توقيع اتفاق المصالحة مع "حماس" الاطر القيادية في الحركة بالشروع بالبحث عن مرشح للحركة لخوض الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد عام وفق اتفاق المصالحة. ومن جهته، اكد حاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري لحركة فتح بان عباس اعاد التأكيد بانه لن يرشح نفسه مرة اخرى بأية انتخابات قادمة، في حين اوصى المجلس اللجنة المركزية بالشروع فورا بالبحث عن مرشح للحركة لخوض الانتخابات الرئاسية الفلسطينية اذا جرت على حد قوله. واضاف عبد القادر قائلا لصحيفة "القدس العربي" هناك مطالبة من كوادر فتح والمجلس الثوري للجنة المركزية بأخذ عدم ترشح ابو مازن بعين الاعتبار والبحث من الآن عن خيارات الحركة للانتخابات الرئاسية القادمة. وتابع عبد القادر "من الصعب جدا ان تختار حركة فتح مرشحها للرئاسة، لانه لا يوجد بصراحة بديل حتى الان للرئيس ابو مازن بين قيادة الحركة"، مضيفا "الخيارات ضيقة، ضيقة جدا في الوضع الراهن"، مشيرا الى ان الحركة ستجد صعوبة في اختيار مرشحها للانتخابات الرئاسية القادمة اذا جرت كون لا توجد شخصية بارزة في الحركة قد تلقى قبولا واسعا في صفوف الحركة. واستبعد اجراء انتخابات رئاسية خلال العام القادم لان عدم ترشيح ابو مازن للرئاسة يعني بانه الدخول في انتفاضة جديدة او حل السلطة اذا ما كان هناك انسداد في الافق السياسي. وشدد عبد القادر ان انسداد الافق السياسي في ظل الرفض الاسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني قد يؤدي الى حل السلطة والتحول للمقاومة مما قد يقود لان يكون عباس آخر رئيس للسلطة الفلسطينية، مضيفا نحن وصلنا الى طريق مسدود مع الاسرائيليين ووصلنا الى طريق مسدود في اتفاق اوسلو، وبالتالي يجب علينا ان نعيد البحث عن خيارات اخرى من اجل استرداد حقوق الشعب الفلسطيني". واشار عبد القادر الي اهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للامم المتحدة،موضحا "لكن هذا الاعتراف، لن يستطيع المجتمع الدولي تجسيده على ارض الواقع، ولن يرسل مجلس الامن قوات من اجل ارغام اسرائيل على الانسحاب من ارض الدولة الفلسطينية، وبالتالي نبقى بنفس الدائرة ولذلك انا اعتقد بانه لن تكون هناك انتخابات رئاسية قادمة للسلطة الفلسطينية". وبشأن اذا ما جرت انتخابات رئاسية وتشريعية للسلطة الفلسطينية بعد عام وفق اتفاق المصالحة مع "حماس" كيف ستحدد "فتح" مرشحها قال عبد القادر "اذا جرت انتخابات بالتأكيد بان مرشح الحركة سيكون من الجيل الشاب، مطالبا الحرس القديم في الحركة باعطاء فرصة للجيل الشاب لتفعيل خيارات اخرى وتوجهات اخرى بالنسبة لمستقبل الشعب الفلسطيني"، مطالبا الرئيس الفلسطيني القادم للسلطة بعدم الالتزام باتفاق اوسلو ،قائلا "اتفاق اوسلو اصبح وراء ظهورنا، ومن العبث الان التقيد بما جاء في اتفاق اوسلو سواء في المجلس التشريعي القادم او الرئاسة الفلسطينية القادمة او في السياسة الفلسطينية بصورة عامة". وذكر عبد القادر قائلا "اذا ما تم انتخاب رئيس للشعب الفلسطيني سواء من حركة فتح او من حماس عليه ان لا يكون ملزما بالاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل ومن حقه ان يطالب بما يطالب به الشعب الفلسطيني بما في ذلك العودة لقرار التقسيم رقم 181، لانه عندما نلجأ الى الشرعية الدولية نلجأ لها بكل مكوناتها وبكل قراراتها وليس لجوء انتقائي، فعلينا ان نتذكر بان قرار 181 هو مهم بالنسبة للقدس ولم يعترف بالقدسالغربية عاصمة لاسرائيل"، مشيرا الى ضرورة عدم نسيان القرار 194 الذي ينص على حق العودة للاجئين الفلسطينيين.