بيروت: صدر مؤخرا عن دار رياض نجيب الريس كتاب "قراءة سياسية لحزب الله" للسياسي فايز قزي، الذي يؤكد من خلاله أن "حزب الله صناعة إيرانية". يطرح الباحث في البداية سؤالا حول: كيف بدأ حزب الله مسيرته في لبنان؟ ويقول : في عام 1979 ظهرت في لبنان "اللجان المساندة للثورة الإسلامية في إيران" التي تواصلت مع إيران وعلى رأسها الولي الفقيه الامام الخميني، وخلال هذا التواصل حصل الاجتياح الاسرائيلي للبنان، فكان هناك سعي لتشكيل إسلامي موحد يتمحور حول نهج الإسلام ومقاومة الاحتلال، مع قيادة شرعية للولي الفقيه . ووفق قراءة جهاد فاضل في صحيفة "القبس" الكويتية تمت صياغة ورقة نهائية حملها تسعة أشخاص من لبنان إلى إيران، وهناك رفعوها إلى الإمام الخميني، فوافق عليها. عندها اكتسبت شرعية تبني الولي الفقيه لها، ومنها تأسس حزب الله، ثم وافقت سوريا حافظ الأسد على مرور الحرس الثوري إلى لبنان، وبدأت التدريبات في منطقة البقاع. وكما يشير الكتاب فإن وجه من وجوه "حزب الله" هو المقاومة المأمور بها من إيران، حيث بدأ التدريب على السلاح في البقاع بإشراف الحرس الثوري الايراني. ويقول الباحث في كتابه أن "حزب الله" اللبناني قاتل مع الإيرانيين ضد العراقيين في حرب الخليج الأولى. ينقل عن السفير الايراني السابق في سوريا علي اكبر محتشمي، وهو الأب الروحي ل"حزب الله" أن الحزب شارك جنباً إلى جنب مع الحرس الثوري الإيراني في الحرب الإيرانية العراقية، وقد اكتسب خبرة قتالية عالية فيها، وبعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 تراجع الخميني عن فكرة إيفاد قوات ضخمة إلى لبنان وسوريا، ونصح بتدريب الشبان الشيعة، وهكذا ولد "حزب الله". ويتحدث الباحث في كتابه عن عدة استحالات تحول بينه وبين القبول بحزب الله، منها قناعاته العلمانية واللبنانية والعروبية والإنسانية ذات المنحنى التقدمي وهذه كلها تدخل في صراع مرير مع حزب الله.