لم يختلف العرب حول تقييم حزب أو تنظيم، كما اختلفوا حول حزب الله، منذ نشأته وارتباطاته ومواقفه الحالية.. وفى كتاب "حزب الله الوجه الآخر" الصادر عن دار الكرمل بعمان.. والذى قام بإعداده الباحث أحمد أبومطر، تكشف دراسات لنحو 27 مفكرا وكاتبا عربيا عن نظرة جديدة لحزب الله تنطلق من كونه حركة سياسية عربية قابلة للنقد، وتفكيك التجربة، وتقييم حزب الله فى ضوء الواقع اللبنانى والعربى.. ويستعرض الكتاب كيفية تطور حزب الله ومرجعيته الإيرانية، من خلال مقابلات أجراها أبومطر مع قيادات شيعية رافضة لتوجهات حزب الله. فيتناول الكاتب اللبنانى حازم صاغية، فصولا من قصة حزب الله، ويروى من وجهة نظره كيف التقى السفير الإيرانى فى دمشق على أكبر محتشمى بالشاب الشيعى المتحمس، الذى سبق له أن انتمى إلى حركة فتح، وتدرب على السلاح بين كوادرها، "عماد مغنية"، ذلك الاسم الذى أصبح مثار رعب للإسرائيليين والغرب، حتى تم الخلاص منه فى صفقة مع سوريا فيما بعد. كانت العملية الأولى لمغنية تفجير مقر المارينز، قرب مطار بيروت عام 1983. ولم يكن وقتها قد أعلن التأسيس الرسمى لحزب الله، حتى جاء شهر فبراير 1985 عندما أذاع السيد صبحى الطفيلى أول أمين عام لحزب الله، بيان الحزب ورسالته إلى العالم، وكان ظاهرا من توجهات الحزب ارتماؤه فى أحضان سوريا وإيران. عندما قام برفع صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ورفع صور الخمينى. أما الروائى السعودى تركى الحمد، فيكتب عن طموحات السيد حسن نصر الله، التى تتجاوز حدود الدولة اللبنانية إلى العالم الإسلامى، باعتباره امتدادا للمشروع الثورى الإيرانى. وهو بذلك يهدف إلى عمل تعبئة سياسية وطائفية، لا تخدم المصلحة اللبنانية، قدر ما يخدم المصالح الإيرانية السورية فى المنطقة. ويستعرض الكتاب مجموعة من الآراء، لشخصيات شيعية لبنانية فى تجربة حزب الله، فيرى السيد محمد على الحسينى الأمين العام للمجلس الإسلامى العربى، أنه لا ينبغى اختزال شيعة لبنان فى حزب الله، الذى اتهمه بتنفيذ أجندة إيرانية معادية للبنانيين، من خلال ارتباطه بولاية الفقيه فى إيران، وتقديمه الولاء والطاعة لها. وأكد أن إيران أصبحت تشكل دولة داخل الدولة، من خلال مؤسساتها التى تنشئها على أراضيه. ويتعرض الكتاب لدور حزب الله فى زعزعة الاستقرار فى المنطقة، ودعم الإرهاب فى العراق، والتحالف مع البعثيين، وأنه يعتبر فى مفهوم العلوم السياسية ميليشيا أكثر منه حزبا سياسيا. فهو يريد الاحتفاظ بسلاحه حتى مع تحرير كامل التراب اللبنانى. يثير الكتاب مجموعة من الأسئلة الجدلية حول مستقبل حزب الله، ودوره فى تصعيد أى صراع مذهبى أو اندلاع حرب طويلة الأمد فى المنطقة الأكثر سخونة فى الشرق الأوسط.