مقديشيو : غادرت مئات العائلات صباح أمس مقديشيو، مع استمرار المواجهات بين المسلحين من جهة والقوات الصومالية والإثيوبية من جهة أخرى، لليوم الثالث على التوالي ، مما أدى إلى سقوط 15 قتيلا . ووفقا لما ورد بجريدة "البيان" الإماراتية ، تسببت موجة العنف الأخيرة في العاصمة الصومالية بحركة نزوح في عدد كبير من الأحياء، وشوهد عدد كبير من المدنيين يستقلون شاحنات وعربات تجرها حمير ومحملة بمحتويات منازلهم . وقال عبد الرحمن نور أحد سكان جنوب العاصمة بينما كان يستعد للمغادرة مع أولاده في سيارته الرباعية الدفع :" لا احد يمكنه تحمل ما يحصل في مقديشيو، أنه عنف مستمر يتسبب بموت بشر كل أسبوع " . وقد اندلعت اشتباكات بالأسلحة ونيران المدفعية اندلعت في مقديشيو أمس الاول السبت، واستمرت بقوة . وقالت وسائل إعلام محلية : " إن 15 قتيلاً على الأقل سقطوا حتى الآن وبينهم ما يصل إلى سبعة جنود إثيوبيين ، وأصيب عشرات المدنيين من جراء الأعيرة النارية والشظايا الطائشة ، وشوهد مئات الأشخاص يخرجون من أحياء علي كامين وحمر جديد في جنوب مقديشيو ". وتوغل المتمردون الإسلاميون والجنود الصوماليون والإثيوبيون داخل الأحياء خلال الموجة الأخيرة من المواجهات، وقتل ستة مدنيين صوماليين على الأقل السبت الماضى، في مقديشيو، في وقت بدأت القوات الإثيوبية عملية تهدف إلى تهدئة العنف في العاصمة الصومالية، بحسب ما ذكر شهود. وقال شاهد عيان : "إن الجنود الإثيوبيين فتحوا النار وقتلوا ثلاثة أشخاص بعد تعرضهم لهجوم قرب ملعب في المدينة ، كما قتل ثلاثة مدنيين آخرين في إطلاق قذائف صاروخية من طراز "ار بي جي" على جنود إثيوبيين كانوا يقومون بدورية في جنوب مقديشيو، وأصيب مدنيون آخرون بجروح ". وتواجه حكومة الصومال الهشة أنشطة مسلحة على غرار ما يحدث في العراق من انفجارات قنابل مزروعة على الطرق واغتيالات وهجمات انتحارية منذ أن أطاحت بمجلس المحاكم الإسلامية المتشدد في يناير بمساعدة دبابات وطائرات إثيوبية . وتأتي المعارك الجديدة مع المسلحين والذين تقول الحكومة أن بينهم متطرفين أجانب على صلة بتنظيم "القاعدة" في الوقت الذي تهدد فيه الخلافات السياسية بين الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء بانقسام في الحكومة الضعيفة. وقال محللون: "إن الخلاف دب بين الرئيس الصومالى عبد الله يوسف وعلي محمد جيدي رئيس الوزراء منذ توليا منصبيهما بنهاية عام 2004، بعد عامين من محادثات السلام في كينيا، لكن نطاق الخلافات اتسع في وقت سابق من هذا العام في الوقت الذي أيد فيه الرجلان شركات مختلفة على أمل استغلال ثروة البلاد النفطية المحتملة ".