الخرطوم: أعلنت قوات من شمال السودان أنها دخلت مدينة أبيي المتنازع عليها مع جنوب السودان ، فيما ادانت الولاياتالمتحدة سيطرة الجيش السوداني على المدينة الحدودية . وكان قتال اندلع في هذه المنطقة الغنية بالنفط، عندما تعرضت قوة تابعة للجيش السوداني لكمين اتهمت الخرطوم الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب بتدبيره، فيما اتهم الجيش الشعبي القوات الحكومية السودانية بأنها هي التي أطلقت النار أولا. ويعتبر الخلاف حول المنطقة الغنية بالنفط عاملا على اشعال حرب جديدة ، كما تأتي هذه الخطوة قبل اسابيع من انفصال الجنوب السوداني عن الشمال رسميا. ومن جانبه ، قال الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان التابع للجنوب فيليب اجوير ان الجيش الحكومي يجري استعدادات منذ بداية العام الحالي للاستيلاء على ابيي. وفي غضون ذلك، كاد جسر مهم يربط منطقة أبيي المتنازع عليها بحدود جنوب السودان يتعرض إلى قصف جوي مباشر، وفق مصادر الأممالمتحدة. وقال مسؤولون محليون إنهم سمعوا أصوات المدفعية شمال مدينة أبيي بعد يوم واحد من تعرض موكب تابع للأمم المتحدة لحفظ السلام للهجوم. وبدورها ، اتهمت الولاياتالمتحدة الحكومة السودانية بانتهاك اتفاقية السلام الشامل مع جنوب السودان والتهديد بتقويض الالتزام بتفادي العودة إلى الحرب. وأصدر البيت الأبيض بياناً الأحد قال فيه إن "الولاياتالمتحدة تدين العمليات الهجومية التي تقوم بها القوات المسلحة السودانية في بلدة أبيي وحولها، والقرار الرئاسي بحل إدارة أبيي". وأضاف "فيما تأسف الولاياتالمتحدة لاعتداء القوات السودانية في 19 أيار/ مايو على موكب للأمم المتحدة... فإن هذا الرد غير مقبول وغير مسؤول". وأردف ان "هذه العمليات التي تقوم بها الحكومة السودانية هي انتهاكات فاضحة لاتفاق السلام الشامل وتهدد بتقويض الالتزام المتبادل بتفادي العودة إلى الحرب". وشدد على أن أمريكا تدعو القوات المسلحة السودانية إلى وقف كل عملياتها الهجومية فوراً في أبيي والانسحاب من هناك. وأوضح أن عدم القيام بذلك قد يشكل انتكاسة في عملية تطبيع العلاقات بين السودان والولاياتالمتحدة ويعيق قدرة المجتمع الدولي على المضي قدماً في معالجة مسائل أساسية بالنسبة إلى مستقبل السودان. ودعا البيان الطرفين إلى تطبيق اتفاقي كادوغلي الموقعين في 13 و17 كانون الثاني/ يناير الماضي بما في ذلك سحب كل القوات غير المسموح بها من أبيي. وذكر البيان أن "الولاياتالمتحدة تدعو الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول إلى الاجتماع فوراً والاتفاق على طريقة العمل لاستعادة الهدوء وإعادة الالتزام بتسوية سياسية تقوم على التفاوض بشأن الوضع المستقبلي لمنطقة أبيي". وحذر مراقبون من أن تصعيد الوضع في أبيي الغنية بالنفط يهدد بإشعال فتيل حرب أهلية جديدة بين الشمال والجنوب. ومن المقرر أن يستقل جنوب السودان عن شماله في شهر يوليو/تموز المقبل بموجب نتائج استفتاء نظم في شهر يناير/كانون الثاني الماضي لكن الخلافات تظل قائمة بسبب تنازع السيادة على منطقة أبيي بين شمال السودان وجنوبه.