بغداد: هدد وزير النقل العراقي هادي العامري يوم الأربعاء بتقديم استقالته في حال تقاعس الحكومة العراقية عن تمويل تشييد ميناء الفاو الكبير، كما لمح بلجوء العراق إلى مجلس الأمن للفصل في شرعية بناء الكويت ميناء «مبارك». ونقلت وكالة أنباء «أصوات العراق» تصريحات العامري التي أطلقها في مؤتمر صحفي عقده في مديرية الموانئ العراقية بمحافظة البصرة، حيث قال: "عدم تنفيذ ميناء الفاو الكبير هو خيانة للعراق وللأجيال القادمة"، مبيناً أنه "سيقدم استقالته إذا لم ينفّذ هذا المشروع". وأشار إلى أن لممر المؤدي إلى ميناء مبارك، كلف العراق أموالاً طائلة، ووجود هذا الميناء في هذا المكان يجعل من الممر جزءاً منه، وبذلك تنتفي فائدة العراق. وأضاف: «إذا أصر الجانب الكويتي على بناء الميناء في هذا الموقع، فان ذلك يجعل العراق في حل من قرار مجلس الأمن المذكور»، لافتاً الى أن «العراق أرسل لجنة للبحث في الموضوع مع الجانب الكويتي وسيتبع كل الطرق الدبلوماسية بما فيها الذهاب إلى مجلس الأمن». وبحسب الوكالة، فإن مصادر ملاحية قد أكدت أن الكويت تعمل على إنشاء ميناء مبارك في جزيرة بوبيان قبالة الموقع الذي سيتم فيه إنشاء ميناء الفاو الكبير في المياه الإقليمية العراقية ، ومن شأن ميناء مبارك الكويتي ، كما يقول الخبراء ان يقطع الطريق على الموانئ العراقية وسيعمل ليكون ميناء بديلا عن ميناء الفاو مما يفقد الأخير جدواه الاقتصادية . ويقول الخبراء ان دراسة الجدوى الخاصة بميناء مبارك عملت على أساس أن 80% من السلع والبضائع العراقية المستوردة ستتدفق على هذا الميناء ويقوم بدور الميناء البديل للموانئ العراقية. يذكر أن وزارة النقل العراقية وضعت في 4 نيسان/ أبريل من العام الماضي، حجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير الذي تشير تصاميمه الأساسية إلى احتوائه على رصيف للحاويات بطول 39 كم، ورصيف آخر بطول كيلومترين، فضلاً عن ساحة للحاويات تبلغ مساحتها أكثر من مليون م2، وساحة أخرى متعددة الأغراض بمساحة 600 ألف م2. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للميناء 99 مليون طن سنوياً، فيما تبلغ الكلفة الإجمالية لإنشائه أربعة مليارات و400 مليون يورو، ومن المؤمل أن يتصل الميناء بخط للسكة الحديدية يربط الخليج العربي عبر الموانئ العراقية والتركية بشمال أوروبا.