ورثة مفتي القدس: هدم "شيبرد" غير قانوني ونسترجع البيت حتى ولو أنقاضا أمين الحسيني القدسالمحتلة: استنكر ورثة مفتي القدس الحاج أمين الحسيني اجراءات هدم مقر المفتي المسمى فندق "شيبرد" بحي الشيخ جراح تمهيدا لبناء حي استيطاني رغم الأمر الاحترازي الذي استصدروه من المحكمة الإسرائيلية بوقف قرار الهدم، وأبدوا دهشتهم من سرعة وتنفيذ الهدم الذي باشرت به الجرافات الإسرائيلية بحماية من قوات الشرطة الإسرائيلية فور انتهاء الأمر الاحترازي. ونقلت صحيفة " القدس" الفلسطينية عن ورثة المفتي قولهم في بيان لهم "أنهم خسروا قرارا بمنع التعدي على الأرض المجاورة لبيت المفتي التي تعود ملكيتها لورثة المفتي، ما يدل على أن هناك نية مبيتة لاستغلال الفترة الضائعة من حيث تجميد المفاوضات وإشغال العالم بممارسات وانتهاكات يومية في الأرض الفلسطينية، لتمرير الاستيلاء على الأرض وهدم بيت المفتي، لبناء مستوطنة في الشيخ جراح على أراضي وممتلكات لمواطني القدس الأصليين". وكان وفد من آل الحسيني قد توجه إلى المملكة العربية السعودية للقاء أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين إحسان أوجلو في مهمة عاجلة لحث الدول العربية والإسلامية على ممارسة الضغط على الدول الغربية كالولايات المتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، وكذلك مجلس الأمن، للضغط على إسرائيل وثنيها عن قرارها المتعسف لا سيما وأن ورثة المفتي على قيد الحياة ويقيمون في مدينة القدس ولا يعتبرون غائبيين للاستيلاء على أملاكهم ، وفي محاولة لإنقاذ إرث إسلامي وعربي في القدس. وذكر الورثة أن الاستيلاء على عقار بيت المفتي ليس شرعيا، كما أن معركة عائلة الحسيني ليست من أجل استرداد أملاكهم المغتصبة فقط، وإنما لردم المحاولات الإسرائيلية لفصل حي الشيخ جراح العربي خاصرة مدينة القدس الشريف عن محيطها العربي والإسلامي، لتنفيذ الخطط الإسرائيلية المبيتة لتفريغ القدس من أهلها الأصليين وتهويد المدينة المقدسة. وجاء في البيان: "سنواصل ملاحقتنا للتعدي السافر على هذا الإرث الفلسطيني العربي الإسلامي العريق حتى نسترد العقار عاجلا أم آجلا حتى لو كان أنقاضا، لأنه حقنا الشرعي والمغتصب" . بدوره، أوضح عدنان الحسيني محافظ القدس أن المحكمة الإسرائيلية كانت قد أصدرت أمرا احترازيا بوقف الهدم وقد انتهى أمس الاول، فسارعت السلطات الإسرائيلية بالهدم امس، فإسرائيل تحاول مسابقة الزمن وفرض الأمر الواقع فهي مطاردة بالالتزام بالاستحقاقات. وأضاف أن إسرائيل تتخبط وهذا لن يفيدها، ولن يأتي بالسلام وبالأمن، وإنما ستبقي مثل هذه الممارسات المنطقة بأسرها في قلاقل مستمرة. وأكد أن عائلة الحسيني ستواصل مواجهة هذه التعديات باستخدام الأوراق الثبوتية التي تمتلكها والتي تثبت حقها وملكيتها للأرض المحيطة بالعقار، وقال سنحاول عمل كل ما يلزم على مستوى الإعلام والمستوى السياسي، مضيفا أن السلطة الفلسطينية تقوم الآن باجراء اتصالات مع الدول الغربية، ونحن على قناعة بأن إسرائيل عندما تقرر فهي لا تستمع لأحد، لكن هذا يزيد من كشف حقيقة إسرائيل وتصرفاتها وظلمها للشعب الفلسطيني. يذكر ان فندق شيبرد الذي بني عام 1945 يقع في الجهة الشمالية من حي الشيخ جراح وتعود ملكيته في الأصل للحاج أمين الحسيني مفتي القدس ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى في عهد الاحتلال الإنجليزي. وفي عام 1985 أدعت دولة الاحتلال ملكيتها للفندق بحسب قانون أملاك الغائبين وبوصفها حارس أملاك الغائبين، رغم أن ورثة الحاج أمين الحسيني ولدوا في القدس ولم يغادروها لا في عام 1948 ولا في عام 1967، واستصدرت أمرا بهدمه لإقامة حي استيطاني في مكانه والأرض المحيطة به يشمل 90 وحدة سكنية، لكن أمر الهدم نفذ الاحد . في غضون ذلك ، ذكرت تقارير اخبارية أن الاتحاد الأوروبي يدرس مسألة انتداب مراقبين عنهم لمتابعة سير عمليات هدم أو إخلاء منازل تعود للفلسطينيين شرقي القدس تفاديا لاعتقال أولئك منهم الذين لا يمارسون العنف . وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن بعثة الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل تقدمت بهذه الفكرة ، وأشارت البعثة إلى تضاؤل فرصة جعل شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية مما سيعرقل حل الدولتين للشعبين . كما جاء في وثيقة أعدتها البعثة أن السياسة الإسرائيلية القائمة على الإجحاف بحقوق سكان شرقي القدس في مجالات التخطيط وهدم المنازل والتربية والتعليم والاستثمارات .