نيويورك: قدمت الحكومة السودانية اقتراحات جديدة لحل نزاعها مع الجنوب حول منطقة أبيي في وسط البلاد بما في ذلك تشكيل إدارة تتولى الإشراف على المنطقة بالتناوب. وجاء في الاقتراحات التي أعلن عنها في وقت متأخر من أمس الثلاثاء أن القوات المسلحة السودانية يجب أن تبقى إلى الشمال من نهر بحر العرب، وإن جيش الجنوب يجب ان يبقى إلى الجنوب منه دون المشاركة في أي مهام إدارية إلى حين التوصل إلى قرار نهائي من خلال استفتاء. ومن المقرر أن ينفصل الجنوب في التاسع من يوليو/ تموز بعد أن وافقت أغلبية ساحقة على الاستقلال في استفتاء أجري في يناير/كانون الثاني كما نص اتفاق للسلام أبرم عام 2005 لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت عقودا بين الطرفين. وكان من المقرر تنظيم استفتاء منفصل لمنطقة أبيي لتحديد وضعها لكن خلافات على من يحق له المشاركة في الاستفتاء حالت دون إجرائه. وجاء في بيان نقلته وكالة السودان للأنباء إنه بموجب اقتراحات من الخرطوم، فإن إدارة أبيي ستنقل إلى لجنة مشتركة في الثامن من يوليو/ تموز. كما اقترحت استبدال قوات حفظ السلام الدولية في المنطقة بقوات إفريقية، ولم يتسن على الفور معرفة رد مسئولي الجنوب على الاقتراحات، والذين طلبوا من الخرطوم الانسحاب من أبيي. في غضون ذلك ، اختلف ممثلو شمال وجنوب السودان حول مصير بعثة الاممالمتحدة في السودان "يونميس" حيث تم تداول المسؤولية عن تصعيد الوضع الامني في المنطقة المتنازع عليها والغنية بالنفط "ابيي". وقال مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة السفير دفع الله الحاج علي عثمان انه بعث برسالة الى السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون يطلب فيها انهاء مهمة بعثة الاممالمتحدة وذلك بعد ان اوصى مجلس الامن بالتمديد التلقائي للبعثة لمدة ثلاثة اشهر ابتداء من 9 يوليو/تموز القادم. واكد انه لن يسمح بان تكون هناك اية محاولات لتبرير استمرار البعثة بعد التاسع من يوليو/تموز وهو الموعد المرتقب لاعلان استقلال جنوب السودان مبينا ان تسوية المسائل العالقة بين الشمال والجنوب يجب ان تتم على طاولة المفاوضات. وحول الوضع في ابيي، قال ان الاحداث الاخيرة هناك كانت لابد أن تحدث اذ ان حكومة الجنوب لم تلتزم باتفاق السلام الشامل الذي تم توقيعه في العام 2005 . واضاف ان وجود الجيش السوداني في ابيي مؤقت لضمان وضع حد لهجمات القوات المسلحة. من جانبه ناشد رئيس بعثة حكومة جنوب السودان للولايات المتحدةوالاممالمتحدة حزقيال لول جاتكوث مجلس الامن استمرار وجود الاممالمتحدة في الجنوب بعد اعلان استقلالها المقرر من اجل حفظ الامن الحدودي والتعايش السلمي بين الشمال والجنوب. ورحب جاتكوث بالتقدم الذي احرزه الطرفان في أديس أبابا في وقت سابق من هذا الاسبوع حول وضع اطار امني متفق عليه في هذا الصدد باقامة منطقة منزوعة السلاح على الحدود المشتركة بينهما لتخفيف التوترات مبينا ان الاحداث الاخيرة تؤكد ضرورة وجود الدعم الخارجي. واكد ان الهدف الرئيسي الان هو تجنب حدوث فراغ امني بعد التاسع من يوليو مضيفا ان مراقبة الحدود بين الشمال والجنوب تحتاج الى اكثر من 7000 جندي اوصى بهم بان كي مون في تقريره. ووصف وجود القوات السودانية في ابيي بقوات الاحتلال داعيا مجلس الامن الى ادانة هذه الخطوة التي قامت بها الخرطوم للسيطرة على "ابيي" بالقوة كما طالب الجيش السوداني بسحب قواته من المنطقة على الفور وبدون قيد أو شرط.