قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساء يوم الأربعاء 19 أكتوبر أن حزب العمال الكردستاني أصبح أداة بيد قوى خارجية تسعى لضرب الأمن والاستقرار في تركيا. وجاءت تصريحات اردوغان بعد أن أعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن هجمات استهدفت جنودا أتراك جنوب شرق تركيا مساء يوم الثلاثاء وأسفرت عن مقتل 26 جنديا.
وتوعد رئيس الوزراء التركي بمعاقبة من سماهم بالإرهابيين، وأعلن بدء عمليات واسعة بما في ذلك عمليات مطاردة حثيثة.
ودعا أردوغان مواطنيه إلى الصمود، وقال: " يجب ألا نستسلم لأي هجوم سواء كان من الخارج أو الداخل" مضيفاً :" لن نتراجع. وسوف نكافح الإرهاب أياً كان من يؤيده سراً أو علانية".
وتابع قائلاً :" يجب أن يحافظ شعبي على هدوئه ولا ينتهك الديمقراطية أو حقوق الإنسان. أن الديمقراطية وحقوق الإنسان سوف تحلان مشكلة الإرهاب. عملنا على الديمقراطية وتقدمنا لن توقفه هذه الهجمات الإرهابية".
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجومين اللذين وقعا في إقليم هكاري على الحدود مع العراق.
وأعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الهجمات، واصفا إياهما ب"الرد" على هجمات تركية استهدفته. وأفادت وكالة أنباء "فرات" المؤيدة للمتمردين الأكراد، بمقتل وجرح حوالي 100 من قوات الأمن التركية، معترفة بمقتل 5 من مسلحي الحزب العمال الكردستاني. وقالت مصادر أمنية إنه يعتقد أن حوالي 100 مسلح تابع لحزب العمال الكردستاني شاركوا في الهجمات التي تعرضت لها 7 مواقع عسكرية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ناطق باسم الحزب يتخذ جبل قنديل شمال العراق مقراً، تأكيده أن "ما تعرّض له الجيش لم يكن مخططاً له من عناصرنا". ووصف الهجوم على الجيش التركي بأنه "حفلة استقبال له، لدى محاولته التوغل في شمال العراق لملاحقة عناصر حزبنا"، مهدداً ب "شن هجمات أكبر".
ورد الجيش التركي على الهجوم، إذ توغل حوالي 500 عنصر كوماندوس نحو 8 كيلومترات في شمال العراق، وقتلوا 24 من عناصر حزب العمال الكردستاني، فيما قصفت المدفعية مراكز للحزب في جبل قنديل التي أغارت عليها أيضاً مقاتلات ومروحيات تركية.
وعقد أردوغان اجتماعاً طارئاً مع رئيس الأركان الجنرال نجدت أوزال ووزيري الداخلية نعيم شاهين والدفاع عصمت يلماز، قبل أن يتوجه الوزيران وقادة الجيش إلى المنطقة التي شهدت الهجوم، للإشراف على ملاحقة المتمردين.
وتقول أنقرة إن نحو ألفي مسلح من حزب العمال الكردستاني يتحصنون في شمال العراق حيث يتسللون منه إلى الأراضي التركية لشن الهجمات.
فيما اتفقت تركيا والولايات المتحدة على تعزيز الجهود الثنائية لمواجهة حزب العمال الكردستاني، وذلك بعد أن نفذ هذا الأخير هجمات جنوب شرق البلاد قتل خلالها عددا من الجنود الأتراك.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية مساء الأربعاء إن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أجرى اتصالات هاتفية مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون والعراقي هوشيار زيباري بشأن الهجمات التي نفذها عشرات من مسلحي حزب العمال ضد مواقع للجيش التركي في إقليم هكاري جنوب شرق البلاد.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن المصادر قولها إن داود أوغلو اتفق مع كلينتون على تعزيز الجهود الثنائية ومتعددة الأطراف للقضاء على وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وأضافت المصادر نفسها أن وزير الخارجية التركي دعا نظيره العراقي إلى اتخاذ "خطوات قوية" ضد الحزب، بدل الاكتفاء ب"مجرد الإدانة".