تعقيب: حقيقة البحيرات العظمي الثلاث بالصحراء الغربية وليم كامل شنودة قرأت بمزيد من الاهتمام في مقال الدكتور عبدالمنعم سعيد في باب قضايا وآراء7 أبريل الماضي نبأ اكتشاف ثلاث بحيرات عظمي جديدة في صحراء مصر الغربية ظهرت في الصور التي ارسلها السيد الدكتور عبدالمنعم حنفي استاذ الجغرافيا, ومصدرها القمر الصناعي الخاص بوكالة الفضاء الأوروبية عام2007, ومن الوصف الذي جاء في المقال لهذه البحيرات توقعت ان تكون هذه البحيرات هي الاحواض الفرعية التي تقع داخل منخفض توشكي الكبير الذي استخدمناه لتلقي المياه الزائدة في حالة الفيضانات العارمة الخطيرة عندما تكون بحيرة ناصر( اي خزان السد العالي) ممتلئة عند توالي سنوات عالية اي ان تكون السعة المخصصة للفيضان علي وشك الامتلاء بين منسوبي175 مترا و182 مترا فوق سطح البحر وفي هذه الحالة كان مقررا صرف هذه المياه في النيل خلف السد العالي اي شماله. وكانت الدراسات والابحاث التي قامت بها وزارة الري لمجابهة النحر في مجري النيل قد أظهرت ان معدل النحر وصل مداه عند تصرف230 240 مليون متر مكعب في اليوم, وتوقعت الدراسات والبحوث ان اي زيادة عن هذا المنصرف سينجم عنها دورة جديدة من النحر بمجري النهر, والذي يعبر عنه بانخفاض المناسيب, اي هبوط سطح المياه خلف القناطر الرئيسية الثلاث إسنا ونجع حمادي واسيوط مما يعرض سلامة هذه القناطر إلي الخطر بالاضافة إلي المشاكل الأخري في قاع النهر وفي المنشآت الأخري المقامة عليه كالكباري ومآخذ محطات المياه سواء للري أو للبلديات والمحليات.. الخ. ومن هذا المنطلق قامت ادارة البحوث الهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان بالدراسات الخاصة باستخدام منخفض توشكي الكبير والذي تبلغ سعته نحو120 مليار متر مكعب علي منسوب180,000 لتخزين أو تصريف الفائض.. وهذا المشروع اطلق عليه مشروع للمفيض توشكي يتكون من مأخذ علي الجانب الغربي من بحيرة ناصر بالاستفادة من خور توشكي وحفر قناة للمفيض تصل بين الخور والمنخفض, وقد كان لي واجب الاشراف علي الدراسات الخاصة بهذا المشروع وكذلك التصميمات الخاصة به.. وكانت لنا رحلات عديدة في هذا القفر وداخل هذا المنخفض, وقد تعرضنا مع الزملاء المهندسين والجيولوجيين وفرق المساحة للمخاطر داخل هذا المنخفض, وتمكننا من الحصول علي خرائط تفصيلية له من الدراسات السابقة التي كانت تقوم بها هيئة المشروعات بوزارة استصلاح الاراضي لاستخدام المنخفض في التوسع الزراعي وتوقفت هذه الدراسات عندما تبين عدم جدواها الاقتصادية, برغم ان تربة هذا المنخفض صالحة جدا للزراعة.. لسببين: اولهما عدم أو قلة جداواها الاقتصادية, وثانيا لما استقر عليه الرأي وقتئذ علي ان تكون جميع أعمال استصلاح الاراضي شمالا بعيدا عن البحيرة أو الخزان لسببين هما ضمان عدم تلوث مياه البحيرة لأن الزراعة في هذه المنطقة التي تصل فيها نسبة الرطوبة إلي صفر في المائة مع الارتفاع الشديد في درجة الحرارة تكون احتياجات المحصولات ضعف المتوسط الذي تحتاجه اراضي الصعيد والدلتا والصحراء الغربية والشرقية حول أو علي جانبي النهر والدلتا, واستقر الرأي نهائيا وقتها علي ذلك لمحدودية المياه التي خصصتها اتفاقية1959 مع السودان والمحددة بخمسة وخمسين مليار ونصف مليار متر مكعب وتكفي لأغراض الاستصلاح في مناطق محددة ومفضلة. هذا وقد بدأ التخزين في هذا المنخفض عام1996 وتجمعت فيه مياه عدد من الفيضانات العالية وصلت إلي نحو40 مليار متر مكعب, وكانت المياه تظهر علي سطح واحد, ونتيجة للتبخر انحسرت المياه عن بعض الاراضي وهي التي تظهر الآن في صورة القمر الصناعي علي موقع جوجل المشار إليه في المقال علي شكل ثلاث بحيرات اعتقد الاستاذ عبدالمنعم حنفي انها جديدة, ولهذا جاءت تسمية هذا المشروع بالمفيض الاضافي للسد بتوشكي. واعتقد ان هناك دراسات لوزارة الموارد المائية والري ووزارة استصلاح الاراضي لاستغلال هذه المياه الفائضة والتي تضيع بالتبخر. وبعد إحلال قناطر جديدة محل القناطر الثلاثة القديمة قد تم انشاء قناطر اسنا الجديدة وقناطر نجع حمادي الجديدة, وجار طرح انشاء قناطر اسيوطالجديدة. فإنني أتقدم باقتراح ارجو ان يلقي عناية وزارة الموارد المائية والري بإعادة تشكيل تهذيب مجري نهر النيل ليستوعب التصرفات الخطيرة التي قد تحدث في حالات الطوارئ, والتي تقدر بنحو605 ملايين متر مكعب في اليوم مع ايجاد غاطس كاف للملاحة في حالة اقل التصرفات والتفكير مجددا في تخزين المياه الزائدة في حالة الفيضانات العالية في احد الاماكن التالية, البحيرات الشمالية وهذا يساعد علي تحسين خواص المياه بها, أو في وادي النطرون وقد كان مقترحا استخدامه كأحد البدائل قبل السد العالي, ولاشك ان تطوير النهر أو اعادة تشكيل قطاعه وتهذيبه بما يتناسب مع التصرفات المتوقعة سيحوله إلي نهر ملاحي من الدرجة الأولي ويحمي المجري من العدوان والتلوث, والتي تضيع حاليا بالتبخر والتسرب.. عن صحيفة الاهرام المصرية 12/5/2008