صورة قاتمة للتعليم العربي د . طارق الشيخ رسم السيد كيوشيرو ماتسورا المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) صورة قاتمة لحال التعليم في الدول العربية . ومن عجب وانا استمع الي كلمة ماتسورا الرصينة في المؤتمر جال في خاطري الجدل الذي أثاره وزراء الإعلام العرب بسبب وثيقتهم الأخيرة حول الرقابة الفضائية . ثمة مايدعو هنا للقلق الحقيقي علي حال الأمة ، ثمة خطر حقيقي أدعي لعقد أكثر من قمة عربية . موضوع الإعلام لنا معه وقفة أخري لكن أركز هنا علي ماقاله ماتسورا من حديث خطير حول مستقبل العالم العربي . قال أن أكثر من 6 ملايين طفل عربي خارج النظام التعليمي . وقال ان ثلاثة من بين كل خمسة أطفال بسن التعليم الابتدائي لم يلتحقوا بالمدارس من البنات ، وهي إحدي اعلي النسب في العالم . وقال صراحة ان النظم التعليمية في العالم العربي ليست كافية لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية. وأن هناك أكثر من 774 مليون شخص بالغ في العالم بدون تعليم . وقال ان هذا الرقم للأمية يعتبر بين الأعلي علي المستوي العالمي . وعلي ذلك فإن الصورة تبدو قاتمة مؤلمة فالأرقام تؤكد علي أننا أمام مواجهة كارثة أخري فالفوارق التعليمية كبيرة حتي داخل البلد الواحد مما يعني أن عجلة التنمية المحلية سوف تواصل السير في متاهة التخلف المريع. وهذا ما اكد عليه ماتسورا ،فالنظم التعليمية تعيسة متخلفة لاتعلم ، وتحشو ادمغة الاطفال والطلاب بتلقين لايفيد . ونظم التعليم العربية بصورتها الماثلة لاتلبي أيا من الاحتياجات الملحة والماثلة من انتشال مجتمعاتنا من دائرة التخلف علي أمل اللحاق بركب الدول المتقدمة التي دخلت مجموعة كبيرة منها في مجرة العالم المعرفي للقرن الحادي والعشرين . الصورة التعليمية سيئة والترتيب العربي متأخر علي القائمة العالمية. ومامن شك في أن إحد الأسباب المباشرة في الأزمات التي تعاني منها عدة بلدان عربية من السودان والصومال ترجع الي تفشي ظاهرة الأمية والتي هي المدخل الطبيعي لدائرة التخلف . أتمني ان يتعلم وزراء التربية العرب من الحقائق والأرقام حتي يكونوا وزراء جديرين للتعليم. عن صحيفة الراية القطرية 21/2/2008